“تعنيف الاساتذة” ظاهرة تتجدد مع كل موسم دراسي جديد! – حدث كم

“تعنيف الاساتذة” ظاهرة تتجدد مع كل موسم دراسي جديد!

كثرت في الآونة الأخيرة حوادث الاعتداء على الأساتذة واطر التدريس، بعدما كاد المعلم ان يكون رسولا اصبح مع جيل الألفية مدسوسا تحت الإقدام مع عدم مراعاة جل اشكال الضغط النفسي الذي يشتكي منه معظم المنتمين لمهنة التدريس، حيث كان الأستاذ فيما مضى يحظى بسمعة عالية، ومجرد ذكر اسمه يحيل إلى التبجيل من طرف تلامذته، الشيء الذي لايستوعبه طلبة الجيل الذهبي الذين يتذكرون أساتذتهم بكل تقدير واحترام، حيث تحدث عمر 50 عاما عن اساتذته قائلا “كانت غي السمية ديال الاستاذ كتذكر قدامنا كنيبسو في بلاستنا اما هاذ الجيل الله يحضر السلامة”.

فقد المدرس قدسيته التي لازمته منذ خلق الله القلم ودخل معها التعليم في ازمة خانقة اشبه قنبلة موقوتة ،

حيث اصبح المغرب يتديل لائحة الدول التي تعاني من انهيار تعليمي فاق مستوياته ، كيف لا والمكلف بنقل المعلومة لرجال الغد مهدد فسي سلامته الحسدية في كل حين، وبالرغم من حمله لرسالة نبيلة فقد احترامه ويرجع السبب حسب بعض الاخصائيين الاجتماعيين وراء ذلك هو تقليل شان المعلم في أعين الابناء، وتقزيم حجمه والظهور أمام الأبناء بمظهر القوي الذي يقهر الأستاذ، وكذا عدم تعليم الأبناء المبادئ الأساسية والأخلاقية المتجلية في احترام الأستاذ وتقدير مكانته بدل تعزيز مبدأ العدوانية التي تتجلى في سلوكهم تجاه الاساتذة.

من جهة اخر أصبح التطاول على الأساتذة لفضيا من المسائل العادية في الآونة الأخيرة، غير ان الامر تجاوز مداه، ليتم القفز من نبز الاستاذ بالفاض نابية، إلى تعريض حياته للخطر عن طرق الضرب والاشتباك بالأيادي، الذي تعدى التلاميذ ليدخل أولياء أمورهم في التهجم على الأساتذة وضربهم بدل ان يكون الحلقة التي تجبر أبناءها على احترام مؤطريهم، حيث تدول مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا مقاطع فيديو لاساتذة تعرضوا للضرب اما على يد تلامذتهم أو اولياء التلاميذ.

وحسب بعض المواقع الالكترونية فقد تم نقل ثلاث استاذات وتلميذة، الخميس 3 نونبر الماضي، الى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل بمراكش اثر اصابتهن بالاغماء.

وجاء الحادث حسب ما أورد موقع “مراكش الآن”، اثر اقتحام اب كان في حالة هيجان لمدرسة مليلية بحي الازدهار بمقاطعة جليز، حيث احدث فوضى عارمة بالمؤسسة قبل ان يدخل الى الفصل الذي تدرس به ابنته لسب وشتم استاذتها والاعتداء عليها قبل ان تتدخل بعض زميلاتها لفض الاشتباك فينالن حقهن من الوعد والوعيد.

وفور اخطارها انتقلت عناصر الدائرة الامنية 16 الى عين المكان لفتح تحقيق في الموضوع، كما قامت باقتياد الاب “الهايج” الى مقر الدائرة للتحقيق معه حول الحادث، فيما نقلت الاستاذات واحدى التلميذات وهن فاقدات للوعي الى المستعجلات.

وكانت والدة التلميذة هي من التحقت قبلا بالمؤسسة المذكورة من اجل معاتبة ولوم استاذة ابنتها قبل ان تتطور الامور الى اعتداء لفظي بمختلف الالفاظ النابية، لتتصل بزوجها ليعينها على الاستاذة وزميلتيها فيكمل ما بدأته زوجته ويرسلهن الى المستعجلات.

هنا لابد من الوقوف برهة من الزمن من اجل التفكير في هذه المعضلة ومحاولة ايجاد حل لها عبر رد الاعتبار لتلك الفئة التي تترك بيتها ومنطقتها التي الفتها لتلتحق بالجبال وتركب البغال من اجل تبليغ رسالة سامية ومحاولة فرض عقوبات زجرية من اجل الاتعاض وعدم الوقوع في تقليد المتنمرين على المعلمين، والتفتيش عن حلول ناجعة وفاعلة بدل الطرد الذي هو عقوبة قاسية حسب الاخصائيين النفسانيين ويجعل من العنف داخل الحرم المدرسي ينتقل الى العنف خارج اسواره.

تورية الجوهري

 

التعليقات مغلقة.