إقصاء المغرب من المشاركة في تنظيم “كأس العالم 2030 “هو إقصاء لمصالح اسبانيا والبرتغال ! – حدث كم

إقصاء المغرب من المشاركة في تنظيم “كأس العالم 2030 “هو إقصاء لمصالح اسبانيا والبرتغال !

+ د. حسن عبيابة: أعلن الإتحاد الإسباني والبرتغالي يوم  السبت 8 يونيو 2019. عن نيتهما التقدم بشكل رسمي في ملف ثنائي مشترك من أجل تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، دون إشراك المغرب في التنظيم كطرف ثالث حسب ما كان متوقعا،

وفي بيان بهذا الخصوص تمت الاشارة إلى أنه بعد عقد العديد من الإجتماعات   بين إتحاد كرة القدم في كل إسبانيا والبرتغال تأكد أنهما بصدد  تقديم ملف مشترك لإستضافة كأس العالم 2030″.

في حين كان الجميع ينتظر من إسبانيا والبرتغال أن يتقدما بملف ثلاثي مشترك مع المغرب، خصوصا بعدما  اقترح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيس في منتصف نوفمبر 2018 على المغرب تنظيم نهائيات مشتركة، وبأن إسبانيا  لها رغبة في تنظيم مشترك لكأس العالم مع المغرب

ويبدو أن المغرب ليس له حظوظ في تنظيم كأس العالم الذي فشل في استضافته في خمس  ترشيحات سابقة،  كان  آخرها مونديال 2026، الذي فازت بتنظيمه كل من المكسيك وكندا والولايات المتحدة الأمريكية بقوة النفوذ والتهديد.

ويجب الإشارة إلى أنه سيتم الإعلان عن هوية الملف الذي سيفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، قبل أيام من انطلاق مونديال قطر من عام 2022.

والمغرب حاليا لديه ملف قوي مقارنة مع الملفات المغربية السابقة ،إذ يتضمن الملف المغربي 14 ملعباً في 12 مدينة، منها ما هو قائم فعليا، ومنها مايحتاج فقط لبعض التطوير،وهناك ملاعب ستبنى من جديد   وقد خصص المغرب لإستضافة كأس العالم نحو  15.8 مليار دولار لتنظيم هذا الحدث الدولي.لكن الجديد في الموضوع أن

الترشح لكاس العالم لكرة القدم 2030  أخذ بعدا جديدا بعد ما انضمت تشيلي يوم الخميس 14 فبراير 2019 إلى ثلاثي الأرجنتين-الباراغواي-الأوروغواي عن رغبتهم  في الترشيح  لاستضافة كأس العالم 2030.

وبعد فشل المغرب خمس مرات باستضافة المونديال في 1994 و1998 و2006 و2010 و2026، لازال حلمه هو أن يصبح ثاني بلد إفريقي يستضيفه بعد جنوب إفريقيا في 2010.

وفي نهاية سبتمبر 2018، وعلى المستوى الأوروبي، تنوي دول اليونان وبلغاريا ورومانيا وصربيا التقدم أيضا بترشيح مشترك لتنظيم النسخة نفسها، وهناك دول أخرى عبرت عن تنظيم كاس العالم في نسخته 2030.

ولأول مرة سيشارك في مونديالي 2026 و2030 ثمانية وأربعون منتخبا مقابل 32 حاليا، ويدرس الاتحاد الدولي حاليا (فيفا) إمكانية رفع العدد إلى 48 في مونديال 2022 المقرر في قطر.

هذه هي الصورة حتى الآن للسباق عن تنظيم كاس العالم سنة 2030. ما يهم المغرب هو الترشيح المشترك مع دولة اسبانيا والبرتغال،لأنه الأقرب للفوز بالتنظيم،

(مبررات انضمام المغرب إلى اسبانيا والبرتغال في ملف مشترك لتنظيم كأس العالم)

. أن ملف المغرب قوي وتم قبوله من طرف الفيفا في منافسة 2026 مع الثلاثي لأمريكا الشمالية،

. أن المغرب كدولة إفريقية  له الحق أن ينظم هذا الكأس انصافا للقارة الأفريقية.

. أن كأس العالم يجب أن يبقى فرجة لجميع الشعوب وليس منظمة تجارية تتاجر بها الدول القوية كما تريد وأين تريد.

. أن اسبانيا والبرتغال يجب أن تعتبر أن مشاركة المغرب قيمة مضافة،حيث سيتمكن المغرب من تحقيق تنمية اقتصادية تحد من الهجرة بكل أنواعها التي تستنفر الحكومات الإسبانية والبرتغالية، بل موضوع الهجرة أصبح مادة أساسية في الخطابات الإسبانية والبرتغالية أثناء الإنتخابات،وبالتالي فإن وجود المغرب في ملف مشترك لتنظيم كأس العالم هو قضية إسبانية وبرتغالية لا يقل أهمية عن إتفاقية الصيد البحري مع الإتحاد الأوروبي،

. أنه على المستوى الإتحاد الأوروبي يجب أن يكون دعم المغرب في الملف المشترك قضية أوروبية، لكون الاتحاد الأوروبي  مطالب بتقديم مساعدة مالية في حدود 40 مليون أورو،سنويا وهو مبلغ يقارب تعويض عن إتفاقيات الصيد البحري، حتى يتمكن المغرب من حماية الأراضي الأوروبية من الهجرة التي ستزداد في السنوات القادمة نظرا الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في القارة الأفريقية.

. أن مبلغ الاستثمارات التي أعلن المغرب عن القيام بها والتي تقدر بنحو 15 مليار دولار،ستمكن المغرب عمليا من تشغيل اليد العاملة بكل مستوياتها بشكل يحد من الهجرة بنسبة 60%, وقادر على توقيف الهجرة من القارة الأفريقية بنسبة 90%, مابعد 2022, أي بعد الفوز بالتنظيم حسب بعد  التقدرات الأولية لبعض الدراسات،وبالتالي فإن المغرب يجب أن يكون مطلوبا في ملف إسبانيا والبرتغال جيوسيايا وأمنيا.

. أن ملف الثلاثي الأمريكي(الولايات المتحدة الأمريكية،وكندا، والمكسيك) أخذ بعين الإعتبار دولة المكسيك كدولة تعاني إقتصاديا وتنتمي للعالم الثالث من أجل دعمها إقتصاديا حتى تحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتم التصريح بهذا أثناء الحديث عن قبول المكسيك من عدمه كدولة جارة للولايات المتحدة، وهي نفس حالة المغرب مع إسبانيا والبرتغال

. أنه في حالة إقصاء المغرب من ملف إسبانيا والبرتغال فيتوقع أن الهجرة ستزداد بصورة قوية لأسباب متعددة يصعب ذكرها الآن، في حين يمكن إقامة جميع المقابلات للمنتخبات الإفريقية في المغرب والتي يوجد لها جمهور يصعب ذهابه إلى إسبانيا والبرتغال

.أن العدالة لم تتحقق في جميع المجالات دوليا إلا في كرة القدم، بحيث لاتفوز دول العالم الثالث إلا في كرة القدم، فعلى الأقل يترك المجال لتنظيم أو اشراك هذه الدول في كأس العالم   

+ أستاذ باحث

التعليقات مغلقة.