إعصار ( دانا) يهدد فالنسيا من جديد !

فالنسيا ـ عبد العلي جدوبي: اتخذت سلطات مدينة فالنسيا اجراءات احترازية انطلاقا من يوم الاحد 28 شتنبر تحسبا لعودة إعصار( دانا ) الذي ضرب مدينة فالنسيا وضواحيها أكتوبر من السنة الماضية  ، وقامت الوكالة الحكومية  للطوارئ في فالنسيا والاقاليم بنشر تحذيرات مبكرة للمواطنين عبر القنوات الرسمية، وتم اغلاق المنتزهات والحدائق والأماكن القريبة من الانهار ، وتم ايضا تعليق محدود لخدمة النقل العام في بعض الاتجاهات وتعطلت المدارس كما وضعت فرق الطوارئ في حالة التاهب العام ، وعلى رأس كل ساعة تواصل السلطات المحلية تحذير السكان عبر تنبيهات الهواتف بضرورة البقاء في المنازل قدر الامكان وتجنب المرور في الانفاق والممرات التي قد تشكل تجمعات مائية مع انتقال العواصف والامطار الغزيرة إلى مناطق شمال اسبانيا ..

في هذا الصدد قال (خوان كارلوس كاباييرو )  من لجنة الطوارئ في تصريح للقناه الأولى الإسبانية  عن سؤال يتعلق  بشهر للاعاصير قال بأن موسم الاعاصير يمتد في حوض المحيط الاطلسي ابتداء من شهر يونيو حتى نهاية شهر نوفمبر ، إلا أن نشاط الاعاصير المدارية تحدث احيانا قبل هذين الشهرين وتبلغ الاعاصير ذروتها منتصف شهر أكتوبر .. وأضاف أنه  ولأول مره منذ مائة سنه عاد اعصار ( دانا ) السنة الماضية  بقوة ، ونخشى أن يعود هذه السنه أيضا ،  ولهذا اتخذت اجراءات احترازية لمواجهة اي طارئ ..

هذا  ونشير إلى أن الحكومة الإسبانية  ، قدمت خلال اعصار دانا  السنة الماضية حزمة  مساعدات مالية بقيمة  2.3 مليار يورو للمتضررين فضلا على تدابير مساعدات مختلفه تخص المناطق المجاوره لمدينه فالنسيا وصلت الى 16.6 مليار يورو وشملت مدفوعات مباشرة لأصحاب المنازل التي غمرتها المياه ومساعدات إلى اصحاب الشركات المحلية ، كما تم تسخير جزء من موارد الصناديق المخصصة للكوارث الطبيعية بدعم اوروبي للخروج من الازمة التي بلغت خسائرها الاجماليه ما يوافق 100 المليار يورو تسببت في أزمة إقتصادية  تعافت منها إسبانيا خلال السنة الأخيرة  ..

وكان جلالة الملك محمد السادس قد قام بمبادرة قيمة خلال السنة الماضية  لمساعدة جيراننا الاسبان في عمليات الانقاذ ، وذلك بارسال فرق مغربية مدربة  للاسهام بجانب الاسبان في عمليه الانقاذ وتركت تلك البادرة اثارا طيبا لدى الاسبان وبالمجهودات التي بدلوها في الشوارع المغطاة بالطين وبداخل الانفاق وداخل منازل الساكنة ، ومن جهتها قدمت الجالية المغربية المقيمة بفالنسيا نمودجا راقيا للتضامن والتآزر مع الإسبان  وقدمت خدمات و مساعدات عديدة في هذا المجال .. وقد أشادت شخصيات إسبانية وازنة  بمبادرة جلاله الملك محمد السادس.

هذا وما تزال اثار الدمار بادية للعيان في ضواحي مدينة فالنسيا بالرغم من الجهود المضنية التي  بدلتها السلطات المحلية  للتغلب على الاوضاع التي  سببها الاعصار المدمر .. واليوم يعود الهلع الى قلوب ساكنة فالنسيامن جديد الذين ظلوا طوال يوم الاحد يتلقون تنبيهات متواصلة عن طريق هواتفهم من وكالة الارصاد الجوية الإسبانية (إيميت ) داعية إلى تجنب الحيطة والحذر وعدم الخروج الى الشوارع والامتثال إلى أوامر وكالة  الطوارئ..  واضافت أن هطول  الأمطار قد تصل إلى ما بين 250 و 300 ملم مع خطر فيضانات مفاجئة  وارتفاع منسوب مجاري المياه ،   فيما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز السكان إلى التزام تعليمات الحماية المدنية  وخدمات الطوارئ ..  ونشير إلى أن  اعصار دانا السنه الماضيه قد خلف مقتل ما لا يقل عن 232 شخص جراء الاعصار المدمر فضلا على خسائر ضخمه في الطرقات والمنشآت الصناعية والخدماتية والدور السكنية .