حفل تكريم بالرباط للراحل شمعون ليفي المفكر المغربي الأصيل – حدث كم

حفل تكريم بالرباط للراحل شمعون ليفي المفكر المغربي الأصيل

تم يوم أمس الأربعاء، بالرباط، تنظيم حفل تكريم للراحل شمعون ليفي، المفكر المغربي الأصيل، المناضل والمدافع عن تعددية الهوية المغربية، وحافظ ذاكرة اليهودية المغربية.
وتم تنظيم حفل للذاكرة بمناسبة انعقاد الدورة الأولى للقاءات شمعون ليفي، وهي نتاج شراكة عمل مشترك غير مسبوق ونموذجي بين جمعيتي “أصدقاء متحف التراث اليهودي المغربي” و”ميمونة”.
وفي معرض تقديمه لشهادته بهذه المناسبة، أكد السيد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، أن هذا الحدث يشكل مناسبة لتكريم هذا المناضل الكبير، واستحضار مسار هذا الفاعل الذي كان يتمتع بالقدرة على الصمود أمام النسيان، وعدم إهمال أي شيء، مهما كانت الصعوبات، الشكوك و، في بعض الأحيان، عدوانية أولئك الذين أرادوا إعادة كتابة تاريخنا وفق تقلبات اللحظة وغالبا دون تمحيص، عبر إسقاط بعض الأوراق من كتاب التاريخ الكبير هذا، أو عبر غض الطرف عنها.
وأضاف “نحن جميعا مدينون لشمعون ليفي، رفيق الدرب الثمين والصارم، القاسي أحيانا، على هذا الصفاء، وهذا الالتزام، هذا الصدق وهذه القدرة على الصمود أمام المساومات التي غالبا ما تكون مريبة، وأمام الشك”.
وأشاد أزولاي، من جهة أخرى، بمبادرة تنظيم لقاءات شمعون ليفي التي تتماشى مع منظور الراحل، والمتمثلة في تقديم دروسه وشهادته على أوسع نطاق ممكن في المجتمع.
من جهته، قال مدير أرشيف المغرب، جامع بيضا، إن الراحل شمعون ليفي كان من بين المثقفين المغاربة اليهود الذي يذكر دون كلل بأنه مغربي قبل كل شيء، مشيرا إلى أنه كان من الضروري التحلي بشجاعة كبيرة داخل الطائفة اليهودية للتشبث بمغربيته، وتجاوز الصعوبات للبقاء داخل وطنه أرض أجداده، وعدم الرضوخ لإغراء الهجرة.
وحرص بيضا على أن يوضح أن “الأرشيف المتعلق باليهود واليهودية المغربية عرف نفس مصير مواطنينا اليهود، والمتمثل في التشتت عبر العالم”.
كما أوضح أنه من شبه المستحيل، اليوم، بالنسبة لباحث مغربي أن يدون تاريخ اليهود بالمغرب، خاصة في أواخر القرنين 19 و20، دون المرور عبر مراكز الأرشيف الأجنبية، مسجلا أن مؤسسة أرشيف المغرب حاولت استرجاع نسخ رقمية لوضعها رهن إشارة المستعملين وتجنيب الجيل الجديد المعاناة التي تكبدها الباحثون عبر الترحال في مختلف البلدان بحثا عن أرشيف لإغناء أطروحاتهم لإعداد شهادة الدكتوراه.
ونوه بيضا، من جهة أخرى، بنجلي شمعون ليفي، جان وجاك ليفي، اللذين اقترحا أن يسلما لأرشيف المغرب، أرشيفات الراحل، مضيفا أنه تم التوقيع على اتفاقية بهذا الصدد، من أجل إحداث “رصيد شمعون ليفي” من الوثائق بأرشيف المغرب.
وقال إن “الأمر يتعلق بحوالي ثمانية أمتار طولية من الوثائق المتنوعة، ترسم مساره المهني، مسار أستاذ باحث جامعي ومسار مناضل يساري”، ملاحظا أن مواضيع هذا الرصيد تتوزع على وثائق تتعلق بدبلوم الدراسات العليا بباريس، ودكتوراه الدولة، والندوات، والمحاضرات، واللقاءات مع مفكرين إسبان-مغاربة، وانشغالاته بخصوص الثقافة الأمازيغية، والتعددية، وجذاذات قاموس اللغة اليهودية المحكية بالمغرب، وبورتريهات في الصحافة.
وأكد، في هذا السياق، أن الأرشيف يصلح لتنوير صفحات الماضي حتى لا يتم السقوط في النسيان. وقال إن الأرشيف “باضطلاعه بهذا الدور، فإنه يضع الحاضر والمستقبل على أسس سليمة”.
من جانبه، قال جان ليفي، نجل الراحل شمعون ليفي، وعضو جمعية “أصدقاء متحف التراث اليهودي المغربي”، إن إحياء الذكرى الخامسة لوفاة والده تشكل مناسبة لاستحضار ذاكرة هذا الرائد في الحفاظ على الإرث اليهودي – المغربي.
وأضاف أن “هذا الحدث، المشترك بين جمعيتين، يشكل أيضا ممارسة عمل مشترك بالنسبة للمؤسستين قصد البحث عن النقاط المشتركة وتطوير أنشطة مستقبلية حول مواضيع ذات صلة بالحفاظ على الإرث اليهودي – المغربي”. 
وتأمل الجمعيتان، من خلال هذا الحدث، تنظيم لقاء كل سنة موجه لذاكرة شمعون ليفي، واستلهام أعماله، التي تطرقت إلى مختلف المواضيع ذات الصلة باليهودية المغربية.

وتميزت هذه التظاهرة بعرض شريط عبارة عن شهادة حول تراث وإنجازات شمعون ليفي، والشريط المطول “المغاربة اليهود: مصائر متعاكسة” للمخرج يونس لغراري.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.