“حكامة النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كتجسيد لورش الجهوية المتقدمة” محور يوم دراسي بولاية جهة العيون الساقية الحمراء
احتضنت ولاية العيون، الاثنين، أشغال يوم دراسي حول “حكامة النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كتجسيد لورش الجهوية المتقدمة”، وذلك بمبادرة من المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون الساقية الحمراء بشراكة مع ولاية جهة العيون الساقية الحمراء.
وشكل هذا اللقاء، المنظم بمناسبة تخليد الذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء المظفرة، فرصة للنقاش و تبادل الرؤى حول سبل تعزيز حكامة النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية باعتباره تجسيدا راسخا لورش الجهوية المتقدمة، حيث تم تسليط الضوء على ما حققه هذا النموذج من تقدم على مستوى الجهة مع الإشارة إلى أهم النتائج المنتظرة، والتي تتمثل أساسا في إحداث دينامية اقتصادية واجتماعية تساهم في تعزيز التنمية الترابية المستدامة.
ويهدف هذا اللقاء العلمي والتواصلي، الذي عرف مشاركة نخبة من المسؤولين المحليين والفاعلين الترابيين، إلى أن يكون محطة فكرية ومهنية في مجال حكامة التدبير العمومي من خلال مناقشة شاملة للحكامة الترابية وخاصة النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.
كما يروم اليوم الدراسي تسليط الضوء على دور المجالس الجهوية للحسابات في دعم الحكامة الترابية ومواكبة التدبير العمومي، إلى جانب إبراز إسهام السلطات المحلية، في مواكبة وتنفيذ المشاريع التنموية الكبرى، وتنسيق الجهود الرامية إلى تعزيز نجاعة التدبير الترابي.
واستعرض المتدخلون خلال هذا اللقاء التواصلي المشاريع المهيكلة المنجزة في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية بجهة العيون الساقية الحمراء، وكذا دور المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون الساقية الحمراء في تدعيم مبادئ وقيم الحكامة والشفافية والمحاسبة بالجهة.
وناقشوا مجموعة من المحاور، تشمل “تسليط الضوء على التجربة التنموية لجهة العيون الساقية الحمراء”، و “آليات تقييم البرامج والمشاريع العمومية باعتبارها أدوات لتحقيق النجاعة والارتقاء بالحكامة الترابية”، و ” دور المجالس الجهوية للحسابات في دعم الحكامة الترابية وتعزيز مبادئ الشفافية والمساءلة في تدبير الشأن العام المحلي”، و ” آليات التنسيق بين السلطات المحلية، والمجالس المنتخبة، والمصالح اللاممركزة، لضمان حسن تنفيذ المشاريع الكبرى”.
وشددت مخرجات هذا اليوم الدراسي على الدور المحوري للمجلس الجهوي للحسابات في دعم مبادئ وقيم الحكامة الجيدة والشفافية والمحاسبة، باعتبارها ركائز أساسية لتدبير الشأن العام المحلي، وعلى ضرورة تعزيز دور التشخيص الترابي الدقيق كأساس للتخطيط وعلى أهمية إرساء مقاربة تشاركية في بلورة وتنفيذ البرامج مع الحرص على مراعاة خصوصيات المجالات الترابية، وكذا التأسيس على نظام معلوماتي موثوق ومندمج.
كما أكدت التوصيات ضرورة إيلاء أهمية خاصة لتأهيل العنصر البشري باعتباره رافعة أساسية لإنجاح تنزيل البرامج والسياسات العمومية على المستوى الترابي، وعلى تجاوز المقاربة القطاعية لصالح رؤية ترابية شمولية والحرص على ضمان الالتقائية.
وتضمن البرنامج العلمي لهذا اليوم الدراسي جلستين رئيسيتين، خصصت الجلسة الأولى لمناقشة موضوعي ” منهجية وحصيلة النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية بجهة العيون – الساقية الحمراء، إلى جانب تدارس تقييم البرامج باعتباره آلية لتحقيق النجاعة وتعزيز الحكامة الترابية، فيما تناولت الجلسة الثانية، دور المجالس الجهوية للحسابات في تدعيم مبادئ وقيم الحكامة والشفافية والمساءلة، انطلاقا من نموذج المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون – الساقية الحمراء، وكذا واقع ورهانات التدبير الترابي في ظل ورش الجهوية المتقدمة.
حضر أشغال هذا اليوم الدراسي والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات، ورئيس المجلس الجهوي للحسابات لجهة العيون الساقية الحمراء طارق أمهوض، ومنسق أعمال المجالس الجهوية للحسابات عبد الحفيظ بنطاهر، والكاتب العام للشؤون الجهوية بولاية العيون، أحمد فقري، وممثلو المحاكم المالية، والمسؤولون القضائيون بالعيون، والنواب البرلمانيون بالجهة ورؤساء المجالس المنتخبة بالجهة، والمحاسبون العموميون، ومديرو المصالح اللاممركزة والمؤسسات العمومية الترابية.
ح/م