احتضن مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، اليوم الخميس بالرباط، لقاءا تعريفيا بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثامنة لعام 2019، والتي تهم مجالات دراسات علم الاجتماع والطرب العربي وأدب الرحلات.
وتتوخى جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلا لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وكذا ترسيخ عملية التراكم المعرفي. وتعنى الجائزة بالأعمال والكتابات الثقافية المختلفة في مجالات المعارف الإنسانية والاجتماعية عموما ، من قبيل اللغة، والتاريخ، والتراث، والفلسفة، والترجمة، ودراسات الفكر، وبالنتاج الفني بشتى صوره المعروفة عالميا، من قبيل الموسيقى، والفن التشكيلي، والنحت، والتصوير الضوئي، وبالأنماط الأدبية المختلفة، على شاكلة الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والنقد الأدبي، والتأليف المسرحي.
وتروم الجائزة غرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة، من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري، وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد، بالإضافة إلى تكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الوزير المفوض، والقائم بأعمال سفارة سلطنة عمان بالرباط، السيد سيف بن سعيد المعولي، إن اللقاء التعريفي بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في دورتها الثامنة لعام 2019، والتي تهم مجالات دراسات علم الاجتماع والطرب العربي وأدب الرحلات، “يأتي في إطار العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين”، مشيرا إلى أن اختيار مدينة الرباط محطة ثانية ضمن اللقاءات التعريفية بالجائزة نابع من “الأهمية التي تحتلها المملكة المغربية الشقيقة”.
ولما تحمله هذه الجائزة من معان سامية وإنجاز فكري معرفي، أكد السيد المعولي أنها تأتي أيضا “لتكريم دور عمان الحضاري والتاريخي في التواصل بين الشعوب وترسيخ الوعي الثقافي والمعرفي”، مضيفا أنها ترمي أيضا إلى تكريم الأدباء والمثقفين والمبدعين العرب في المجالات المذكورة.
وفي كلمة مماثلة، أكد وزير الثقافة والاتصال، السيد محمد الأعرج، أن هذا اللقاء يشكل “لحظة أخرى من لحظات تعزيز العلاقات الثقافية بين المملكة المغربية وسلطنة عمان”، مستشهدا بالرصيد التاريخي لهذه الصلات التي يرعاها قائدا البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والسلطان قابوس بن سعيد.
وأبرز الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لوزارة الثقافة، عبد الإله عفيفي، أن “الثقافة بقدر ما تحدد شخصية الشعوب وتسم سماته بالخصوصية والتفرد، تشكل أداة فعالة في توطيد العلاقات الدولية التي تتأسس على الإخاء وتنبني على التعايش”، داعيا إلى بلورة سياسات للنهوض بالثقافة واعتماد برامج لإنمائها، في ميادين الآداب والفنون، مع مكافأة المبدعين نظير ما يقومون به في هذا السبيل.
وبعدما اعتبر أن أدوات التحفيز من قبيل الجوائز، تسهم في الارتقاء الإبداعي، جدد دعم السلطان قابوس للمجالات الثقافية والأدبية سبيلا لتعزيز التقدم الحضاري والتجديد الثقافي، لافتا إلى أن اختيار مدينة الرباط للتعريف بجائزة السلطان قابوس التقديرية، يدل “على المكانة التي تحتلها المملكة المغربية في المشهد الثقافي العربي”.
من جانبها، قالت المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أمينة بنت عبيد الحجرية، إن جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب تتسق مع ميثاق منظمة (الايسيسكو) ، خصوصا في ما يتصل بتدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل، ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال.
وأوضحت أن الجائزة التي يسهر على تنظيمها ديوان البلاط السلطاني من خلال مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، تروم إبراز الدور التاريخي للسلطنة ثقافيا وحضاريا وإنسانيا، مسجلة الحاجة إلى توفير “بيئة ثقافية خصبة تواكب العصر وتحفظ الثوابت”.
واعتبارا لأهداف الهيئة الرامية إلى تشجيع التفاعل الثقافي في المفهوم العام، والحوار الحضاري في مدلوله الواسع، والحوار الثقافي في معناه العميق، دعت المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى تفعيل وسائل وآليات النهوض الثقافي كسبيل للنهوض الحضاري، على شاكلة حوافز التميز في مجال العلوم والآداب.
وتنشد الجائزة المحدثة استنادا إلى مرسوم سلطاني صادر في 27 فبراير 2011، دعم المثقفين والأدباء والفنانين والأدباء، قصد ترسيخ عملية التراكم المعرفي لدى الأجيال الصاعدة، وتأكيد دور السلطنة في ترسيخ الوعي الثقافي، باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية.
و.م.ع
التعليقات مغلقة.