منتدى كرانس مونتانا: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عنوان تميز على صعيد القارة الإفريقية – حدث كم

منتدى كرانس مونتانا: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عنوان تميز على صعيد القارة الإفريقية

أمام التحديات المتعددة التي تعيق تنمية القارة الإفريقية، يقدم المغرب، من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جوابا متميزا على إحدى الإشكالات الرئيسية التي تكبح نهضة إفريقيا وتعرقل تنميتها وإخراج ساكنتها من الفقر المدقع والهشاشة.
وعلى هذا المستوى حرص المغرب، الذي كان سباقا على مستوى القارة في بلورة مبادرة طموحة للتنمية البشرية، على تقاسم تجربته في هذا المجال مع البلدان الإفريقية في تجسيد عميق لقيم الانتماء المتجذر إلى القارة، وذلك عبر تنظيم معرض للأنشطة المدرة للدخل تحت عنوان “ألوان وأريج”، بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة لمنتدى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، بهدف تمكين المشاركين من الاطلاع على تجربة المملكة في هذا المجال وتقاسم ثمارها مع بلدان القارة.
ويبدو أن المغرب واعي بأن تحقيق التنمية في إفريقيا وتعزيز التعاون جنوب-جنوب على صعيد القارة السمراء يمر بالضرورة عبر تقوية التضامن وبلورته ضمن مبادرات ملموسة على الأرض، ووضع خبرته في مختلف جوانب التنمية البشرية لفائدة بلدان القارة بهدف مساعدتها على تحرير أفرادها من قيود الفقر المدقع وأوضاع الهشاشة والانفتاح على مبادرة أثبتت نجاحها في جوانب تعزيز الأنشطة المدرة للدخل عبر النهوض بالتعاونيات وتثمين المنتجات المحلية.
وفي هذا الإطار يأتي تنظيم هذا المعرض للأنشطة المدرة للدخل، الذي حظي بإقبال كبير من قبل المشاركين في أشغال منتدى كرانس مونتانا، الذين زاروا مختلف أروقة المعرض وشكل بالنسبة لهم فرصة للتعرف على هذه المنتجات، والوقوف على دور الأنشطة المدرة للدخل في محاربة الفقر والهشاشة، وتقوية النسيج الاقتصادي من خلال خلق الثروة والنهوض بالتشغيل الذاتي، وكذا تحقيق الاستقلالية الذاتية للمرأة والشباب.
وحضرت جميع جهات المملكة في هذا المعرض بأروقة متعددة من خلال 17 جمعية وتعاونية، استفادت من دعم وتمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي تعمل في مختلف القطاعات كتربية الماشية، الصناعة التقليدية، المنتجات المحلية، السياحة والخدمات.
وحسب معطيات رسمية للمنسقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن المبادرة ساهمت في تمويل الأنشطة المدرة للدخل بنسبة 70 في المائة من المبلغ المحدد في 300 ألف درهم، وإحداث دينامية غير مسبوقة للنسيج الجمعوي والتعاوني.
وفي هذا الصدد تم خلق أكثر من تسعة آلاف نشاط مدر للدخل، 60 في المائة منها بالمناطق القروية، لفائدة 113 ألف مستفيد، باستثمار إجمالي بلغ 3.6 مليار درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 2.2 مليار درهم.
وبالإضافة إلى ضمان الدخل القار، مكنت الأنشطة المدرة للدخل المستفيدين من تعزيز الثقة في النفس وترسيخ الشعور بالمسؤولية، الأمر الذي ينعكس على التحولات في سلوك وعادات المستهدفين.
وتمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال مبادئها ومقاربتها التشاركية ونهجها وأسسها ونمط حكامتها، وكذا تعبئة جميع الفاعلين في مجال التنمية، من تسجيل إنجازات ملموسة على أرض الواقع وتحسين الظروف المعيشية للفئات الهشة، من خلال تطوير خبراتها في الهندسة الاجتماعية، الشيء الذي جعل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تتألق على الصعيدين الوطني والدولي وتجدب اهتمام العديد من البلدان، بما فيها البلدان الإفريقية.

ومع/حدث

التعليقات مغلقة.