من ملتقى الإعلامي العربي: "تزايد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مقابل تراجع الإعلام التقليدي يطرح بعمق تساؤلات حول مستقبل المهنة" | حدث كم

من ملتقى الإعلامي العربي: “تزايد مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي مقابل تراجع الإعلام التقليدي يطرح بعمق تساؤلات حول مستقبل المهنة”

30/05/2021

أكد المشاركون في الملتقى الإعلامي العربي في دورته ال17 ، أن الاعلام العربي يجد نفسه اليوم أمام اختبار حاسم ، في ظل التحولات المذهلة التي طرأت على الممارسة الإعلامية وخاصة في ضوء بروز الإعلام الرقمي ، وتزايد أعداد مستخدمي منصات وشبكات التواصل الاجتماعي مقابل تراجع واضح لما يسمى بالإعلام التقليدي.

وأبرزوا خلال أشغال الملتقى المنظم عن بعد بالكويت بتعاون مع جامعة الدول العربية ، ضرورة الانفتاح على أنجح تجارب الانتقال الرقمي ، وأفضل نماذج التطوير الإعلامي باستشراف أنماط مهنية خلاقة في إطار ضوابط حرية الرأي والتعبير ضمن بنية تشريعية ملائمة لمسايرة تطور صناعة الإعلام ، وتشجيع الاستثمار في الحقل الإعلامي وصقل المهارات التكنولوجية للمهنيين ، من أجل الارتقاء بمؤسسات الإعلام العربية ومزاولة المهنة وفق نظم ومعايير محكمة تدبيرا وإنتاجا وتسويقا ، بعيدا عن سلوكيات الانكفاء واستهلاك أخبار الآخر.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ، على ضرورة مواصلة الجهد الإعلامي العربي في نقل الصوت الفلسطيني والعربي ، من أجل كسب الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية العادلة ، وألا تترك الساحة أبدا لرواية زائفة يعرضها الطرف المحتل .

وأشار إلى أن الأحداث الأخيرة في القدس وغزة والضفة الغربية ، برهنت أهمية العمل الإعلامي بكافة صوره وتنوع منصاته ، في التصدي للدعاية المضادة ، وكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي .

وأبرز أبو الغيط أن المرحلة الحالية تستوجب استثمارا أكبر في صناعة محتوى عربي على الإنترنت ، باللغات المختلفة الأجنبية ذات التأثير الواسع ، فضلا عن اللغات ذات الصلة بقضايا الأمة العربية ، بهدف الوصول لعقل الآخر والتأثير فيه ، والدفاع عن صورة العربي وقضاياه .

من جهته ، قال أحمد رشيد خطابي ، الأمين العام المساعد المشرف على قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ، إن تزايد أعداد مستخدمي منصات وشبكات التواصل الاجتماعي مقابل تراجع واضح لما يسمى بالإعلام التقليدي يطرح بعمق تساؤلات حول مستقبل المهنة ، مضيفا أن هذا التحول غير المسبوق زادت وتيرته مع تفشي جائحة ” كورونا ” التي عكست تداعياتها ضرورة الإسراع بتحقيق الانتقال الرقمي.

وتابع ” من هنا ، فنحن مطالبون على النطاق العربي بالعمل على كسب رهانات هذا التحول لاعتبارات ذات أبعاد متعددة اجتماعية واقتصادية وتربوية وثقافية عبر مسايرة التطور التكنولوجي ، وترسيخ دمقرطة الحق في الإعلام والاتصال ، في نطاق ضوابط قانونية لحماية الفضاء الإعلامي من خطابات الإسفاف والتشهير بالأفراد والجماعات ، والأخطر من ذلك ، من الحمولات المحرضة على العدمية والتطرف والكراهية المهددة لقيم التماسك الاجتماعي والمقومات السيادية والوطنية ” .

كما أكد على ضرورة إثراء المحتوى الإعلامي للمؤسسات الإعلامية العربية بجعل مضامينه أكثر عمقا وتنافسية واحترافية ، مع الأخذ بالاعتبار أن الطابع الآني لتدفق المعلومات والمعطيات عبر الاعلام الرقمي لا يمكن أن يكون على حساب قواعد نقل الخبر بأمانة ومهنية وموضوعية ومصداقية ، وذلك بمبررات السرعة وتحقيق السبق الصحفي.

من جانبه ، دعا وزير الإعلام البحريني ، علي الرميحي ، الإعلام الرسمي بإظهار النخب وإتاحة الفرص لهم لوضع الحلول المناسبة ، مؤكدا على الحاجة إلى التأثير وليس الانتشار الإعلامي.

وقال إن ” التأثير الإعلامي يحتاج إلى عمل احترافي ، وعملية إخفاء أي معلومة ليس في صالحنا ، ونحتاج إلى شفافية وعمل دؤوب وشاق حتى نصل إلى التأثير ” .

وشددت باقي المداخلات على أن من شأن دعم البرامج ذات الصلة بالتحول الرقمي ، بصرف النظر عن التفاوتات القائمة بين البلدان العربية ، تعبيد الطريق للتعامل الواثق مع التحديات الإعلامية ، والاستغلال الأمثل لما يتيحه من فرص واعدة ، في أفق إرساء إعلام عربي أكثر تأثيرا في الدفاع عن القضايا العربية .

كما أكدت على الحاجة الملحة لتعبئة قدرات مختلف المكونات والأجهزة الاعلامية العربية ، بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي ، في اعطاء زخم دولي قوي ، في هذا الظرف بالذات ، لصدارة القضية الفلسطينية المشروعة على المستويات الدبلوماسية والسياسية والحقوقية والإنسانية إثر الاعتداءات الآثمة على قطاع غزة والضفة الغربية والانتهاكات الجسيمة في القدس وخاصة في محيط المسجد الاقصى المبارك .

وتميز الملتقى ، الذي نظم على مدي يومين ، بمشاركة عدد من وزراء الإعلام العرب وأصحاب المؤسسات الإعلامية العربية المختلفة وكبار المسؤولين فيها ، إضافة إلى نخبة من الإعلاميين والكتاب والصحفيين والمذيعين والفنانين ، وأكاديميين وأساتذة الإعلام ، وطلبة كليات الإعلام في الجامعات العربية المختلفة ، وعدد من الجهات الخاصة والحكومية.

ومع/حدث

التعليقات مغلقة.