خبيرة بولونية في الشؤون الدولية : الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية الجديدة أعطت ثمارها بشكل بيَن – حدث كم

خبيرة بولونية في الشؤون الدولية : الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية الجديدة أعطت ثمارها بشكل بيَن

أبرزت الخبيرة البولونية في الشؤون الدولية أدريانا سنيادوفسكا ،أن “الاستراتيجية الدبلوماسية المغربية الجديدة أعطت ثمارها بشكل بين ،سواء في البيئة الافريقية للمملكة كما في مناطق أخرى من العالم” .
وأوضحت أدريانا سنيادوفسكا ، المحللة السياسية بالمركز البولوني للعلاقات الدولية الشهير الذي يوجد مقره بوارسو ، أن “لدى المغرب ،وهو ما يتضح على مدى السنوات الماضية ،سياسة خارجية ناجحة بكل المقاييس ،ويتجلى ذلك ليس فقط من خلال علاقات المملكة الاستراتيجية الوطيدة مع الدول التي تشكل تاريخيا أو جغرافيا حليفا أساسيا لها ، ولكن أيضا بتشكيل روابط جديدة مع الدول التي، حتى الماضي القريب ،كانت خارجة منطقة الحضور الدبلوماسي للمملكة ،وذلك بفضل الرؤية السديدة والحكيمة والاستباقية لملك المغرب، صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وبعد أن أبرزت الخبيرة البولونية ،في مقال تحليلي بعنوان “توجهات السياسة الخارجية للمغرب ” نشره المركز اليوم الأربعاء ،أن المملكة “تسجد فعليا وعمليا سياسة الجوار بالحنكة اللازمة” ، أشارت الى أن “بعض الأحداث الكبرى مكنت المغرب من دعم موقعه في القارة الأفريقية أكثر فأكثر ،من ذلك “قمة أفريقيا للعمل” التي التأمت على هامش انعقاد مؤتمر (كوب 22) بمراكش في نونبر الماضي ،والتي أيضا عكست الاهتمام الافريقي الواسع للمساهمة في تدبير الشأن البيئي العالمي”.
واعتبرت الباحثة البولونية أن هذه المبادرة ” تستحق الثناء لكونها وضعت القضايا الأفريقية المؤرقة على طاولة النقاش العالمي ، مما يدل على أن المغرب يعد فاعلا رئيسيا في مجال الدفاع عن القضايا الأفريقية المصيرية ،وهو ما رفع من شأن المملكة أكثر في محيطها الإقليمي وجلب تقدير دول القارة، ،خاصة وأن المغرب يحرص تمام الحرص على تحقيق التكامل بين بلدان الجنوب في منحى صنع القرار على الصعيد الدولي”.
وفي نفس السياق ،أكدت أدريانا سنيادوفسكا أن “من بين الاحداث البارزة التي عاشتها القارة الافريقية مؤخرا ،هو عودة المغرب إلى الأسرة الأفريقية المؤسساتية بعد أكثر من ثلاثة عقود من الغياب”، مبرزة أن ” التصويت بأغلبية ساحقة لصالح عودة المغرب الى حظيرة الاتحاد الأفريقي ،يعد دليلا على السمعة الايجابية ،التي يتمتع بها المغرب على الساحة القارية ،التي لا يمكن أن ينفيها أحد “.
كما أكدت الخبيرة البولونية أن “ما يعكس أيضا الموقع الاستراتيجي للمغرب في الساحة الافريقية هو قرار جمهورية مالاوي سحب اعترافها ب”الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” المزعومة “، مبرزة أن “هذا الانجاز هو في حد ذاته مكسبا استراتيجيا للدبلوماسية المغربية”.
ورأت في نفس السياق أن “ما يبرهن أيضا على نجاح السياسة الخارجية المغربية بعد القرار الذي اتخذته جمهورية مالاوي ،هو انتماء هذه الاخيرة للمنطقة التي شكلت في وقت ما موقعا لدعم للبوليساريو“.
وبعيدا عن القارة الافريقية ،”أثبت المغرب كذلك نجاعة دبلوماسيته الخارجية ،ويتجلى ذلك ،حسب الخبيرة ، في عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوبا الى مجراها الطبيعي ، وهو ما يفتح فصلا جديدا في مجال التعاون الثنائي ،الذي جمد لمدة 37 عاما”، معتبرة أن هذا الامر “لم يكن وليد اللحظة بل بانت إرهاصاته الاولى منذ عام 2007 بعد أن أعلنت كوبا الحياد بشأن الوضع في الصحراء المغربية، كما هو حال عدد من دول أمريكا اللاتينية ”.
ولاحظت الخبيرة البولونية أن “المكسب الذي حققته المملكة المغربية بتوسيع حضورها الدبلوماسي بأمريكا اللاتينية وإعادة إحياء علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من دول المنطقة ،هو ليس فقط انتصار دبلوماسي للمملكة ،وإنما يتعدى ذلك الى سياق أوسع يسعى الى تحسين العلاقات بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي برمته “.
وعلاوة على ذلك، أبرزت الخبيرة البولونية أن “العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة تعززت بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، الى السلطة ،وهو ما يؤكد أن واشنطن لا تزال حليفا قويا للمغرب، وخاصة حين يتعلق الأمر بقضية الوحدة الترابية للمملكة “.
وأوضحت أن ” الذي يثبت ذلك أيضا هو الدعم المالي ،الذي قدمته واشنطن للمملكة والذي ورد في القانون المالي للولايات المتحدة برسم سنة 2017″ ،مضيفة أن “ذلك يعني بالواضح أن واشنطن تؤكد مجددا دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء“.
كما يعني ذلك ،حسب ذات المصدر ، أن “الدعم المادي لواشنطن المخصص للمغرب يمكن أن تستفيد منه الأقاليم الجنوبية للمملكة لدعم المبادرة المغربية و صيغة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ” .
وخلصت أدريانا سنيادوفسكا إلى أن “الاستراتيجية الجديدة للدبلوماسية المغربية تتطور على عدة محاور بخطى ثابتة ومتبصرة ، و سيساهم ذلك بشكل إيجابي في عملية تسوية النزاع المفتعل بخصوص الصحراء المغربية
“.

حدث كم/ماب

التعليقات مغلقة.