الناقد السينمائي المصري أمير العمري: 40 بالمائة من الأفلام العالمية هي اقتباس لأعمال أدبية | حدث كم

الناقد السينمائي المصري أمير العمري: 40 بالمائة من الأفلام العالمية هي اقتباس لأعمال أدبية

11/02/2018

قال الباحث والناقد السينمائي المصري أمير العمري، اليوم الأحد بالدار البيضاء، إن السينما اعتمدت منذ ظهورها على الرواية والقصة بشكل خاص مبرزا أن 40 بالمائة من الأفلام العالمية هي اقتباس لأعمال أدبية. وأضاف الباحث، الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة لهذه السنة، في ندوة نظمت في إطار فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن السينما اقتبست الكثير من الحيل الأدبية كالإستشهاد والإستعراض.

وأبرز أمير العمري، من جهة أخرى، أنه بالرغم من أن تحويل بعض الأعمال الأدبية إلى أفلام سينمائية شكل موضوع خلافات قضائية في الكثير من الحالات بين مؤلفي هذه الأعمال الأدبية والمخرجين، وذلك لأسباب مرتبطة بالخيانة وتحريف وتخريب هذه الأعمال الأدبية، فالسينمائي مطالب بالوفاء لرؤيته الشخصية فقط.

وحول الأعمال السينمائية داخل العالم العربي، أكد الناقد السينمائي المصري، أنه لا ينبغي إصدار أحكام على الأفلام من خلال مقارنتها بالواقع لأن السينما لها واقعها الخاص، مشيرا إلى أن معظم المخرجين في المغرب العربي، لهم تكوين أوروبي مما يؤدي إلى هيمنة سينما المؤلف في الأفلام المغاربية.

ومن جانبه، قال المفكر وأستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط نور الدين أفاية، في ارتباط بعلاقة الأدب والسينما، إن السينما (الفن السابع) استثمرت في كل الفنون التي سبقتها وكذا بعض فنون الفرجة كالسيرك، مع اختلاف بسيط وتوظيف خاص في الأشكال السردية والبنيات الحكائية، لتنسج حكاياتها.

وأبرز أن السينما تجد اكتمالها الحكائي في المونتاج أما الرواية فتستمد معانيها من البلاغة، مشيرا إلى أن السينمائيين جعلوا من الكاميرا بمثاية قلم وعملوا على توظيف العدة السينمائية في إبداع أحسن الأفلام السينمائية.

كما أثار موضوع الإقتباس بين الرواية والسينما كعلاقة معقدة ومتشابكة، لأسباب مرتبطة في معظمها بالوفاء للنص السردي مضمونا وشكلا من جهة وكذا للإبداع فيي اختيار الأجزاء المهمة من جهة أخرى.

أما حميد بناني، المخرج والسيناريست المغربي، فقد اختار أن يبسط تجربته الشخصية أمام الحاضرين في نقطتين، ارتبطت الأولى بإخراج فيلم اعتمادا على رواية الكاتب المغربي الطاهر بنجلون “صلاة الغائب”، ومحاولته لكتابة رواية إنطلاقا من فيلم “الطفل والشيخ” للمخرج جوزيف كامبل.

من جانبه حرص الروائي وكاتب سيناريو والمترجم عبد الإله الحمدوشي على استعراض تجربته الخاصة والتي قام خلالها بكتابة روايات حولها فيما بعد لسيناريوات ليتم إخراجها على التلفزة المغربية كفيلم “الحوت الأعمى” و”الذبابة البيضاء”.

وعن كتابته لسيناريو الفيلم الناجح “لحنش’ والذي حظي بمتابعة قوية، حيث تم بيع قرابة 250 ألف تذكرة في غضون شهر ونصف من عرضه داخل القاعات السينمائية الوطنية، تأسف الحمدوشي لعدم نجاح روايته التي تحمل نفس الإسم وذلك راجع بالأساس، حسب تقديره، إلى العزوف عن القراءة في أوساط المجتمع المغربي.

بدوره قال محمد الغيطاني، روائي وناقد سينمائي وصحفي مصري، إن الحضارة الفرعونية والسومرية بنيتا على الصورة والرسم وليس من خلال الكلمة مضيفا أن الصورة هي الأسرع في الإدراك قبل الكلمة وهذا لاينفي أهمية الكتابة.

وحول تحويل بعض النصوص الأدبية إلى أعمال سينمائية يرى الغيطاني أنه ليس انتقاصا من قيمتها، لأنه انتقال من وسيط يهتم بالكلمات والوصف والاستعارة إلى وسيط أكثر بلاغة واختصارا في شكل الصورة، وذكر في هذا الاتجاه الفيلم المصري “عمارة يعقوبيان” الذي حول رواية “ساذجة” إلى فيلم ناجح.

وتستضيف الدورة الرابعة والعشرون للمعرض مصر كضيفة شرف، حيث تم تخصيص جناح خاص بالبعثة المصرية، بالإضافة إلي تسمية إحدى قاعات الندوات داخل المعرض باسم العاصمة المصرية القاهرة، إلى جانب استقبال عدد كبير من الكتاب والباحثين والمفكرين المصريين لتأطير ورشات وندوات المعرض.

يذكر أن صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، ترأس يوم الخميس الماضي، افتتاح المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الرابعة والعشرين، الذي تنظمه، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات – المكتب الوطني للمعارض، إلى غاية 18 فبراير الجاري.

ح/م

التعليقات مغلقة.