آلت قمة المجموعة الثالثة من كأس أمم إفريقيا 2025، التي جمعت بين نيجيريا وتونس، السبت على أرضية المركب الرياضي لفاس لحساب الجولة الثانية، إلى فوز منتخب النسور الخضر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، مما مكنه من حجز بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي بشكل مبكر.
ومنذ الدقائق الأولى، أظهر المنتخبان ندية كبيرة وقوة في الالتحامات، غير أن المنتخب النيجيري بدا الأكثر مبادرة. وقد تألقت المنظومة الهجومية النيجيرية بقيادة فيكتور أوسيمين في بداية اللقاء، حيث أهدر المهاجم المقنع فرصة أولى بعد تمريرة ثنائية مع أوسايي (الدقيقة 6)، قبل أن يقترب من افتتاح التسجيل برأسية إثر عرضية من آدامز (الدقيقة 9)، ثم بمحاولة أخرى من ركنية في الدقيقة 11.
وتحت الضغط المتواصل لنسور نيجيريا، تعرض التنظيم الدفاعي التونسي لاختبارات متكررة، دون أن يمنع ذلك نسور قرطاج من شن بعض المحاولات الهجومية المتقطعة. فقد كاد بنرمضان أن يشكل خطورة من خلال عرضية مقلقة (الدقيقة 30)، أعقبتها تسديدة لعبدي مرت فوق العارضة بقليل (الدقيقة 31)، في تعبير عن رغبة المنتخب التونسي في مجاراة نسق المباراة.
غير أن الخطورة ظلت حاضرة أساسا من جانب نيجيريا، التي نجحت في ترجمة أفضليتها قبيل نهاية الشوط الأول، عندما مرر لوكمان كرة محكمة إلى أوسيمين عند القائم الثاني، ليتمكن هذا الأخير من افتتاح حصة التسجيل برأسية في الدقيقة 44.
ومع انطلاق الشوط الثاني، واصل النسور الخضر ضغطهم، وتمكنوا سريعا من تعزيز تقدمهم. وعن طريق ركنية نفذها لوكمان، سجل ويلفريد نديدي الهدف الثاني بضربة رأسية متقنة. واستمر المنتخب النيجيري في فرض إيقاعه، مهددا مرمى تونس في أكثر من مناسبة، في ظل ارتفاع منسوب التوتر داخل المستطيل الأخضر إثر بعض الالتحامات القوية. وفي الدقيقة 67، أضاف أديمولا لوكمان الهدف الثالث، مختتما هجمة قادها أوسيمين، بعدما اصطدمت تسديدته بالقائم قبل أن تعانق الشباك.
وفي الوقت الذي بدا أن نتيجة المباراة قد ح سمت، انتفض المنتخب التونسي، حيث تمكن الطالبي من تقليص الفارق عبر ضربة رأسية مستغلا كرة متقنة من مجبري، معيدا بذلك الأمل لنسور قرطاج.
وواصل المنتخب التونسي ضغطه في الدقائق الأخيرة، ليحصل على ضربة جزاء بعد اللجوء إلى تقنية الفيديو ، إثر لمسة يد على أوسايي داخل منطقة الجزاء، نفذها عبدي بنجاح بتسديدة قوية.
وشهدت الدقائق الأخيرة سيطرة تونسية واضحة، حيث تراجع المنتخب النيجيري للحفاظ على تقدمه. ورغم سبع دقائق من الوقت بدل الضائع، ومحاولة أخيرة لساسي مرت رأسيته قريبة جدا من المرمى، فإن النتيجة ظلت على حالها إلى غاية صافرة النهاية.
وبهذا الفوز الثاني تواليا، ضمن المنتخب النيجيري تأهله إلى دور ثمن النهائي، في حين سيكون المنتخب التونسي مطالبا بخوض مباراة حاسمة في الجولة المقبلة من أجل انتزاع بطاقة العبور، رغم الأداء الإيجابي الذي قدمه في نهاية اللقاء.
ح/م