المؤتمر الإسلامي الخامس للوزراء المكلفين بالطفولة يوصي بضمان المشاركة الواسعة للأطفال في جميع القضايا المتعلقة بحقوقهم – حدث كم

المؤتمر الإسلامي الخامس للوزراء المكلفين بالطفولة يوصي بضمان المشاركة الواسعة للأطفال في جميع القضايا المتعلقة بحقوقهم

أوصى المشاركون في ختام المؤتمر الإسلامي الخامس للوزراء المكلفين بالطفولة اليوم الخميس بالرباط، بضمان المشاركة الواسعة للأطفال في جميع القضايا المتعلقة بحقوقهم وبحمايتهم ومنع العنف ضدهم والتصدي له ورصده.

وأكد المشاركون، في “إعلان الرباط” الذي توج أشغال هذا المؤتمر الذي نظم يومي 21 و22 فبراير الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على ضرورة دعم وتشجيع منظمات الأطفال والمبادرات التي يقودها أطفال لمعالجة العنف ضدهم، وتعزيز الشراكة مع الأسر والمؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة، والسعي لتعزيز المسؤولية التضامنية المشتركة وتأسيس الشبكات والشراكات المجتمعية لرصد أشكال العنف ضدهم وحمايتهم.

ودعا “إعلان الرباط” إلى العمل على حظر جميع أشكال العنف ضد الأطفال، بما في ذلك العقوبة البدنية، والممارسات التقليدية الضارة، وأنواع المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وفي جميع البيئات والأماكن سواء في الأسرة أو المؤسسات التربوية والتعليمة أو المؤسسات الرعائية أو القضائية أو الإصلاحية أو في أماكن العمل أو المجتمع المحلي، ومراعاة قضايا النوع الاجتماعي عند وضع وتنفيذ سياسات وبرامج مناهضة العنف، بهدف التصدي للمخاطر التي تواجه الفتيات والفتيان فيما يختص بالعنف بدون أي تمييز.

وأكد الإعلان عزم المشاركين في المؤتمر على القيام بتعزيز الالتزامات الدولية من خلال المصادقة، في حال لم يكن قد تم ذلك، على عهد حقوق الطفل في الإسلام والبروتوكولات الاختيارية الملحقة باتفاقية حقوق الطفل، وجميع صكوك حقوق الإنسان الدولية والإقليمية ذات الصلة التي توفر الحماية للأطفال بما فيها اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة وبرتوكولها الاختياري، واتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم (138) المتعلقة بالسن الأدنى للعمل، ورقم (182) المتعلقة بحظر أسوأ أشكال تشغيل الأطفال، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية وبروتوكول منع وقمع الاتجار بالأشخاص.

كما أكد الإعلان تعزيز الإجراءات الوطنية ذات الصلة بحماية الطفل من خلال وضع استراتيجيات وخطط عمل وطنية ت عنى بالتصدي لكل أشكال العنف ضد الأطفال، ومعالجة الأسباب الجذرية والفعلية للعنف ضدهم، وتخصيص موارد كافية لمعالجة عوامل الخطر ومنع العنف قبل حدوثه والوقاية منه، واستحضار تلك الأسباب عند وضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تعالج الفقر وعدم المساواة والإنصاف والفوارق الاجتماعية.

وشدد الإعلان على أهمية نشر الوعي بحقوق الطفل وثقافة اللاعنف من خلال وضع المناهج التربوية والبرامج التعليمية وتنظيم الحملات التثقيفية والإرشادية لتوعية الرأي العام، بمن فيهم الأطفال أنفسهم، بشأن الآثار الضارة التي يتركها العنف عليهم، وتشجيع وسائط الإعلام والتقنيات الجديدة للاتصال والتواصل ومنظمات المجتمع المدني على نشر ثقافة حقوق الطفل، وترويج قيم وثقافة اللاعنف.

