حملات جمع وتوزيع المساعدات على الفئات المعوزة خلال موجات البرد من أسمى مظاهر التضامن المتجذر بالمجتمع المغربي – حدث كم

حملات جمع وتوزيع المساعدات على الفئات المعوزة خلال موجات البرد من أسمى مظاهر التضامن المتجذر بالمجتمع المغربي

عند حلول فصل الشتاء واشتداد موجات البرد القاسية التي تعاني من آثارها الفئات المعوزة، لاسيما التي تعيش في المناطق الجبلية والقرى النائية صعبة الولوج، يتجند المجتمع المغربي، بكافة أطيافه، لمد يد المساعدة، والمساهمة، قدر المستطاع، في تدفئة أجساد وقلوب هذه الفئات، ما يبرهن على مدى تجذر ثقافة التضامن في المجتمع.

فإلى جانب التدابير التي تتخذها السلطات العمومية من خلال تعبئة الموارد البشرية والوسائل اللوجيستيكية الضرورية لتقديم الرعاية اللازمة للسكان المتضررين من الانخفاض الكبير الذي تعرفه درجات الحرارة في عدد من مناطق المملكة، خاصة خلال هذه الفترة من السنة، تكثف فعاليات المجتمع المدني أنشطتها وتتعدد الحملات والنداءات من أجل جمع أكبر قدر ممكن من المساعدات، لاسيما من الملابس الصوفية والأغطية والمواد الغذائية، للمساهمة كذلك في هذا العمل الإنساني النبيل.

وقد غدت مواقع التواصل الاجتماعي المنصة الأمثل لإطلاق هذه الحملات نظرا لقابليتها إلى الوصول لعدد كبير من الأشخاص، حيث تشهد مجموعات الفضاء الأزرق تزايد النداءات إلى جمع التبرعات وتنظيم قوافل إلى المناطق النائية، ولاسيما الجبلية، من مختلف فعاليات المجتمع المدني أو انطلاقا من مبادرات فردية.

ومن بين فاعلي المجتمع المدني الذين ينخرطون في هذا العمل النبيل ويستعملون شبكات التواصل الاجتماعي لإيصال نداءاتهم، نجد جمعية “يدي فيديك للخير” الكائن مقرها بمدينة سلا، التي تعمل على توفير مساعدات متنوعة لفائدة المحتاجين والمرضى إضافة إلى تقديم معونات موسمية خلال المناسبات الدينية، وتستعد حاليا لتنظيم قافلة تضامنية لفائدة أطفال بعض دواوير إقليم تنغير.

وعن فكرة تنظيم هذه القافلة التضامنية، قالت الكاتبة العامة للجمعية السيدة منية بنهيمة، إن الجمعية تلقت طلبات مساعدة من ساكنة دواوير نائية ومعوزة تعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، مضيفة أن “الجمعية لبت النداء ونشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك عبر معارف أعضاء الجمعية ومحيطهما العائلي، وتمكنت من الحصول على مساعدات بعضها عينية وبعضها مادية”، مشيرة إلى أن المساعدات المادية تبقى ضئيلة مقارنة مع المساعدات العينية.

وبخصوص تجربة الجمعية في تنظيم قوافل تضامنية، أبرزت السيدة بنهيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه سبق للجمعية أن نظمت قوافل تضامنية خلال سنة 2017، كما نظمت قافلتين سنة 2018 “الأولى لمدرسة التعليم العتيق بإحدى دواوير إقليم تاونات، وأخرى نواحي ورزازات، ونستعد حاليا لتنظيم قافلة نحو إقليم تنغير”. وعن الاستعدادات القبلية لتنظيم القافلة، أوضحت السيدة بنهيمة أنه “بعد جمع التبرعات، تقوم الجمعية بشراء أغطية وأحذية للأطفال تكون عازلة للماء والثلج، وتقوم كذلك بتحضير قفة تحتوي على المواد الغذائية الأساسية”، مسجلة أن الجمعية تقوم كذلك بفرز الملابس التي تتوصل بها.

وأضافت أن المرحلة الموالية تتمثل في توزيع الأحذية وملابس الأطفال على أكياس، “يحتوي كل كيس على حذاء وقفازات وجوارب وقبعة دافئة للرأس”، موضحة أن كل كيس يكون باسم طفل معين، بما أن هناك جمعيات وأشخاصا يتواجدون بنفس المنطقة التي ستتوجه إليها المساعدات، يقومون بإعداد لوائح الأطفال المستفيدين.

وسجلت الكاتبة العامة لهذه الجمعية، التي يرتكز نشاطها أيضا حول توفير كفالة شهرية للأيتام وتقديم الدعم النفسي والمرافقة الدراسية من أجل الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، أن آخر مرحلة في مسلسل الإعداد لتنظيم القافلة يتجلى في تحديد يوم وصولها وتوزيع المساعدات بعد طلب التصريحات الضرورية من السلطات المعنية.

والأكيد أن العمل الذي تقوم به هذه الجمعية هو نموذج للأعمال النبيلة التي تقوم بها العديد من جمعيات المجتمع المدني، ودليل على التجند الدائم من أجل تقديم يد العون للفئات الهشة طيلة أشهر السنة، وخاصة خلال فصل الشتاء الذي يتسم بظروف مناخية قاسية، ليبقى الدور الأكبر للمواطن من أجل الاستجابة للنداءات والدعوات التضامنية، ترسيخا لقيم التضامن والتآخي التي ميزت المغاربة على الدوام.

و.م.ع.ح.ك

التعليقات مغلقة.