(حسابات 4 شتنبر).. مرة اخرى ! بين “ابن كيران” و”العماري” وحساب “خليدي” و”الفقيه البصري!” – حدث كم

(حسابات 4 شتنبر).. مرة اخرى ! بين “ابن كيران” و”العماري” وحساب “خليدي” و”الفقيه البصري!”

“حدث ” في المغرب بان جل الخطب السياسية، والكتابات التحليلية، للكتاب والصحافيين، جلها تتماشى و”الحدث” كيف ما كان!، وفي اية مناسبة !، سواء في الماضي البعيد، الحاضر، او المستقبل ، لا تنتهي صلاحياتها، سواء  داخل قبة البرلمان، او خارجه، بالنسبة للسياسيين، ونفس الشئ ينطبق على الباقي.

وبصفتي متتبع للمشهد السياسي، اجدها نسخة طبقا للاصل، مثلها مثل البرامج الانتخابية، سواء بالنسبة للاغلبية، اوالمعارضة، والفرق يكون غالبا في تغيير الاسلوب وطريقة الحسابات الضيقة في احايين اخرى، للوصول الى المبتغى!.

ومرد هذا القول حول تكرار “الاسطوانة” ، هو انني تطرقت في موضوع سابق الى “الحسابات السياسية” تتعلق بمرحلة اخرى !، ولشرح تلك الحسابات ربطت ذلك بما حصل في زمن مضى، بين احد السياسيين والصحافيين، رغم ان ذلك كان “ماديا” لكنه يدل على “الحسابات الخاوية” كيف ما كانت. (القصة الواقعية في آخر الموضوع).

 

وهذا ما ذكرني مرة اخرى، بالحسابات السياسية الحالية، بعد “انتخابات 4 شتنبر الحالي”، بين زعماء الاحزاب السياسية في الاغلبية والمعارضة، والتي جعلت كل جهة تحسب حساباتها ، دون التريث والامعان في نتائجها، بل منهم من صرح في ندوة صحفية بالمناسبة!، باعادة تلك الحسابات التي اسفرت عنها الانتخابات الجماعية، والجهوية، ومنهم من اصدر بلاغا رسميا حول التمسك بتلك الحسابات، مؤكدين بانه  لا يمكن لـ”الخصوم” السياسيين الاستفادة منها ، لانها تعود الى مستحقاتهم! فقط لا غير.

لكن حينما جاء وقت الاداء، من خلال تلك الحسابات! ، اتضحت لهم بانها “شايطة”، وانها كانت”مغلوطة” ويجب مراجعتها، لتوازي الحاجيات ، وهذه الحسابات طبعا لا تعني “الماديات” بل تتعلق باصوات الشعب، الذي اقترضها لهم، على اساس القيام بالتدبير، والتسيير، والاستثمار في المجال الجماعي والجهوي، الى غاية المحاسبة في الاخير بعد ست سنوات!، شريطة ان لا يتم تجميدها لكي لا تؤدي الى جني “فوائد ريبية” فقط ! او”التضخم” بدون نتيجة.

وهذا ما جعل الاحزاب الفائزة في الانتخابات الجماعية والجهوية، تمسح من سبورتها تلك “العملية الحسابية السابقة” لتعيد كتابتها من جديد! ، وهذه المرة ليس بـ”الطباشير” بل بمداد القلم الذي يستعمل لوضع العلامة على “اصابيع المصوتين” الذي يدوم لايام، لكي لا ينطبق على حساباتها كما اسلفت، قصة “الفقيه البصري” و “حسابات خليدي” التي استحضرتها بالمناسبة ، وأرختها في موضوع سابق، يتعلق بمرحلة اخرى، لكنها لا تُنسى لانها سقطت المجموعة التي ساتحدث عنها ، في ورطة “الحسابات ” من نوع آخر. ولمن فاتته القراءة للموضوع انذاك، اعيد ما حصل ، مع الاعتذار للزعيم خليدي، والذي كان هدفه هو الربح، وليست الخسارة.

