في رسالة للنقيب عبد الرحيم الجامعي الى” الزفزافي ومن معه !” : انا لا اتفق معكم ! – حدث كم

في رسالة للنقيب عبد الرحيم الجامعي الى” الزفزافي ومن معه !” : انا لا اتفق معكم !

وجه النقيب عبد الرحيم الجامعي، رسالة الى “ناصر الزفزافي ومن معه!”،  حول مطالبتهم “باسقاط الجنسية المغربية “عنهم، من خلال رسالة تلاها والد ناصر (احمد الزفزافي) عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مباشرة بعد الخطاب الملكي بمناسبة  20 غشت التي تخلد ذكرى ثورة الملك والشعب،  وفيما يلي نص الرسالة:

“الإخوة المناضلون،

عانيتم المرارات من الاعتقال ومن السجن ومن المحاكمتين… و أعرف ذلك مع من يعرفونه وأشهد أمام التاريخ بذلك

أعلنتم على الملأ قناعاتكم بوطنيتكم ووطنكم و برموز تاريخ الريف وشرفاء الوطن وأحراه وحرائره….، فأسقطتم سلاح من حاولوا يائسين تخوينكم وسلخ تاريخكم وهويتكم ولغتكم من ضمائركم

أمتُحِنتم في أفكاركم وفي نضالكم وفي ثباتكم ، فكانت مواقفكم دروسا في التضحية والصبر والصمود، وعلامات نادرة من التحدي حتى للموت بعد أسابيع بل شهورا من الإضرابات عن الطعام….

إلتَـف حولكم الاحترام والتقدير والتضامن الواسع محليا ودوليا، قبل أن تلتف لمساندة قضيتكم أصوات وأقلام الحقوقيين والإعلاميين والديمقراطيين والمنظمات والهيئات مغربية ومغاربية وعالمية، لتصبح قضية الحراك والمحاكمة الجماعية الكبرى بالبيضاء وباقي المحاكمات ذات العلاقة، تاريخا سياسيا بئيسا بالعشرية الثانية من هذا القرن، ومرجعا سيئا للعدالة في عهد دستور جديد، وقضية مصيرية صادمة للمغرب ولساساته ولحكومته ووزرائها،

ولكن،

أنتم أحرارا في اتخاذ المواقف التي ترونها، احتجاجا أو فضحا أو دفاعا أو حوارا أو تكتيكا…..أو…..  أنتم أصحاب الإرادة والقناعة والرأي، ولا أحد يمكنه أن يفتي أو يوجه أو يؤثر،

أنتم قررتم موقف التنازل الجماعي عن الجنسية المغربية وهو” قرار سابقة في تاريخ نضال المعتقلين السياسيين، وهو قراركم وتحية لجرئتكم، وأنا أحترمه،

لكنني لا أتفق معكم،

ليس التنازل عن الجنسية سلاحا نضاليا ولا سياسيا ولا حقوقيا،

ليس التنازل عن الجنسية تكتيكا مرحليا ولا موقفا استراتيجيا،

ليس التنازل عن الجنسية لا تعبيرا عن الألم ولا عن القلق ولا عن السخط ولا عن التعاطف ولا عن الانتفاضة ولا عن الثورة.. ولا ولا، ليس التنازل عن الجنسية هدية لا للعشائر ولا للعيال ولا للحقوقيين ولا للمناضلين ولا للتاريخ ولا للسماء ولا لله ولا لرسله ولا حتى للمخزن ولا للحكم ولا لاذناب السلطة وحَمَلة سيف القهر والقمع والتسلط و الفساد والنهب

أقولها، أنا لا أتفق معكم،

لا أتفق معكم، وأنا استحضر معكم ومع غيرنا ومع الملايين ممن يعيشون التهميش والقهر والفقر والمرض في الحواضر والبوادي والأرياف بردا و شتاء وصيفا وخريفا، ومن يعيشون الظُلمَ في اليقظة وحتى في الاحلام من نساء ومن شباب و من أطفال الشارع والبؤس والاهمال ، ومن يعانون القسوة والحاجة وهم تائهون في عالم الاستغلال والانحراف والعبودية المقنعة في دنيا الحرية أو الاعتقال ودخول السجون وبعد الخروج منها.. كل هؤلاء ربما سيكتب عليهم ركوب امواج البحر للاغتراب للغرق أو للموت، لكنهم سيرحلون أو سيموتون وهم حاملين معهم دمهم و جنسيتهم .

ومنذ استقلال هذا الوطن إلى اليوم، ومئات الموتى والمحكومين والمعدومين و المعتقلين السياسيين من الرواد ومن أعمار النضال السياسي والاجتماعي والحقوقي بالمغرب من كل مراحله، لم يكن التنازل عن الجنسية أمرا واردا ولم يرج أو يروج له على الاطلاق، لأن الجنسية ليست منحَة أحد ولا منَه سلطة أو حاكم.

إن الجنسية كالوطن، والجنسية والوطن، كالهواء والشمس، لا يمكن العيش دونهما ولا التصرف فيهما.

مع تحياتي لكم وتقديري لكم أيها المعتقلون السياسيون”.

مواطن مثلكم: عبد الرحيم الجامعي.

الرباط بتاريخ: 25 غشت

التعليقات مغلقة.