المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: ورش ملكي في خدمة شباب مغربي يستشرف مستقبلا أفضل – حدث كم

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: ورش ملكي في خدمة شباب مغربي يستشرف مستقبلا أفضل

منذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بتاريخ 18 ماي 2005، ما فتئت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تسير، سنة بعد سنة، نحو تأكيد مكانتها الراسخة ودورها الجوهري، باعتبارها رافعة محفزة لاندماج الشباب وتفتحهم وانخراطهم الفاعل ضمن النسيج السوسيو- اقتصادي. 
وقد جاءت هذه المبادرة الملكية، التي تستهدف الفئات المعوزة والهشة، والتي تنهل من أسس ومبادئ الثقافة المغربية الأصيلة وتقوم على قيم حفظ الكرامة والتضامن والعدالة الاجتماعية، لتضع المواطن المغربي، لاسيما الشباب، في قلب أولوياتها والمشاريع التي تنجز في إطارها. ولا شك أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعتمد مقاربة تشاركية وحكامة ترابية ناجعة، تعمل بشكل حثيث من أجل تحقيق اندماج الشباب على المستوى السوسيو- اقتصادي، لاسيما عبر النهوض بالأنشطة المدرة للدخل، وتعزيز الملكات المهنية لدى هذه الشريحة الهامة من المجتمع. ومن أجل تحفيز التفتح والنهوض بمستوى الشباب المغربي، تعمل المبادرة على إحداث مراكز اجتماعية، رياضية وثقافية للقرب، تنمي حس الإبداع لدى هذه الفئة المجتمعية وتساهم في تنمية الشعور بالمواطنة والانتماء للبلد لديها.
هكذا، وبرسم الفترة ما بين 2005 و2016، استفاد نحو 79 ألف شاب من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إحداث حوالي 5860 مشروعا مدرا للدخل (60 بالمائة في الوسط القروي)، والتي تهم مجالات متنوعة من قبيل تربية المواشي وتحويل المنتوجات الفلاحية، وتثمين المنتوجات المحلية، والنهوض بالصناعة التقليدية والصيد التقليدي. 
وفي نفس الإطار، استفاد الشباب من 3722 مشروعا وعملا تهم التنشيط السوسيو- ثقافي والرياضي، لاسيما من خلال بناء وتهيئة وتجهيز 1250 فضاء لرياضة القرب، و219 دارا للشباب، و193 مركزا ثقافيا. وسعيا إلى إنجاح هذا الورش الملكي الوازن، لا يذخر جلالة الملك، حفظه الله، وقتا ولا جهدا في تتبع تنفيذ وتقدم إنجاز برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما يشهد على ذلك تدشين جلالته، يوم الجمعة الماضي بمراكش، للشطر الأول من المنتزه الرياضي “أكدال” ومسبح القرب بحي “المحاميد”، المنجزان في إطار المبادرة. وينضاف إلى هذه المشاريع، إطلاق جلالة الملك في 20 دجنبر الماضي بالدار البيضاء، لأشغال تهيئة 17 ملعبا رياضيا للقرب، وذلك باستثمار إجمالي قدره 45 مليون درهم. وستنجز هذه الملاعب الرياضية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى مختلف أحياء عمالة مقاطعات مولاي رشيد، وذلك بكل من الزلاقة الذهيبية (8 ملاعب)، المسيرة (3 ملاعب)، لالة مريم (ملعبان)، باكستان (ملعبان)، الجولان (ملعبان).
وقد تجلى الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك، حفظه الله، للمشاريع المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يوم 16 دجنبر الماضي بالدار البيضاء، من خلال التسليم الرمزي لمفاتيح 16 دراجة- تاكسي لفائدة أعضاء تعاونية “المدينة القديمة”، والتي تشرف على تسيير هذه الدراجات التي تم اقتنائها في إطار المبادرة، والتي ستمكن من القيام بجولات سياحية داخل المدينة القديمة للدار البيضاء، علما بأن المستفيدين من هذه الدراجات كانوا قد تلقوا تكوينا في اللغة وأيضا حول تاريخ العاصمة الاقتصادية للمملكة. وقد مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تعد إطارا استراتيجيا حقيقيا وناجعا لمحاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، والتي لطالما شكلت محط إشادة واسعة على المستوى الدولي، ومصدر إلهام بالنسبة الكثير من الدول الإفريقية، من تسجيل نتائج جد إيجابية يطبعها انخفاض ملحوظ في معدل الفقر بالمناطق المستهدفة.
والأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بقوة في تحسين ظروف عيش الساكنة التي استفادت من أزيد من 42 ألف مشروع تهم مختلف المجالات الاجتماعية (التعليم، الصحة ..)، والتي تروم أيضا إضفاء دينامية أكبر على النسيج الجمعوي المحلي، وإدماج الأشخاص المعوزين في الحلقة السوسيو- اقتصادية إلى جانب دعم الفئات المعوزة والهشة.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.