احتضنت مدينة برشلونة الخميس، الدورة الثامنة من تظاهرة “صباحيات الصناعة”، التي تنظم لأول مرة خارج المغرب، بمركز التجارة العالمي ببرشلونة، تحت شعار “تعزيز التنمية الصناعية بين المغرب وإسبانيا”.
وتنظم هذه التظاهرة من طرف مجلة (Industrie du Maroc)، بالموازاة مع انعقاد الدورة 13 للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا بمدريد، بما يعكس، وفق المنظمين، تقاربا مؤسساتيا ملحوظا وإرادة مشتركة لتعزيز الحوار الاقتصادي الثنائي.
وأكد المتدخلون، خلال هذا اللقاء، ضرورة تعزيز التعاون الصناعي بين البلدين، مبرزين أن التظاهرة تشكل فرصة لإبراز التقدم الذي حققه المغرب في مجالات الابتكار والاستدامة والتنافسية، وكذا لتقوية الجسور الاقتصادية مع إسبانيا ومع منطقة كتالونيا على وجه الخصوص.
وفي كلمته بالمناسبة، أبرز الرئيس المدير العام لشركة (Industricom) ورئيس المنتدى، هشام الرحيوي الإدريسي، متانة الشراكة الصناعية بين المغرب وإسبانيا، خاصة في قطاعات السيارات والطاقات المتجددة والنسيج.
وأشاد بالتزام المجموعات الصناعية المستقرة بالمغرب، الداعمة لنماذج إنتاج مستدامة، داعيا إلى خلق ممر صناعي أورو-متوسطي يربط بين برشلونة وطنجة والقنيطرة والدار البيضاء.
من جانبه، ذكر رئيس الغرفة الإسبانية للتجارة بالمغرب -طنجة الناظور القنيطرة-، خوسي إستيفيز مارتينيث، بالعلاقات الاقتصادية العريقة التي تجمع كتالونيا بالمغرب منذ ثمانينيات القرن الماضي، بداية بقطاع النسيج ثم امتدادا إلى قطاعات السيارات واللوجستيك والصناعات المتقدمة.
وأكد استمرار تعزيز هذا التعاون من خلال مبادرات مشتركة ومهمات قطاعية، مجددا التزام الغرفة بمواكبة الشركات الكتالونية الراغبة في الاستثمار بالمغرب.
وفي السياق نفسه، أبرزت القنصل العام للمغرب ببرشلونة، نزهة الطاهر، البعد الاستراتيجي لهذه الدورة، مستعرضة الركائز الأساسية للنموذج المغربي، من استقرار سياسي وتحديث قانوني وبنيات تحتية رائدة وريادة في الطاقات المتجددة، إضافة إلى التنويع الصناعي.
كما أشادت بالدور الإيجابي للرأسمال البشري المغربي والطلبة المقيمين بكتالونيا، مبرزة الآفاق الاقتصادية الواعدة المرتبطة بتنظيم كأس العالم 2030.
أما كنزة خليل، الكاتبة العامة للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، فأكدت أن المغرب رسخ مكانته كقطب صناعي ولوجستي محوري، بفضل وتيرة التصنيع السريعة، وتوفر الطاقة الخضراء التنافسية، واتساع شبكة اتفاقياته التجارية.
وأشارت إلى أن حجم المبادلات المغربية-الإسبانية تجاوز 20 مليار يورو، مع وجود أزيد من 300 شركة إسبانية مستقرة في المغرب، مبرزة فرص الاستثمار في القطاعات الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر، والتنقلات المستقبلية، والتقنيات المناخية، والمشاريع المرتبطة بمونديال 2030.
بدوره، قدم المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بطنجة-تطوان-الحسيمة، ياسين التازي، الجهة كأحد المحركات المركزية للتصنيع الوطني، مشيرا إلى كونها ثاني قطب صناعي بالمملكة وأول وجهة للاستثمارات الأجنبية.
كما أبرز الدور المحوري لمركب طنجة المتوسط، وجودة العيش كعامل جذب، والدينامية التي تعرفها قطاعات السيارات والنسيج والطاقة.
وشهدت التظاهرة تنظيم جلسة عامة رفيعة المستوى، وورشات قطاعية، ولقاءات أعمال ثنائية (B2B)، ومعرض مهني، إلى جانب جلسات مغلقة جمعت كبار مسؤولي الشركات، بهدف تعزيز الشراكات وتسهيل ربط الصلة بين الفاعلين الصناعيين في البلدين.
ومن خلال جمعها مؤسسات وشركات ومستثمرين من ضفتي المتوسط، جسدت هذه الدورة الإرادة المشتركة لبناء جسر صناعي وتكنولوجي بين المغرب وإسبانيا. كما يعكس اختيار برشلونة لاحتضان أول نسخة دولية للتظاهرة طموح مجلة (Industrie du Maroc) لمواكبة مرحلة جديدة من التعاون المغربي-الإسباني، قائمة على الابتكار والاستدامة والتنافسية المشتركة، في أفق جعل الفضاء المتوسطي قطبا مرجعيا للاندماج الصناعي.