الدعوة إلى إدراج مكافحة تشغيل الأطفال كركن أساسي في خطط الدول العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

أوصى المشاركون في ندوة نظمت حول موضوع “عمل الأطفال بين الأوضاع الراهنة وأهداف التنمية المستدامة”، احتضنتها مدينة الدار البيضاء ما بين 19 و21 دجنبر الجاري، بإدراج مكافحة تشغيل الأطفال كركن أساسي في الخطط والبرامج التي تعتمدها الدول العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وحثوا في هذه الندوة، التي نظمتها منظمة العمل العربية، على إشراك كافة الأطراف والجهات المعنية والتنسيق في ما بينها بهدف وضع وتنفيذ سياسات وطنية متكاملة لمكافحة عمل الأطفال في كافة البلدان العربية.
وأضحوا أن ذلك يتأتى عبر الإلغاء الفعلي والشامل لأسوأ أشكال عمل الأطفال وكافة الأعمال التي تعرض للخطر صحة أو سلامة أو أخلاق الأطفال، وكذا الحد التدريجي من تشغيل الأطفال في غير الحالات سابقة الذكر وصولا إلى إلغائه، والرفع التدريجي في السن الأدنى للقبول في العمل على أن لا تقل عن السن الذي يتوقف فيه التعليم الإلزامي.
ودعوا إلى اتخاذ التدابير الكفيلة بإزالة أسباب تشغيل الأطفال وبصفة خاصة القضاء على الفقر والحد من البطالة، وتوفير التعليم المجاني وإتاحته لكافة الأطفال في سن الدراسة بدون أية عراقيل، والحد من الهدر المدرسي ومعالجة أسبابه، وإتاحة فرص ملائمة للتكوين المهني للمنقطعين عن الدراسة.
وخلصوا في ختام أشغال هذه الندوة، إلى ضرورة اعتماد الإصلاحات التشريعية اللازمة للحد من ظاهرة تشغيل الأطفال والعمل على تفعيلها، بما يضمن توفير بيئة آمنة للأطفال.
وطالبوا بإجراء البحوث والدراسات وتوفير الإحصاءات والبيانات حول ظاهرة تشغيل الأطفال بمختلف جوانبها للمساعدة على التعرف بكل دقة وبشكل مستمر على حدة الظاهرة ووضع الخطط والبرامج المناسبة لمكافحتها.
كما دعوا المؤسسات الإعلامية العربية إلى تعزيز دور المعالجات الإعلامية واستعمال تكنولوجيا الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي لإدراج قضية مكافحة تشغيل الأطفال على أجندة الإعلام من أجل توعية الرأي العام بخطورتها على مستقبل الدول وسبل تفاديها.
وفي ما يخص المراقبة، أكد المشاركون على أهمية تعزيز دور تفتيش العمل في مراقبة عمل الأطفال وبشكل خاص التثبت من توفر السن الأدنى القانوني للعمل، وضمان عدم تشغيل الأطفال في الأعمال التي تهدد سلامتهم أو صحتهم أو أخلاقهم، والحرص على الالتزام الكامل لأصحاب العمل بالأحكام القانونية المنظمة لشروط وظروف عمل الأطفال.
ودعوا الدول العربية للمصادقة على اتفاقية العمل العربية رقم 18 لعام 1996 بشأن عمل الأحداث، وكذلك بذل المزيد من الجهود للتعريف بمعايير العمل العربية المتعلقة بعمل الأطفال على أوسع نطاق لدى أطراف الإنتاج الثلاث في الدول العربية وتحقيق الملاءمة الكاملة مع تلك المعايير وعلى المستوى التشريعي وفي الممارسة العملية.
وأكد المشاركون على أهمية تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بين البلدان العربية بشأن وضع وتنفيذ السياسات الوطنية لمكافحة عمل الأطفال، ودعوة منظمة العمل العربية والمؤسسات التابعة لها والجهات الأخرى المعنية لتكثيف أنشطتها في هذا المجال.
ودعوا الجهات المنظمة إلى تبني برامج تدريبية لكافة المتعاملين مع قضية عمل الأطفال، بما يسهم في رفع قدراتهم نحو العمل على الحد من هذه الظاهرة.
وشارك في هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، ممثلون عن الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتمحورت أشغال هذه الندوة، على الخصوص، حول “حقوق الأطفال ضمن أهداف التنمية المستدامة”، و”أسوأ أشكال عمل الأطفال وآليات مكافحتها”، و”دور الإعلام في التوعية بأهمية حماية الأطفال في العمل وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، و”الجهود العربية لمكافحة عمل الأطفال”، و”تجارب الدول العربية في مجال مكافحة عمل الأطفال وكيفية ربطها ببرنامج تنفيذ أهداف التنمية المستدامة”.

حدث كم/ماب/الصورة من الارشيف