المحطة الجوية الجديدة لمطار مراكش-المنارة: رافد أساسي لمواكبة نمو حركة النقل الجوي وتعزيز الوجهة السياحية لعاصمة النخيل – حدث كم

المحطة الجوية الجديدة لمطار مراكش-المنارة: رافد أساسي لمواكبة نمو حركة النقل الجوي وتعزيز الوجهة السياحية لعاصمة النخيل

يأتي إنجاز المحطة الجوية الجديدة لمطار مراكش المنارة لمواكبة نمو حركة النقل الجوي بالمطار، الذي
يعتبر ثاني بوابة جوية بالمغرب، وذلك للزيادة في طاقته الاستيعابية وتطوير جودة الخدمات التي يقدمها للمسافرين.
ويندرج مشروع توسيع مرافق المطار، في إطار الجهود التي يبذلها المكتب الوطني للمطارات من اجل جعل مطار مراكش المنارة دعامة أساسية لتعزيز جاذبية المدينة الحمراء.
كما يأتي بناء المحطة الجوية الجديدة في إطار رؤية تتطلع لجعل مطار مراكش المنارة وجهة في حد ذاتها، حيث أن هذه المنشأة الجديدة تنافس أجمل المنشآت المطارية في العالم.
وشيدت هذه المنشأة على مساحة 57 ألف متر مربع وهي مساحة أكبر من مساحة المحطة الجوية الحالية، وهو ما مكن من الزيادة في الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمطار لتصل إلى 97 الف متر مربع، وهو ما يسمح بمعالجة 9 ملايين مسافر في السنة.
كما تتوفر المحطة الجديدة على فضاء حقيقي للعيش بفضل اعتماد مقاربة تستجيب للانتظارات الجديدة للمسافر، ومن بينها تخصيص مساحة واسعة للتسوق والخدمات ذات الصلة، وتوجيه سهل وسلس للمسافرين داخل فضاءات واسعة ومجهزة بأحدث التجهيزات المبتكرة، وتجهيز الفضاءات الخارجية، وممرات الراجلين وتزيينها بفضاءات خضراء وأشجار النخيل ونافورات موزعة على امتداد الممرات وموقف للسيارات يتألف من 1550 مكان وفضاء للتوقف المؤقت.
كما تم توسيع موقف الطائرات لاستقبال 12 طائرة إضافية من الحجم المتوسط.
ويتوخى المكتب الوطني للمطارات من خلال بناء هذه المحطة الجوية الجديدة إرضاء المسافر، وتمكينه من الاستفادة من مرافق
عصرية، وذات جودة وخدمات لوجستية حديثة، وفضاءات واسعة، وذلك من أجل خلق جو من الراحة والرفاهية تجعل المسافر يشعر بأعلى مستويات الرضى أثناء سفره عبر المطار.
وهكذا تتوفر المحطة الجوية الجديدة على رواق تجاري، ومحلات البيع المعفى من الضرائب (فري دوتي) ومحلات تجارية أخرى متنوعة ومختلفة، وفضاء مخصص للمطاعم يقدم وجبات مختلفة ومتنوعة، وصالات خاصة بالضيوف الكبار وهي فضاءات عصرية توفر جوا للاسترخاء والتأمل وكذا للعمل وللأغراض المهنية فضلا عن خدمات أخرى إضافية للمسافرين من الضيوف المميزين.
وقد أحيطت عناية خاصة أثناء تجهيز المحطة، سواء في ما يتعلق بالرؤية الهندسية للبناء أو من خلال اعتماد البساطة من أجل توجيه سلس للمسافر داخل المطار، إن ما يرتبط بالأبعاد، والدعامات والمواد الأولية من خشب وزليج أو ما يتعلق بالمرونة في التنقل وهو ما تجسد في توفير فضاءات مهيئة لتفادي الاكتضاض والتلوث البصري والسمعي وتمكين المسافرين من مرور سلس وسهل (بوابات إلكترونية- أدراج ميكانيكية، مصاعد) وعلامات تشوير واضحة توافق المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال فضلا عن تدبير عقلاني لطوابير الانتظار لتفادي إجهاد المسافرين.
ويمتد البهو العمومي وهو فضاء فسيح، على مساحة 5 الاف متر مربع، وتم تجهيز مدخله بقبة زجاجية كبيرة وذلك بقطر 45 مترا وعلو 30 مترا وبهيكل معدني ذي دعم ذاتي متكون من زجاج ثلاثي.
وبخصوص اعتماد النظم البيئية، تم بناء المحطة الجوية الجديدة وفق منهجية تحترم البيئة وذلك في إطار رؤية طموحة واستشرافية للمستقبل. ووفق هذا المنظور، تعتمد المحطة برنامجا للتحكم في التأثيرات على البيئة الخارجية من اجل تقليص انبعاث الغازات ذات الاحتباس الحراري. كما تم تجهيز مرافق المحطة بواجهات مزدوجة تمكن من تعديل الحرارة دون عزلها، ومن تصفية الهواء وتوزيعه دون تحجيم حركته.
وفي مجال العمارة الصديقة للبيئة، جهزت المحطة بفضاء فاصل يعمل على تعديل درجة الحرارة داخل الفضاءات الداخلية بهدف توفير الطاقة، وتجنب ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف والتقليص بذلك من الحاجة إلى استعمال المكيفات الهوائية. كما تم تجهيز المحطة بمصابيح (ليد) من أجل التقليص من استهلاك الطاقة الكهربائية.
وفي سياق تعزيز التنمية المستدامة، تم وضع نظام لتجميع مياه الأمطار بالمطار بهدف استعمالها في سقي المساحات الخضراء، حيث يقوم هذا النظام بتجميع المياه عند منحدرات القنوات المخصصة لذلك بهدف توجيهها إلى حاويات تحت الأرض لتخزين حجم كبير من الماء.
وتعتمد المحطة أيضا نظاما آليا لإخماد الحرائق في المنطقة المخصصة لمعاجلة الأمتعة في المستوى التحت أرضي طبقا للمعايير المعتمدة دوليا.
ويذكر أن حركة النقل الجوي بمطار مراكش المنارة شهد ما بين سنتي 2012 و2015 نموا متواصلا، إذ انتقل عدد المسافرين الذين استقبلهم المطار من 2,3 مليون مسافر سنة 2012 إلى 3,9 مليون مسافر خلال سنة 2015 وهو ما يفوق الطاقة الاستيعابية للمطار ( 3 ملايين مسافر). واستقبل مطار مراكش المنارة و352 الفا و234 مسافرا خلال شهر نونبر 2016 ،مسجلا بذلك تطورا ملحوظا بنسبة 14,20 في المئة. وتمثل حركة النقل الجوي مع أوروبا نسبة 89,92 في المئة، وحركة النقل الجوي الداخلي 8,11 في المئة. أما حركة النقل الجوي مع الشرق الأوسط فتبلغ 1,22 في المئة.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.