مهنة المتاعب: من “صاحبة الجلالة” الى ” صحافة الكوارث !” ؟ – حدث كم

مهنة المتاعب: من “صاحبة الجلالة” الى ” صحافة الكوارث !” ؟

من العجب العُجاب في زمننا هذا، زمن التكنولوجيا الحديثة ، والاعلام الرقمي، وحربة التعبير، و قانون الصحافة والنشر المتعلق باخلاقيات المهنة وربط المسؤولية بالمحاسة ، الخ.. ، والذي يفرض على ممتهني “مهنة المتاعب ” التي عانت  في السابق من القمع وقلة الامكانيات لتاسيس جريدة، او مقاولة صحفية اذا ما تم السماح بذلك ! ، اضافة الى صعوبة الوصول للخبر، وكيفية تحريره ، او صياغة موضوع ما !، بالطريقة التي تجنب الصحفي من السجن، ان لم يكن من “الزرواطة” قبل “التجرجير” في المحاكم! ، ان يرتقي البعض الى المستوى المنشود بعدما  “القاها واجدة” كما يقال، بدل العمل على تشويهها لتصبح “مهنة عشوائية” لمن لا مهنة له، واتخاذها وسيلة من وسائل التشهير والتبخيس، والنيل من الاشخاص، سواء كانوا زعماء سياسيون او وزراء او حتى من قوم “مهنة المتاعب”، رغم انها مهنة شريفة وكانت تسمى بـ”صاحبة الجلالة” لسموها وعملها النبيل، ومساهمتها في خدمة الوطن والمواطنين.

لاكن مع الاسف “اختلط الحابل بالنابل”، لدى من في قلوبهم مرض تصفية الحسابات الضيقة مع أي كان !، ويكتبون تحت الطلب “أي شئ !” بدون خجل او احترام القانون المهني حتى ، وفي بعض الاحيان لا يسلم منهم حتى من هم في “خانة المقدسات، اوالوقار”،  بعدما استغلوا  الظروف المواتية من خلال قانون الصحافة والنشر الذي يجنبهم السجن الا في حالات ناذرة،  والباب  مشرع  للدخول بدون اذن،  ليعيثوا في المهنة فسادا ويفسدون على المهنيين ما راكموه من اخلاق ومهنية، واصبح الكل في سلة واحدة لدى العموم ، رغم انه لا مجال للمقارنة مع وجود الفارق.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، حينما يتصفح القارئ بعض الصحف الورقية، اويطلع على بعض المواقع الالكترونية، يلاحظ غياب المهنية ، والراي والراي الاخر، والحجية في معالجة المواضيع التي تهم الشان العام، بل يشم رائحة الكتابة “تحت الطلب”،  او التمييع ، والاساءة فقط لا غير !، منها : “ان سوبير وزير، ( لهف الكل)  بلا حسيب ولا رقيب، وآخر كان (الله كريم ) وبذر مليارين في ليلة عرس، او المجلس الاعلى للحسابات (يورط وزيرا) في قضايا الفساد المالي ، وآخر للثقافة والشباب والرياضة يحرم الشباب من مشاريع تقدر بـ 60 مليار سنتيم، لانه لم يستثمرها في بناء دور للشباب، رغم انه لم يمضي على تعيينه الا اسابيع محدودة، ولا زال لم يتعرف (حتى ) على المرافق الخارجية التابعة له، اضافة الى ما يكتب هكذا “عشوائية” حتى اضحت تسمى لدى المتتبعين بـ (صحافة الكوارث) ،الى غيرها من الاسماء ! و الى غير ذلك من (قلت الحيا) !“.

 والسؤال المطروح: متى يستيقظ هؤلاء البعض من “الغفلة”،  ومن الاحلام والغرور، الذي ادى مرة اخرى بـ”البعض الى ما هو عليه !”، ولينظروا الى المرآة ليشاهدوا وجوههم تلطخت بـ(…) وانهم ساهموا  وسيساهموا مرة اخرى في  النيل من نبل” صاحبة الجلالة؟”.

رجاء .. الرجوع الى الله، واحترام اخلاقيات المهنة.

التعليقات مغلقة.