مدارس فاس العتيقة اضطلعت بدور بارز في نشر المعرفة والعلوم الدينية وتطوير الفنون الحرفية | حدث كم

مدارس فاس العتيقة اضطلعت بدور بارز في نشر المعرفة والعلوم الدينية وتطوير الفنون الحرفية

24/06/2016

اضطلعت المدارس العتيقة بمدينة فاس باعتبارها فضاءات للتعليم ونفائس معمارية ثمينة، على مر التاريخ، بدور رئيسي وبارز، في نشر المعرفة والعلوم الدينية وكذا تطوير حرف الزخرفة بالمغرب.
وشكلت هذه المدارس العريقة، أيضا نبراسا علميا تخرج منه العديد من العلماء والمفكرين والفلاسفة منهم على الخصوص ابن خلدون وابن ميمون والبابا سيلفستر الثاني.
وتضطلع هذه المعالم الأثرية والعلمية التي رأت النور عند نهاية القرن 13 وتطورت الى غاية القرن السابع عشر، بدور اجتماعي من خلال تمكين الطلبة الباحثين التواقين إلى رحاب العلم والمعرفة، من تطوير مداركهم المعرفية والنهل من بواطن وخزائن الفكر والتراث التليد.
وهكذا، شكلت مدرسة الصفارين أول مدرسة شيدت منذ القرن 13 بمدينة فاس، وتبرز هندسة هذه المعلمة الاثرية الأهمية التي خصصت لإيواء الطلبة بدلا من الاهتمام بالديكور وفن الزخرفة.
كما ان مدرسة القرويين لتعليم العلوم الدينية وتخصصات أخرى، تعد من بين المدارس التي تزخر بهندسة معمارية مثيرة ولافتة تجسد مهارة إبداع الصانع المغربي.
وتعد هذه المدرسة فضاء للتعليم ونشر العلوم الدينية بالمغرب وبالخارج خصوصا بدول أفريقيا جنوب الصحراء، كما ساهمت في اشعاع الحاضرة الادريسية على مر التاريخ.
وكان العديد من الطلبة يأتون من مختلف المدن ومن بلدان أجنبية إلى هذه المدارس التي تحضى بصيت كبير من أجل نهل العلم والمعرفة وتعزيز مؤهلاتهم الدراسية على يد علماء وفلاسفة ومفكرين كبار.
وتعكس الهندسة المعمارية لهذه المدارس العتيقة وزخرفتها الانجازات الكبرى في تلك الفترة على المستوى الفني، حيث جودة تصاميمها الهندسية كانت تنافس المآثر التاريخية بالمدن العريقة بالشرق والأندلس.
وقد حضيت مدارس الصفارين والعطارين والمصباحية والصهريج والبوعنانية وفاس الجديد التي تنتمي للقرن 14 بشهرة كبيرة ولاقت اقبالا لافتا بالحاضرة الادريسية لتأتي بعدها مدارس القرن 17 خصوصا مدرسة الشراطين التي مازالت تحافظ على وظيفتها كباقي المدارس الأخرى.
وبإشراف جلالة الملك على نهاية أشغال ترميم مختلف هذه البنايات التاريخية تكون هذه المدارس قد استعادت وهجها ووظائفها الأصلية كفضاء لاستقبال الطلبة لنهل المعرفة، وتكريس دورها العلمي وإبراز المؤهلات الابداعية والفنية للصانع المغربي.
ومن شأن ترميم هذه المنشآت التاريخية العريقة أن يسهم أيضا في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به العاصمة العلمية، وتكريس ديناميتها في المجال الثقافي والسياحي.

 

حدث/ماب

 

التعليقات مغلقة.