بن شماش: المغرب يمد يده لمزيد من التعاون من أجل عالم أقل عنفا وأكثر عدلا – حدث كم

بن شماش: المغرب يمد يده لمزيد من التعاون من أجل عالم أقل عنفا وأكثر عدلا

أكد رئيس مجلس المستشارين، حكيم بن شماش، اليوم الإثنين بالدوحة، انخراط المغرب القوي في دعم مبادرات السلام ومحاربة كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب.

 وقال بن شماش، خلال تدخله في النقاش العام حول دور البرلمانات في تدعيم التربية على السلم والأمن وسيادة القانون، بمناسبة انعقاد الجمعية العامة ال140 للاتحاد البرلماني الدولي،

 إن المغرب يمد يده لمزيد من التعاون والشراكة من أجل عالم أقل عنفا وأكثر عدلا، و” أننا في المغرب مستعدون لتقاسم خبراتنا وتجاربنا الوطنية الرائدة في مجال مكافحة التطرف.”

وأضاف أن التربية على السلم والمواطنة وبناء ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح ومكافحة خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب،  يشكل خيارا استراتيجيا للمملكة المغربية، مبرزا أن تعزيز هذه القيم يشكل إحدى المداخل الأساسية لتجاوز الأزمات التي يتخبط فيها العالم ومعالجة المخاطر المحدقة بأجيال المستقبل.

واستشهد بن شماس، في هذا الصدد بما قاله جلالة الملك محمد السادس، خلال استقبال جلالته لقداسة البابا فرانسيس، حيث أكد  أنه ” لمواجهة التطرّف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا، بل الحل يكمن في شيء واحد هي التربية.”

ونبه بن شماش  إلى أن عالمنا يعيش تحولات عميقة وتحديات متنامية على كافة المستويات. ويظل الوضع السياسي المضطرب، الهش والمتغير وانحباس البدائل الرامية إلى التغيير، في عدد من مناطق العالم، عدونا الرئيسي كشعوب وبرلمانيين يفترض أننا نعبر عن تطلعاتها.

 وتكمن خطورة هذا الوضع، بحسب  بن شماش، ليس فقط في انتشار التوترات والنزاعات وتفاقم التهديدات الأمنية والإرهابية، ولا في تنامي النزاعات العرقية والدينية وانتشار ثقافة الكراهية وتصاعد الشعبيات واتساع رقعة الشبكات الإجرامية المتخصصة في تجارة الأسلحة والمخدرات وتهريب السلع والاتجار في البشر وتنامي تدفقات الهجرة واللجوء، ولكن الخطورة تكمن، فوق هذا وذاك، في سيادة وانتشار حالات مخيفة من عدم اليقين في مناطق واسعة من العالم.

وَمِمَّا لا شك فيه، يضيف بنشماش، أن الأسباب التي تغذي باستمرار هذه التحديات متعددة ومتنوعة، ومن المؤكد أن إحدى أهمها على الإطلاق هو وجود اختلالات وأعطاب على مستوى منظومات التربية والتعليم في عدد من الدول وفي أنماط ثقافية عابرة للحدود.

وأوضح بن شماش، أن السياقات والمتغيرات الجيوسياسية على الصعيد العالمي، وما تنطوي عليه من تحديات آخذة في الاتساع، تضع على عاتقنا مسؤولية الاشتغال على المشترك الكوني الذي يجمعنا، وفي هذا الإطار تبرز الحاجة للنهوض بالتعليم والتربية وتوسيع مساحات الالتزام بالقيم الانسانية المشتركة، وأكد أن هذا هو السبيل الأفضل والأضمن لتأمين أجيالنا القادمة من المخاطر المحدقة به، كما أن تعزيز الحوار والتبادل بين الأمم والشعوب يكتسي أهمية قصوى.

ونبه رئيس مجلس المستشارين، إلى أن تزايد نزوعات التطرّف والعنف والإ رهاب، وانتشار حالات عدم اليقين، هو أمر يغذيه الجهل والانغلاق والشعور بالظلم والاقصاء، كما تغذيه، كذلك، النزعات التسلطية والهيمنة لقوى دولية تصر على تحدي القانون الدولي والضمير العالمي كما هو حاصل مع صدور قرارات غاصبة لحقوق الشعب الفلسطيني من طرف دولة تقيم تمثال الحرية فوق أرضها ومدعمة لغطرسة دولة الاحتلال.

وعبر عن تطلعه في أن يسهم الاتحاد البرلماني الدولي في إعداد خطط برلمانية وطنية تهدف تعزيز التربية على السلم والمواطنة وبناء ثقافة السلام.

ووضع بن شماش، في هذا السياق، بعض المحاور الكبرى والمحددات التي ينبغي ان توجه هذه الخطط، منها على الخصوص، إدماج المستويات الأمنية والروحية والتربوية والاجتماعية في مواجهة الظواهر المغذية للعنف والتطرف والإرهاب، وتتبع أنماط التجديد والتكييف والتغييرات التي تلجأ إليها التنظيمات الإرهابية باستمرار بما في ذلك الإرهاب الإلكتروني.  ومن ضمن المحاور المقترحة تقوية التشريع والمراقبة وتقييم السياسات العمومية في مجال مكافحة التمييز وإقرار العدالة الاجتماعية، واعتماد  السياسات الهادفة إلى تأهيل الفقراء وضمان ادماج الفئات الهشة، ومكافحة خطاب الكراهية، وحماية التنوع الثقافي.

وتحدث بن شماش، في السياق نفسه، عن تعزيز آليات الديمقراطية التشاركية، والوسائل البديلة لحل النزاعات والوقاية منها، وتقوية المنظومة الوطنية لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وتعزيز السياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتلك المتعلقة بالتربية وتنمية المهارات والتشغيل، وكذا دعم السياسات العمومية المندمجة المتعلقة بالشباب.

وشدد رئيس مجلس المستشارين على أنه إذا كانت هناك من أولوية قصوى ينبغي الانكباب عليها، فهي التركيز على تعليم الفتيات والنساء، لأنه كما قال عبد الحميد بأديس” إذا علمت ولدا فقد علمت فردا… ولكنك إذا علمت بنتا فقد علمت أمة …”

ج/ح

 

التعليقات مغلقة.