ناصر بولعجول: بفضل مساهمة الجميع في مجال السلامة الطرقية أضحى المغرب يتبوأ ” مكانة محترمة ” على المستوى الدولي – حدث كم

ناصر بولعجول: بفضل مساهمة الجميع في مجال السلامة الطرقية أضحى المغرب يتبوأ ” مكانة محترمة ” على المستوى الدولي

نظمت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، اليوم الأربعاء بالرباط، لقاء تواصليا لفائدة جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال السلامة الطرقية، وذلك في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية 2017-2026، وبرنامج عملها برسم سنة 2022، وتخليدا لليوم الوطني للمجتمع المدني.

وخصص هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تعزيز المقاربة التشاركية مع فعاليات المجتمع المدني وتأهيلها باعتبارها شريكا أساسيا في مواكبة الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية، لتقديم الدليل المرجعي لتوسيم الجمعيات العاملة في مجال السلامة الطرقية، وبرنامج طلب مشاريع لفائدة الجمعيات برسم سنة 2022.

وبهذه المناسبة، شدد مدير  الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، ناصر بولعجول، على أهمية ” الشراكة الحقيقية ” التي تجمع مكونات المجتمع المدني بالوكالة والإدارات وباقي الشركاء في مجال السلامة الطرقية، لافتا إلى أن السلامة الطرقية تبنى على تراكمات إيجابية، حيث يساهم كل شريك بلبنة معينة تكون أساسية للبنات أخرى تقود إلى تحقيق القيمة المضافة والنتائج المرجوة في المجال.

وأشار السيد بولعجول إلى أنه بفضل مساهمة الجميع في مجال السلامة الطرقية أضحى المغرب يتبوأ ” مكانة محترمة ” على المستوى الدولي، والتي تجسدت من خلال حصول المملكة مؤخرا على جائزتين متميزتين وهما الجائزة الأولى ضمن فئة “القيادة السريعة” في المهرجان العالمي للسينما حول السلامة الطرقية بجنيف، وجائزة كوفي عنان للسلامة الطرقية التي نظمتها بشكل مشترك لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، ومبعوث الأمين العام الخاص المعني بالسلامة الطرقية ومؤسسة كوفي عنان.

وسجل، في سياق متصل، أن حوادث السير، التي لها أبعاد اجتماعية وإنسانية، يكون حاضرا فيها السلوك البشري دون إلغاء أهمية الأبعاد الأخرى، مؤكدا على أهمية التأطير الصحيح للسلوك البشري من خلال عدد من المداخل مرتبطة بالبنية التحتية، وبالمراقبة من خلال إنفاذ القانون، فضلا عن ورش التوعية والتحسيس.

وأضاف مدير (النارسا) أن اللقاء يشكل مناسبة للتذكير بالنتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في مجال السلامة الطرقية بالمملكة، فضلا عن التأكيد على أهمية ” المسار الذي ينتظرنا في هذا المجال، بحيث لا زال هناك ما يناهز 3500 شخص تزهق أرواحهم جراء حوادث السير “.

كما تطرق، بهذه المناسبة، للاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية المندمجة والتي تأخذ بعين الاعتبار جميع الأبعاد المرتبطة أساسا بمحاور البنية التحتية وتحسين جودة المركبات، والمراقبة وغيرها، مشيرا إلى أنه يتم التأكيد، في كل هاته المحاور، على إشراك مكونات المجتمع المدني في تنزيل الاستراتيجية وإذكاء الوعي الجماعي لدى المتلقي والمواطن ومستعمل الطريق في ما يخص التعامل مع الفضاء الطرقي.

من جهتها، أعربت ممثلة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إيمان الكوهن، عن اعتزازها بالشراكة القائمة بين قطاع التربية الوطنية ووزارة النقل واللوجستيك والعمل التشاركي مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، وكذا بمجموعة من الأنشطة التي تتم على مستوى المؤسسات التعليمية والتي تواكبها (النارسا)، مشيرة إلى أنه تم في السنة الماضية التوقيع على 12 اتفاقية شراكة بين التمثيليات الجهوية للوكالة والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وذلك في إطار دعم وتجهيز أندية التربية على السلامة الطرقية .

