أشاد مكتب التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بالدعم المالي، الذي خصصه المغرب لعمل التحالف، عن طريق مؤسسته الوطنية.
وأكد التحالف، خلال الاجتماع رفيع المستوى المنعقد اليوم الأربعاء بتبليسي (جورجيا) ويجمع ممثلي الدول الأعضاء، أن هذا الدعم يأتي في “ظل أزمة تراجع التمويل العالمي الداعم للعمل الحقوقي”.
كما جرى تثمين الجهود التي تبذلها رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش على رأس التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وافتتحت السيدة بوعياش، اليوم، بصفتها رئيسة للتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، لقاء رفيع المستوى، يجمع رؤساء الشبكات القارية للمؤسسات الوطنية والشركاء الأممين والدوليين.
ودعت، بالمناسبة، إلى تبني استراتيجية لتعزيز فعلية الحقوق وحمايتها، في ظل ما وصفته “بتفاقم الأزمة التي يمر بها النظام الدولي لحقوق الإنسان”، محذرة من أن هذا النظام يعيش “أزمة عميقة”، لا تتجلى فقط في تقل ص التمويل العالمي الداعم للعمل الحقوقي وفعلية الحقوق والحريات، بل أيضا في تراجع فعالية العمل متعدد الأطراف، وضعف التوافق الدولي حول القيم الأساسية.
وشددت على أن هذه التحديات الدولية تهدد أسس التعاون الدولي في وقت يشهد فيه العالم أزمات متسارعة، مشيرة إلى تحديات أخرى تواجه حقوق الإنسان اليوم على المستوى العالمي، ضمنها تقلص الفضاء المدني، وأزمة العمل متعدد الأطراف وتزايد الأزمات المسلحة والاقتصادية، وتفاقم آثار التغيرات المناخية، في وقت تستمر فيه مؤتمرات المناخ (كوب) في مواجهة صعوبة الاستجابة لحجم الطوارئ.
كما سلطت السيدة بوعياش الضوء على فرص وتحديات الفضاءات الرقمية ونظم الذكاء الاصطناعي، في علاقتها بحقوق الإنسان، باعتبارها قضايا ناشئة تؤثر في فعلية الحقوق والحريات وجوهرها، إذ رغم حدة التحديات يظل “دورنا محوري” كمؤسسات وطنية لحقوق الإنسان، لاسيما في أوقات الأزمات.
واعتبرت أن المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان “قوية بتنوعها” وبتنوع سياقاتها الوطنية وأدوارها وتحالفها من أجل “هدف مشترك” يتمثل في تعزيز حقوق الإنسان وفعلية حمايتها، موضحة أن المؤسسات الوطنية جسر بين الدول والشعوب، وهو يربط القارات، وفاعل يقف عند تقاطع السياقات الوطنية والطموح الدولي لحماية كونية الحقوق والحريات.
وأكدت أن المؤسسات الوطنية تعمل على تحويل المعايير الدولية إلى فعل وطني، وعلى إسماع أصوات المجتمعات المحلية وتطلعاتها في المحافل والسياقات الدولية، مذكرة بالرسالة التي سبق أن وجهتها في نيويورك باسم التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، خلال لقائها مع الأمين العام للأمم المتحدة، حيث دعت إلى شراكة متجددة وأقوى وأكثر استشرافا للمستقبل بين الأمم المتحدة والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
وقالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إن “دورنا أساسي في حماية ودعم وإحياء نظام حقوق الإنسان الدولي”، مبرزة أن فاعلية العمل الحقوقي “مرتبطة بقوة صوتنا الجماعي”.
يذكر أن لقاء التحالف العالمي بتبليسي ينعقد في لحظة حاسمة، حيث تعمل المؤسسات الوطنية عبر العالم على مواجهة التحديات المتصاعدة مع حماية المكتسبات التي تحققت على مدى عقود في مجال حقوق الإنسان.
ح/م