كما أوصى بتوفير خدمات الإصلاح والإدماج الاجتماعي من خلال توفير خدمات صحية واجتماعية تكون سهلة المنال ومراعية للأطفال وشاملة، بما في ذلك الرعاية قبل دخول المستشفى وفي الحالات الطارئة، والمساعدة القانونية للأطفال، ولأسرهم عند الاقتضاء، عندما يكتشف العنف أو يتم الكشف عنه، وتصميم الخدمات الصحية وخدمات العدالة الجنائية والخدمات الاجتماعية بحيث تفي بالاحتياجات الخاصة للأطفال.

ودعا الإعلان إلى تعزيز قدرات جميع من يعملون مع الأطفال وللأطفال، وتوفير التدريب الأولي والتدريب أثناء الخدمة اللذين ي كس بان المعرفة والاحترام لحقوق الطفل لجميع أولئك الذين يعملون مع الأطفال وللأطفال، وبخاصة في رياض الأطفال والتعليم الابتدائي، أو لغيرهم ممن يعملون مع الأطفال والأ سر، أو للأطفال والأ سر، من أجل منع العنف ضد الأطفال وكشفه والتصدي له، وصياغة وتنفيذ مدونات قواعد السلوك ومعايير الممارسة الواضحة، التي تشمل حظر ورفض جميع أشكال العنف .

وسلط المشاركون الضوء على أهمية إنشاء أنظمة وخدمات عملية ومناسبة للتبليغ عن العنف ضد الأطفال، والعمل على إنشاء نظام لأمين المظالم أو مفوض لحقوق الطفل أو مندوب حماية الطفولة وفقا للمبادئ المتعلقة بمركز مؤسسات حقوق الإنسان الوطنية (مبادئ باريس)، والتنسيق بشكل وثيق مع وكالات أخرى تعمل في مسائل الصحة العامة وحماية الأطفال.

كما أوصى الإعلان باستحداث وتنفيذ نظام منهجي لجمع البيانات الوطنية وإعداد البحوث ذات الصلة بالعنف ضد الأطفال وتحليلها باستخدام مؤشرات وطنية مبنية على المعايير المتفق عليها دوليا، ونشرها بغرض رصد التقدم المحرز.

وبخصوص إجراءات التنفيذ والتنسيق والمتابعة، أكد إعلان الإيسيسكو على مواصلة العمل في مجال الطفولة، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ودعوتها إلى متابعة تنفيذ مضامين هذا الإعلان مع جهات الاختصاص في الدول الأعضاء، داعيا إلى تعزيز التعاون مع اليونيسف والمؤسسات المختصة الأخرى، من أجل رصد أوضاع الأطفال الذين يتعرضون للعنف، والعمل على حمايتهم والنهوض بأوضاعهم، وذلك بالتنسيق مع الدول الأعضاء والشركاء المعنيين على الصعيد الدولي والإسلامي والإقليمي.

وأشاد الإعلان بجهود الإيسيسكو في خدمة قضايا الطفولة في العالم الإسلامي، والتنويه بالبرامج والأنشطة التي نفذتها لفائدة الأطفال في الدول الأعضاء، ودعوتها إلى مواصلة هذه الجهود في إطار خطط عملها واستراتيجياتها المتخصصة ذات الصلة، واستنادا إلى قرارات دورات المؤتمر الإسلامي للوزراء المكلفين بالطفولة وتوصياتها ووثائقها المرجعية.

يذكر أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تميزت بالرسالة الملكية السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين فيه، والتي تلاها وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان السيد المصطفى الرميد.

وتضمن برنامج المؤتمر، تقديم مشروع دراسة حول مظاهر العنف ضد الأطفال، وتقرير مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية عن وضع الأطفال في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب مشروع وثيقة حول ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم الإسلامي وسبل التصدي لها، وورقة حول السياسة المندمجة لحماية الطفولة في المملكة المغربية.

ح/م

التعليقات مغلقة.