“كنا في في زيارة للجماهيرية العربية الليبية في اواخر القرن الماضي، رفقة وفد كان يضم زعماء الاحزاب السياسية ، كان على رأسهم الدكتور عبد الكريم الخطيب، المحجوبي احرضان، الفقيه محمد البصري ، وآخرون..! وفنانون، وصحافيون ، منهم باهي محمد احمد، محمد الاشهب، مولاي علي العلوي، مولاي عبد الكبير العلوي، اقبال الهامي، عبد الواحد درويش، محمد خليدي، القيادي آنذاك في حزب الخطيب، بصفته مديرالنشر لجريدة العصر ، وعبد ربه، واللائحة طويلة.

ومرد سرد هذه الاسماء بالضبط وربطها بالعملية الحسابية، لها حكاية واقعية تتماشى وحسابات الزعماء المذكورة، حيث اننا كوننا فريقا متجانسا بيننا نحن الصحافيون، اضافة الى الراحلين الفقيه محمد البصري، ومولاي علي الكتاني، واثناء تواجدنا في فندق المهاري بطرابلس، اكتشفنا اننا في حاجة الى العملة الليبية، قصدنا نحن الاربعة: الفقيه البصري، باهي، الاشهب، وكاتب الموضوع، وكالة بنكية داخل البهو  لتغيير العملة الصعبة بالدينار الليبي، وبعدما تم ذلك تفاجانا بالزعيم خليدي يعاتبنا على ذلك بالقول: “الدينار موجود في السوق السوداء باضعاف اضعاف ما حصلتم عليه الان!“، وبما اننا كنا على وشك الوصول، وما زلنا في حاجة الى الدينار، رافقنا الاخير الى السوق المذكور، فحصلنا بالفعل على ثلاثة اضعاف ما حصلنا عليه في البنك، واصبحنا نتوفر على رزم من الاوراق النقدية المحلية، وبعدما انتهت الزيارة التي دامت اربعة ايام، قمنما بجولة في اسواق طرابلس، لشراء الهدايا او شئ هذا القبيل، لصرف ما تبقى لنا من تلك الرزم الدينارية، لكن لا شيئ كان يغرينا على ذلك، فبدأنا نشتري أي شئ، لاستنفاذ عملة القذافي لكن دون جدوى، لاننا غيرنا مبلغا لا يستهان به من العملة الصعبة.

واثناء عودتنا من طرابلس، الى مطار جربة التونسي، جلسنا على طاولة المقهى، نحن قرابة تسعة اشخاص لتناول أي شيئ، وفي حساباتنا نحن الذين نتوفر على تلك الرزم التي لم تنتهي بعد، ان نتخلص منها في تلك المقهى، وفي ذهننا انهم سيقبلون العملة الليبية، نظرا لقرب الجوار، كما هو حاصل في بعض اماكن الحدود، فطلبنا كل ما كنا نحتاج اليه، من مشروبات، حلويات، قهوى، شاي.. سجائر..الخ، وبعدها تسابقنا على الاداء، لاننا اصبحنا اغنياء، لكن المفاجأة الكبرى، هو ان نادل المقهى رفض تلك الرزم بالكامل، وطلب منا ان نؤدي ما في ذمتنا بالعملة الصعبة، وبما ان الجميع استنفذها في السوق السوداء في طرابلس، اصبحنا مرهونين للنادل، فاذا بالراحل الفقيه محمد البصري، يثور في وجه خليدي، مخاطبا الجميع بنرفزة: “شفْتو حساب الخالدي فين وصلْنا؟!“، ومن حسن الحظ بدأت ابحي في جيوبي ومحفظتي عن شئ اسمه “الفرنك الفرنسي انذاك”، لانه هو الذي كان بحوزتي، فعثرت على” 50 فرنكا فرنسيا”، كانت كافية لتحريرنا من ورطة “حساب الخالدي”، ودينار القذافي.

وهذا ما حدث، مع “الحسابات!” ولو انها كانت مادية، لكن العملية الحسابية في مجملها واحدة،  والاصعب في العملية برمتها ، هو الحساب “البشري !” ، الذي لا يمكن لاي كان ان يخرج بنتيجة كما كان يتوقعها ولو نسبيا !، وعسى ان يتم احصاؤها والعمل بنتيجتها قبل الاوان!

فمعذرة مرة اخرى للزعيم خليدي.

التعليقات مغلقة.