سفير المغرب بالفيدرالية الروسية : عيد العرش تجسيد لمدى ما يربط بين العرش والشعب من اواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق – حدث كم

سفير المغرب بالفيدرالية الروسية : عيد العرش تجسيد لمدى ما يربط بين العرش والشعب من اواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق

أكد السيد عبد القادر الاشهب سفير المغرب بالفيدرالية الروسية أن احتفال الشعب المغربي في 30 يوليوز الجاري بالذكرى ال 17 لاعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش تكتسي أهمية خاصة ودلالات عميقة بالنسبة لجميع مكونات المجتمع المغربي حيث تجسد مدى ما يربط بين العرش والشعب من أواصر الولاء والبيعة والتلاحم العميق.
وأضاف السيد الاشهب في حديث لوكالة الانباء الروسية ريا نوفوستي أن ذكرى عيد العرش لها رمزية كبرى تتجسد في تجديد البيعة بين العرش والشعب، وفي الترابط بين كافة مكونات المجتمع المغربي لبناء مغرب قوي متشبث بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنخرط في قيم التقدم والحداثة .
وذكر السيد الاشهب وهو ايضا عميد السلك الديبلوماسي العربي في موسكو أنه منذ تولي جلالة الملك العرش عرف المغرب تحولات عميقة بفضل الاوراش العديدة الهادفة إلى إقرار إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة في إطار مقاربة تشاركية .
وأوضح أن هذه الأوراش همت جميع القطاعات إذ في مجال الحريات وتدبير الشأن العام تم إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة كآلية للعدالة الانتقالية، وإحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وفي المجال الاجتماعي، تم إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وإصدار مدونة الأسرة.
وأضاف أنه على المستوى الاقتصادي تمت إعطاء الانطلاقة للعديد من الأوراش المهيكلة، بما فيها مخطط المغرب الأخضر للنهوض بالقطاع الزراعي ومخطط أليوتيس لتأهيل الصيد البحري، والمخطط الأزرق لتطوير السياحة في افق استقطاب 20 مليون سائح على المدى القصير والمغرب الرقمي ومخطط إقلاع في المجال الصناعي وهي المشاريع التي كان لها بالغ الأثر في الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب الذي أصبح نموذجه التنموي مثالا يحتذى بين دول المنطقة .
وأبرز السيد الاشهب كون المغرب شكل استثناء في المنطقة بحفاظه على استقراره نظرا للدور المحوري للمؤسسة الملكية التي بادرت بالاستجابة لنبض الشارع وكذا لكونه كان قد باشر إصلاحات معمقة سنوات قبل حراك ما يسمى بالربيع العربي.
وقال إن تجربة المغرب إبان هذه الفترة مكنته من تعميق الاسس الديمقراطية للبلاد وتسريع وتيرة الاصلاحات بتوافق تام بين الملك والقوى الشعبية والسياسية والفكرية في البلاد، التي تجمعها النظرة المستقبلية والرغبة في تحقيق مزيد من التقدم والنمو .
وذكر في هذا الخصوص بتبني دستور جديد العام 2011 من بين أهم ملامحه إعطاء الحكومة صلاحيات واسعة في تدبير الشأن العام وإقرار رقابة برلمانية ناجعة للأداء الحكومي، مع تكريس مبدأ استقلال القضاء والتعدد الثقافي المغربي بكل مكوناته العربية الإسلامية والأمازيغية والحسانية في إطار دولة الحق والقانون.
وأكد السيد الاشهب أن كل هذه الإصلاحات جعلت من المغرب نموذجا على الصعيد الإقليمي، باعتباره بلدا ينعم بالاستقرار ويوفر إمكانيات مواتية للاستثمار وبالمناخ السياسي والاقتصادي الملائم رغم الظرفية الاقتصادية العالمية الصعبة، ومكنته من أن يلعب دورا رائدا في محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما يتجسد من خلال إسهامه المحوري في إيجاد الحلول للعديد من الازمات التي تواجهها دول المنطقة .
وأوضح من جانب آخر أنه في الوقت الذي تكتوي فيه العديد من بلدان العالم بلهيب الإرهاب والتطرف الديني، فان المقاربة المغربية في مواجهة هذا التهديد أثبتت نجاعتها وجعلت من المملكة نموذجا فريدا في التصدي لهذه الآفة، وذلك بفضل استراتيجية شمولية محكمة تتعدى الاجراءات الأمنية الاستباقية الفعالة الى الجوانب المتعلقة بالتنمية السوسيو اقتصادية بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا الجهود الرائدة في مجال إصلاح الحقل الديني
وأضاف أن سياسة المغرب في المجال الديني ولتحصينه من التطرف قد امتدت إلى تأهيل المغرب لأئمة في دول إفريقية عديدة بطلب منها من بينها ليبيا ومالي والسنغال وغينيا والكوت ديفوار والغابون وغيرها .
واشار الى أن التعاون المغربي الروسي في مجال مكافحة الارهاب شكل أحد المحاور الهامة في العلاقات بين البلدين مذكرا بالتوقيع خلال زيارة جلالة الملك الاخيرة الى روسيا على إعلان مشترك بين البلدين في هذا الصدد .
