السيد خوان خيسوس .. من أين تبتدئ الحدود الاسبانية جنوبا ؟! – حدث كم

السيد خوان خيسوس .. من أين تبتدئ الحدود الاسبانية جنوبا ؟!

مدريد – عبد العلي جدوبي: الظاهر أن السيد خيسوس فيفاس رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة المحتلة لايقرأ التاريخ أو يجهل حقيقته أو أنه يتغاضى عن واقع الجغرافية ولا يعرف من أين تبتدئ حدود بلاده جنوبا ؟

فخلال ندوة صحفية نظمها نادي (سيغلو21) بمدريد الاثنين الماضي (سابع يونيو ) وجه رسالة الى الحكومة المغربية طالبها “باحترام الحدود الاسبانية ،”مشددا على أن اسبانيا تمتلك نقاط قوة لمواجهة التحدي المغربي !!؟

فإذا كان السيد خيسوس يعتبر مدينة سبتة المحتلة أرض إسبانية ،فإن هناك أحزابا إسبانية مثل التشكيلات السياسية القومية في كتالونيا وبلد الباسك وغاليسيا ، تطالب الحكومة المركزية بمدريد بتصفية الاستعمار وإعادة المدينتين الى المغرب ، ولا يتردد حزب اليسار الكتالاني بمناسبة أو بدونها بالتعبير عن موقفه في تصفية الاستعمار

ونشير بالمناسبة إلى أن الاحزاب المغربية لم تتقدم مند برلمان 2011 بأي سؤال عن سبتة ومليلية،وتلتزم الصمت لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان عن طرح هذا الموضوع !!

هذا ، ولابأس من أن نذكر السيد رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة المحتلة ببعض المعطيات منها :

اولا : إن التحولات التي طرأت على أروبا خلال السنوات الاخيرة بالخصوص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ،فرضت على إسبانيا التعامل مع وضع أخر، فالمدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية أصبحتا أقل أهمية استراتيجيا في الوقت الراهن ،وأيضا من الناحية الاقتصادية والتجارية بعد إحداث ميناء طنجة المتوسطي،واتفاقية الشراكة السياسية والاقتصادية المبرمة بين المغرب والاتحاد الاروبي، سيما وأن الوضع غير الطبيعي للمدينتين ،يشكل حاجزا أمام استمرار تنفيد خطة محاربة التهريب والهجرة السرية،  بالرغم من المجهودات المتواصلة والمكلفة التي يبذلها المغرب في هذا المجال ..

ثانيا :ان الفترة التي تلت استرجاع الاقاليم الجنوبية للمغرب ،تزامنت من الجانب الاسباني مع بدء سياسة الاندماج في الفضاء الاروبي ،عندما انضمت اسبانيا بعد ذلك الى السوق الاروبية المشتركة،وقد وضع هذا التطور السياسة الاسبانية أمام تحديات جديدة، كما ان بقاء المدينتين تحت الادارة الاسبانية خلق إحراجا لشركاء اسبانيا الاروبيين،لأن هؤلاء يدركون أن هذه المناطق ليست اسبانية وتقع خارج الرقعة الجغرافية !

ثالثا : إن إسبانيا التي تهتم بالابقاء على حوار مع بريطانيا حول جبل طارق وتتوق الى دعم أروبي لموقفها ،يجب أن تتفهم أن دعم الاروبيين يستند الى الوقائع التاريخية والروابط المثينة،وهو ما يفند محاولة بقاء سبتة مليلية مستعمرتان اسبانيتان و إقحامها في الفضاء الاروبي

رابعا : إن التاريخ والجغرافية يؤكدان ان سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان ،وعلى الجارة إسبانيا أن تحدو حدو بريطانيا والصين حول استرجاع هذه الاخيرة لهونغ كونغ الذي يعتبر مثالا حضاريا ،وسابقة بالنسبة لسبتة ومليلية والجزر المغربية التي أصبحت بعد عودة هونغ كونغ آخر بقايا استعمارية في العالم .

بقي أن نسأل السيد خوان خيسوس فيفاس رئيس الحكومة المحلية لمدينة سبتة المحتلة :

من اين تبتدئ الحدود الاسبانية جنوبا ؟؟!!

 

التعليقات مغلقة.