رسالة ماجستير بجامعة محمد الخامس بالرباط تبرز دور وكالة بيت مال القدس في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة المقدسة – حدث كم

رسالة ماجستير بجامعة محمد الخامس بالرباط تبرز دور وكالة بيت مال القدس في الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة المقدسة

ناقشت الطالبة الفلسطينية أماني عوض الله رباح، مؤخرا، رسالة لنيل درجة الماجستير في علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الخامس في موضوع “صراع الهوية في القدس ودور وكالة بيت مال القدس في الحفاظ على الهوية الثقافية لسكان المدينة المقدسة”.

وذكر بلاغ لوكالة بيت مال القدس أن فكرة البحث الذي أشرف عليه الأستاذ رحال بوبريك انطلقت من مقاربة “حدود العلاقة بين المجال والهوية الثقافية للقدس ومدى تأثر هذه العلاقة بالمتغيرات التي تشهدها المدينة المقدسة جراء سياسة التهويد الممنهجة التي عمدت إلى طمس معالم المجال بتاريخه ومدلولاته”.

وأضاف البلاغ أن الباحثة وقفت على بعض أوجه الاستهداف الصريح للوعي وللذاكرة الجماعية الفلسطينية ولشعور الفرد وانتمائه لمدينته من خلال الثقافة والهوية والمجال، وأبرزت دور وكالة بيت مال القدس الشريف، باعتبارها مؤسسة عربية إسلامية تعنى بحماية المدينة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري.

واستعرضت الباحثة عبر المنهج الاستقرائي وتقنية البحث الميداني والمقابلات التي شملت عينة تمثيلية من أفراد ومؤسسات في القدس، مراحل استهداف الهوية والمجال الفلسطيني منذ عام 1967 وإلى اليوم، لتسجل “صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظ على رموزه وقيمه، سواء كان في الوطن أو في الشتات”.

وأبرز البلاغ أن الدراسة توزعت على أربعة فصول، قاربت فيها الباحثة المفاهيم الرئيسية للبحث، وهي مفهوم الثقافة، ومفهوم الهوية ثم مفهوم المجال، قبل أن تجيب عن الأسئلة التي تتعلق بكيفية إدارة المؤسسات لعملها في القدس وفي طليعتها وكالة بيت مال القدس الشريف للحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة.

وبهذا الخصوص، يسجل البلاغ، ذكرت الباحثة أن الهوية الثقافية للقدس تحظى بخصوصية الثبات “لأنها تستمد روحها من العهدة العمرية”، قبل أن تمضي في تفكيكها لمفاهيم الدراسة لتقدم مفهوم المجال على أنه لا يقتصر فقط على “الفضاء غير المحدد أو المتناهي الذي يحيط بالإنسان، بل يتعدى ذلك إلى حيث تتشكل عناصر الثقافة المؤسسة لهوية الأفراد والمجتمع، عبر اللغة واستخداماتها والعادات والتقاليد والأعراف التي تميز الشعوب عن بعضها البعض”.

وفي هذا السياق، أكد البحث على أن المجال لا يشكل حيزا ماديا وجغرافيا فقط، بل هو فضاء معياري يحمل أفكارا تساعد على تشكيل هوية الفرد التي يسعى للحفاظ عليها وحمايتها. ذلك أن أستهدافها يعد استهدافا لوجوده وكينونته”، كما هو حال سكان القدس، الذين أظهرت الدراسة حجم ارتباطهم بأرضهم وبمقدساتهم.

وخلصت الدراسة، حسب البلاغ، إلى أهمية الدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف في حماية الهوية الفلسطينية في القدس من خلال حيازة الأراضي والأملاك، ودعم المدارس والاهتمام بالثقافة والنشر، “بيد أن هذا الدور لا بد أن يتسع ليشمل مجالات أخرى تساعد الشباب على مواجهة تحديات التكنولوجيا واستخداماتها في تثبيت الرواية الفلسطينية، وبالتالي حماية الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة”.

ح/ومع

التعليقات مغلقة.