واضاف السفير أنه من منطلق إيمانه بمبدأ التضامن الدولي جعل المغرب من بين أولوياته على مستوى سياسته الخارجية، دعم التعاون جنوب-جنوب، خاصة مع الدول الإفريقية. ويعكس هذا التضامن، الالتزام الراسخ لجلالة الملك اتجاه افريقيا، والذي تجسد من خلال الزيارات التي قام بها جلالته للعديد من البلدان الإفريقية وكذا اتفاقيات التعاون المبرمة من أجل إفريقيا قادرة على النهوض بنفسها وعلى رفع تحديات التنمية.
وأكد أن هذه العلاقة بين المغرب وإفريقيا أضحت مرجعا من خلال التركيز على محاربة الفقر، وكذا النهوض بمساهمة المقاولات العمومية والخاصة المغربية في تنمية بلدان هذه المنطقة، حيث ينخرط القطاع الخاص والمؤسسات البنكية المغربية بدورهما على نطاق واسع في هذا المجهود من خلال الاستثمار والخبرة اللذين تقدمهما لتعزيز القدرات الداخلية للشركاء الأفارقة لبلوغ نمو اقتصادي مستدام .
وذكر باختيار المجتمع الدولي لمدينة مراكش لاحتضان مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) المزمع عقده ما بين 7 و18 نونبر المقبل والذي يبرز المكانة المميزة لسياسات المغرب في مجال البيئة وكبلد رائد على المستوى العالمي في ما يخص إنتاج الطاقات المتجددة .
وأبرز من جهة أخرى متانة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية روسيا الاتحادية والتي تميزت هذه السنة بالزيارة الملكية لروسيا في 15 و 16 مارس الماضي والتي فتحت عهدا جديدا عبر إقرار شراكة إستراتيجية معمقة بين البلدين تروم إرساء دعائم جديدة للتعاون الثنائي المثمر.
واضاف السيد الاشهب أن إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة شكل خارطة طريق حقيقية للدفع بمستوى التعاون المثمر في قطاعات الاستثمار والتجارة والفلاحة والصناعة والسياحة والطاقة الى غيرها من الميادين ذات الاهتمام المشترك، مذكرا بأن هذه الزيارة توجت بالتوقيع على 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم .
وقال إن المرحلة الحالية للعلاقات التجارية والاقتصادية بين المغرب وروسيا تتميز بارتفاع ثابت لحجم التبادل التجاري إذ وصل السنة الماضية الى 5ر2 مليار دولار، ويعتبر بذلك المغرب ثاني شريك تجاري لروسيا في افريقيا والعالم العربي .
وتصدر روسيا الى المغرب بشكل أساسي المواد الخام (النفط والحديد والكبريت) والحبوب إضافة للصفائح المعدنية والمواد الكيمياوية والاسمدة والاخشاب، كما تحتل روسيا منذ العام 1988 المركز الثاني (بعد الاتحاد الاوربي) بين مستهلكي المنتجات الفلاحية المغربية وبالخصوص الحوامض والطماطم، وتمثل المنتوجات الفلاحية 85 في المائة من قيمة صادرات المواد الغذائية الموجهة لروسيا .
وأضاف أنه بخصوص الصادرات المغربية من الخضر والفواكه فإن أهم ما يصدر منها نحو روسيا هي الحوامض والطماطم والبطاطس، وعرفت هذه المنتوجات نموا مستمرا من سنة 2009 إلى 2015 .
كما ارتفعت صادرات المغرب من الطماطم نحو السوق الروسي، حيث بلغت أربعة أضعاف الكمية المصدرة بين 2009 و2015، وارتفعت الصادرات الموجهة إلى روسيا ب 10 في المائة من إجمالي صادرات هذا المنتوج .
كما تطورت العلاقة بين الشركات الروسية والمغربية حيث تعمل في مجال التنقيب الجيولوجي في المغرب مجموعة من الشركات الروسية، حيث أن الجهود المبذولة حاليا تنصب على استكشاف فرص جديدة كتكنولوجيات الاتصالات والبحث العلمي والتقني والمسح الفضائي ومجال الفضاء واستخداماته العلمية والتكنولوجية والاقتصادية فضلا عن المشاريع الكبرى التي تهم الهندسة المدنية والتجهيز والطاقة والمعادن والفلاحة والسياحة .
وذكر السفير في هذا السياق بالزيارة التي نظمها الاسبوع الماضي المركز المغربي لانعاش الصادرات الى موسكو وسان بترسبورغ وايكاتيرينبورغ بمشاركة 13 شركة في مختلف القطاعات، والتي مكنت من تحديد فرص ملموسة للتبادل في مجالات مثل النسيج، والصناعات الجلدية والاحذية.
وأضاف أن الاجتماع الأول لفريق العمل في مجال الطاقة الذي عقد في موسكو يومي 19 و20 يوليوز الجاري مكن من الاتفاق حول خارطة طريق محددة لتطوير التعاون الطاقي في مجالات الغاز الطبيعي والنفط والكهرباء والطاقات المتجددة. ونفس الشيء ينطبق كذلك على فريق العمل في المجال الصناعي الذي عقد أول اجتماع له بالرباط في يونيو المنصرم، والذي تبنى خارطة طريق لتطوير التعاون في هذا المجال .
وقال إن ملتقى رجال الأعمال الذي سيعقد في الدار البيضاء مطلع أكتوبر المقبل سيشكل فرصة سانحة أخرى لبلورة هذا التوجه الرامي الى تنويع و تعميق المبادلات الاقصادية و الرقي بها الى مستوى العلاقات السياسية الجيدة التي تربط بين البلدين .

 

map/hadatcom

التعليقات مغلقة.