يستهل المنتخب النيجيري، بطل إفريقيا ثلاث مرات، مشواره في كأس أمم إفريقيا 2025 بمواجهة مرتقبة أمام نظيره التنزاني، اليوم الثلاثاء بالمركب الرياضي لفاس، برسم الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة.
وتضع هذه المقابلة مرشحا طبيعيا للتتويج في مواجهة منتخب تنزاني بلغ النهائيات وهو راض عن تأهله، لكنه عازم على الدفاع عن كامل حظوظه.
وت عد هذه المباراة الأولى من نوعها بين المنتخبين على مستوى نهائيات كأس أمم إفريقيا. ورغم أن نيجيريا وتنزانيا تواجهتا في خمس مناسبات منذ سنة 1980، فإن أيا من تلك المواجهات لم تجمع بين الفريقين الأولين خلال الأدوار النهائية للكان.
ويعود آخر لقاء بينهما إلى 3 شتنبر 2016، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا، وانتهى بفوز نيجيريا بهدف دون رد. فغياب تاريخ حقيقي مشترك في هذه المرحلة يجعل المواجهة صعبة التوقع، ويضفي نوعا من الغموض على انطلاقة المجموعة.
ويدخل المنتخب النيجيري غمار هذه النسخة كواحد من المرشحين للفوز باللقب، على اعتبار أنه تصدر المجموعة الرابعة في التصفيات، رغم تذبذب نتائجه في الفترة الأخيرة.
وحققت كتيبة المدرب إيريك شيل سلسلة إيجابية دون إبهار كبير خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم، تمثلت في ثلاثة انتصارات وتعادلين في الوقت القانوني، قبل الإقصاء بركلات الترجيح أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما جاءت الهزيمة الودية أمام المنتخب المصري (2-1) لتخفف من حدة التفاؤل المحيط بـ”النسور الخضر”.
وعلى المستوى الهجومي، يتوفر المنتخب النيجيري على عناصر وازنة، يتقدمها فيكتور أوسيمين كأبرز مهاجمي الفريق، إلى جانب أسماء قادرة على صنع الفارق من قبيل أديمولا لوكمان، وموسيس سيمون، وصامويل تشوكويزي.
ويمتاز المنتخب النيجيري بقدرته على رفع نسق اللعب بشكل سريع، وقد يكون خطيرا متى نجحت آلياته الهجومية في الاشتغال، كما كان الحال في فوزه العريض على منتخب بنين (4-0). غير أن بعض الهشاشة الدفاعية لا تزال قائمة، إذ استقبلت شباكه أهدافا في أربع من آخر خمس مباريات رسمية.
في المقابل، تحل تنزانيا بمدينة فاس وهي تتقمص دور الحصان الأسود دون ضغوط. فبعد احتلالها المركز الثاني في المجموعة الثامنة من التصفيات، حققت الأهم ببلوغ النهائيات، لكنها تطمح الآن إلى إنجاز تاريخي يتمثل في التأهل إلى الأدوار الإقصائية.
غير أن النتائج الأخيرة للعناصر التنزانية تظل مقلقة نسبيا، بعدما سجلت تعادلين وثلاث هزائم في آخر خمس مباريات رسمية، جميعها بنتائج متقاربة.
وي رتقب أن يعتمد المدرب ميغيل غاموندي على تنظيم دفاعي محكم وانضباط تكتيكي عال. فقد أظهر منتخب “نجوم الطائفة” قدرته على مجاراة خصومه لفترات طويلة، مع مباريات غالبا ما تكون مغلقة في شوطها الأول، لكنه يعاني عند ارتفاع الإيقاع خلال الشوط الثاني. وعلى الصعيد الهجومي، يعول الفريق أساسا على خبرة مبوانا ساماتا، في حين يضطلع كل من ميروشي وسالوم بأدوار متعلقة أساسا بتوازن خط الوسط.
وفي مجموعة ثالثة ي توقع أن تتسم باحتداد التنافس، تكتسي هذه المباراة الافتتاحية أهمية بالغة. فالمنتخب النيجيري سيبحث عن فوز منذ البداية لتأكيد مكانته وتفادي أي ضغوط مبكرة، بينما ستلعب تنزانيا دون مركب نقص، مدركة أن كل نقطة قد تكون حاسمة في سباق التأهل.
ومن المقرر أن تنطلق المباراة اليوم الثلاثاء على الساعة السادسة والنصف مساء على أرضية المركب الرياضي لفاس، في لقاء قد يرسم ملامح البداية ويعطي مؤشرا مبكرا على اتجاهات هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا 2025.