“رئيس البرلمان الإيفواري”: جلالة الملك يؤكد من خلال زياراته المكثفة لإفريقيا أن هناك سبيلا بوسع دول الجنوب إتباعه لبلوغ التنمية المنشودة – حدث كم

“رئيس البرلمان الإيفواري”: جلالة الملك يؤكد من خلال زياراته المكثفة لإفريقيا أن هناك سبيلا بوسع دول الجنوب إتباعه لبلوغ التنمية المنشودة

أبيدجان / أجرى الحوار: سمير لطفي: أكد رئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية السيد كيوم سورو، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يؤكد من خلال تكثيف زياراته لعدد من الدول الإفريقية، التي أبرمت معها المملكة أزيد من 500 اتفاقية، أن هناك سبيلا نحو بلوغ التنمية المنشودة، بعيدا عن المساعدات الممنوحة من طرف الدول الغربية لدول الجنوب.
وأوضح السيد سورو، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي سيقوم بها جلالة الملك لهذا البلد، أنه “ومنذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش، أضحى التوجه الإفريقي ل + المملكة الشريفة+ جليا بشكل أكبر”، مستحضرا قول جلالة الملك بأبيدجان السنة الماضية إن إفريقيا “لم تعد قارة مستعمرة، لذا، فإفريقيا مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا”.

 

