تحرير مدينة طرفاية من قبضة الاحتلال شكل الحلقة الاولى في مسلسل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة

قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، امس الإثنين بطرفاية، أن تحرير مدينة طرفاية من قبضة الاحتلال، شكل الحلقة الاولى في مسلسل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة. وأضاف الكثيري، في كلمة ألقاها خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمناسبة تخليد الذكرى الـ61 لاسترجاع مدينة طرفاية، أن هذه الذكرى، التي ستظل صفحة مشرقة في سجل تاريخ المغرب الحافل بالمكارم والبطولات، تعد محطة للبرور والعرفان على ما قدمه المقاومون بهذه الربوع من جسيم التضحيات، وجليل الاعمال للدفاع عن حوزة الوطن وصيانة وحدته الترابية، مشيرا الى أن هذه الذكرى تشهد على عنفوان الأمة المغربية وعبقريتها لما تطفح به من قيم الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الايجابية.

وسجل المندوب السامي أن إحياء هذه الذكرى مناسبة لاستحضار المحطات التاريخية المجيدة وما بذله الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل نصرة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار الأجنبي والذود عن مقدسات البلاد وثوابتها مهما كانت الصعاب والعراقيل وتعددت مناورات الخصوم ودسائس الحاقدين.

واستحضر بالمناسبة المواقف الخالدة لملحمة استرجاع سيدي إفني سنة 1969 وتحرير الأقاليم الجنوبية سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة وجلاء آخر جندي أجنبي عنها في 28 فبراير من سنة 1976، مشيرا الى أن أبناء طرفاية الأشاوس كانوا دوما سباقين لتلبية نداء الوطن من أجل تحرير الأقاليم الجنوبية .

وذكر بالمجهودات التي تبذلها المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير في سبيل الحفاظ على الذاكرة الوطنية والائتمان على الموروث الحضاري والتعريف بتاريخ المقاومة الوطنية والمغاربية وأمجادها ومكارمها من خلال تنظيم ندوات علمية وأيام دراسية وإحداث متاحف تجسد أمجاد ومفاخر الموروث الجهادي فضلا عن استنساخ الوثائق التاريخية المتوفرة داخل الوطن وخارجه وتسجيل الشهادات الحية والروايات الشفهية وتشجيع الدراسات والبحوث الجامعية.

وأكد أن أسرة المقاومة وجيش التحرير بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، لتستحضر المبادئ والمثل العليا وقيم النضال والذود عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية لإذكاء وإشاعة أقباسها وأنوارها في نفوس الناشئة والشباب والأجيال الحاضرة والقادمة، وإذكاء مواقفها الوطنية وانخراطها الايجابي الفاعل والملتزم بروح المواطنة المسؤولة لمواصلة مسيرات الحاضر والمستقبل، وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي والتنموي والنهضوي والتضامني، والارتقاء بالمغرب إلى المكانة المرموقة بين أمم وشعوب المعمور، ونشر قيم العدالة الاجتماعية والتضامن والتكافل الاجتماعي بين كل مكونات المجتمع ، وتأهيل المواطن لمواجهة تحديات العصر، وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة والمندمجة.

وثمن، السيد المندوب السامي عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليم الصحراء المغربية في ظل السيادة الوطنية لاسيما وأن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي ويعتبره المراقبون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية والذي يسعى خصوم وحدتنا الترابية لتأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

واجمع المتدخلون في كلمات بالمناسبة، أن تخليد ذكرى استرجاع مدينة طرفاية الى أرض الوطن يعد محطة مشرقة تنضاف الى سجل تاريخ المغرب الحافل بالملاحم والبطولات والأمجاد مذكرين بالحضور الوازن لأبناء هذا الإقليم في مختلف المعارك التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة .

وعبروا باسم كافة ابناء المقاومين بهذا الإقليم عن استعدادهم للدفاع عن المكتسبات الوطنية وثوابت الأمة، متشبثين بمغربية الصحراء التي قاوم أجدادهم وآباءهم من أجل تحريرها، ووقفوا ضد كل المخططات والمناورات والمؤامرات المكشوفة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة.

وقد تم خلال هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره على الخصوص، عامل إقليم طرفاية السيد محمد حميم، ورئيس المجلس الإقليمي السيد محمد سالم باهيا، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، والاعيان وأعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم وفعاليات محلية، تسليم وسام ملكي شريف للمقاوم البشير الخديم ، وزيارة متحف المقاومة بطرفاية ، الى جانب عيادة عدد من المقاومين المرضى .

و.م.ع.ح.ك

التعليقات مغلقة.