وفي حديثه حول جودة العلاقات التي تجمع الكوت ديفوار بالمملكة المغربية، والتي يرجع تاريخها إلى سنة 1962، أبرز السيد سورو “تميز” و”عمق” و”مثاليةهذه العلاقات.
وقال إن “العلاقات القائمة بين الكوت ديفوار والمملكة المغربية كانت جيدة على الدوام، بل هي بالأحرى نموذجية. فلقد وضع القائدان الكبيران جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه والرئيس الراحل فليكس هوفويت بوانيي اللبنات الأولى للصداقة والأخوة التي تجمع البلدين والشعبين المغربي والإيفواري”.
وأضاف أن “اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس ولي عهد المغفور له الحسن الثاني العرش، وانتخاب الحسن وتارا الإبن الروحي للرئيس الراحل فليكس هوفوييت بوانيي رئيسا للبلاد، شكل عنصرا محفزا لتعزيز العلاقات بين بلدينا، لاسيما على المستويات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية”.
من جهة أخرى، وفي معرض رده على سؤال يتعلق بتقاطع وجهات نظر البلدين حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما محاربة الإرهاب، أوضح السيد سورو أنه ناقش هذه القضايا الجوهرية مع نظيره، رئيس مجلس النواب، وذلك خلال زيارته للمغرب، مشيرا إلى أنهما اتفقا على أهمية تعزيز دور المؤسستين البرلمانيتين في تدبير الإشكاليات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المطروحة.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية أن إشكالية الإرهاب الذي بدأ يتغلغل في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بعد أن خلف حالة من عدم الاستقرار بمنطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا على مدى 20 سنة، يشكل معادلة يتعين على “بلداننا إيجاد الصيغة المناسبة لحلها، وذلك عبر الاستفادة من تجارب بلدان إفريقية أخرى وجدت نفسها في مواجهة هذا الصنف من التحديات، والتي خرجت منها منتصرة”.
ويرى السيد سورو أن “تحديات ضمان الأمن الحدودي في مواجهة الأنواع الجديدة من التهديدات التي تواجهها دولنا، من قبيل القرصنة البحرية، وتجارة الأسلحة، والهجرة المكثفة والسرية للشباب الأفارقة نحو أوروبا، وإشكالية الأمن الغذائي، والبطالة المتفشية في صفوف الشباب، والتي تهدد الاستقرار بأغلبية بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، هي إشكاليات من بين أخرى نتفق حولها مع أصدقائنا المغاربة”.
واعتبر السيد سورو أن الإجابة عن تفشي الإجرام لا ينبغي أن تكون أمنية صرفة. حيث يتعين تقديم حل شامل يأخذ بعين الاعتبار رهانات الاستقرار الذي يعتبر عنصرا أساسيا في تنمية الدول، وكذا الاستجابة لتطلعات ساكنة شابة أكثر فأكثر، وذات مستوى تعليمي أكبر، والتي تتطلع إلى أفق أوضح من حيث توفير فرص الشغل وتوسيع هامش الحريات والتقدم الاجتماعي ومشاركة الشباب والنساء في مسلسل تعزيز الديمقراطية”.
وقال في هذا السياق، إن الطفرة السوسيو- اقتصادية الباهرة التي حققها المغرب في عقد من الزمن تعد مثالا يتعين علينا الاستلهام منه”.
وبخصوص الشراكة الاقتصادية القائمة بين المغرب والكوت ديفوار، ذكر السيد سورو بأن البلدين وقعا سنة 2014 على 26 اتفاقية للتعاون الثنائي، مكنت من تسريع وتيرة المبادلات بين البلدين، مسجلا أن هذه الاتفاقيات همت قطاعات الصيد البحري، والصحة، والمناجم، والتعليم، والمالية، والعقار، والسياحة، والتعليم العالي، والصناعات الغذائية.
وفي نفس الإطار – يضيف السيد سوروتم تنظيم منتدى اقتصادي إيفواريمغربي السنة الماضية، والذي شكل مناسبة التقى خلالها 101 فاعلا اقتصاديا مغربيا و450 فاعلا إيفواريا بهدف النهوض بفرص الاستثمار في كلا البلدين.
وأشار إلى أن المغرب، وبحضور 120 من رجال ونساء الأعمال، احتل المرتبة الثالثة من حيث عدد الفاعلين الاقتصاديين الحاضرين في أشغال “المنتدى الاقتصادي للاستثمار بالكوت ديفوار”، المنعقد مؤخرا، والذي عرف مشاركة 103 دولة.
وبكيفية عامة – يضيف رئيس الجمعية الوطنية الإيفوارية – فإن “المبادلات التجارية بين البلدين تسير وفق منحى تصاعدي، مع أننا نرى أن حجم المبادلات بوسعه أن يكون أكبر مما هو عليه، اعتبارا لجودة العلاقات التي تجمعنا”.
وارتباطا بالتعاون بين المغرب والكوت ديفوار في المجال البرلماني، أشاد السيد سورو بتميز العلاقات القائمة بين المؤسستين، مشيرا إلى أن البرلمانين ملتزمان في إطار دينامية من التقارب.
وأضاف السيد سورو “سنقوم عما قريب بالتوقيع على اتفاقية شراكة. لكن قبل ذلك، استفاد برلماننا من خدمة أسداها المكتب المغربي للتكوين المهني وإنعاش الشغل، والتي تتمثل في تحديد مسار لتكوين وتعزيز قدرات أطرنا وموظفينا البرلمانيين”.
وأشار إلى أنه، وخلال زيارته للمغرب، تم اتخاذ الترتيبات الممهدة للتوقيع على اتفاقية- إطار للتعاون بين المؤسستين البرلمانيتين، قائلا إن “رئيس مجلس النواب السيد رشيد الطالبي العلمي وعدنا بأن يحل في الكوت ديفوار من أجل التوقيع على هذه الاتفاقية، التي تحذوني القناعة بأنها ستمنح نفسا جديدا للتعاون البرلماني القائم بيننا”.
ونوه أيضا “بكونه أول رئيس للجمعية الوطنية الإيفوارية جرى استقباله، منذ استقلال البلدين، خلال زيارة رسمية للمغرب” بصفته ضيفا رسميا للبرلمان المغربي في نونبر 2014.
وفي نفس السياق، نوه السيد سورو باستجابة المملكة المغربية لطلب تجهيز البرلمان الإيفواري، من خلال تسليمه هبة هي عبارة عن 12 سيارة جديدة.
وخلص السيد كيوم سورو إلى أن الجمعية الوطنية للكوت ديفوار لن تذخر أي جهد في سبيل تمتين علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المغرب والكوت ديفوار، تماشيا مع الرغبة المشتركة المعبر عنها من طرف قائدي البلدين، الرئيس الإيفواري السيد الحسن وتارا وصاحب الجلالة الملك محمد السادس
.

و.م.ع

التعليقات مغلقة.