وأبرزت أن التوعية والتحسيس يعد مجال جد مهم وأن قطاع التربية الوطنية يعتبر المدخل التربوي الأساسي في التوعية والذي يتم عبر المناهج الدراسية وأنشطة الحياة المدرسية التي لها دور كبير في ترسيخ المعارف والسلوكات، خصوصا في ما يخص التربية على السلامة الطرقية بالوسط المدرسي.

وتابعت أنه في إطار المشاريع المرتبطة بالقانون الإطار رقم 51.17 فإن مجال التربية على السلامة الطرقية يعد من بين الأهداف الخاصة المسطرة ضمن المشاريع المتعلقة بتنفيذ هذا القانون، حيث تعتبر صحة وسلامة المتمدرسات والمتمدرسين أولى الأولويات.

من جانبه، نوه ممثل الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، مصطفى جنيح، بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية بمعية شركائها في مجال السلامة الطرقية، مشيدا بالأدوار التي يضطلع بها المجتمع المدني باعتباره فاعلا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأبرز أن الوزارة دأبت على إعداد عدة مشاريع في ما يخص الشراكة مع جمعيات المجتمع المدني منها على سبيل المثال برنامج 2018-2020 الذي تم من خلاله تنزيل تكوين الجمعيات في مجال آليات ممارسة الديمقراطية التشاركية خصوصا في ما يتعلق بتقديم الملتمسات والعرائض.

أما ممثل المجتمع المدني بالوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، عماد العسري، فقد أبرز أن هذا اللقاء التواصلي يعتبر محطة من أجل التقييم والوقوف على مجموعة من النقاط بين المجتمع المدني والوكالة، مشيدا بالعلاقة القائمة بين الطرفين وهو ما يدل على انفتاح (النارسا) على المجتمع المدني .

وأشاد بالمجهودات التي يقوم بها المجتمع المدني في مجال التوعية والتحسيس للحد من حوادث السير، وكذا انفتاح قطاع التربية الوطنية على جمعيات المجتمع المدني، مشددا على أهمية تجويد العمل الجمعوي بهدف تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية.

وتضمن هذا اللقاء التواصلي، الذي عرف مشاركة أزيد من 100 جمعية، محورين أساسيين، أولهما يتعلق بتوسيم الجمعيات العاملة في مجال السلامة الطرقية، وهو ورش استراتيجي يهدف إلى تحفيز الفاعل الجمعوي والرفع من قدراته وكفاءاته التنظيمية والتدبيرية، وتجويد تدخلاته الميدانية في مجال التوعية والتحسيس من أخطار الطريق وذلك بشراكة مع المعهد المغربي للتقييس. بينما هم المحور الثاني برنامج طلب مشاريع لفائدة الجمعيات برسم سنة 2022 يتضمن مجموعة من العمليات التربوية والتحسيسية التي سيتم تنظيمها على مستوى 105 نقطة تدخل تغطي 55 مدينة مغربية بمختلف جهات المملكة، ويتم إنجازها عبر مراحل تراعى فيها الخصوصيات الجهوية حول المواضيع ذات الأولوية المواكبة للمخطط الوطني للمراقبة.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم خلال هذا اللقاء تسليم الجائزة الكبرى للجمهور، والجوائز المالية المخصصة للفائزين في إطار المسابقة الوطنية “مبادرتي من أجل الحياة” التي تم تنظيمها بمناسبة تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية برسم سنة 2022.

يذكر بأن منصة “ديب نيوز” ( DIB News ) كانت قد توجت ، شهر فبراير الماضي، في المسابقة الوطنية “مبادرتي من أجل الحياة” المتعلقة بالسلامة الطرقية، والتي تنظمها الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) بمناسبة اليوم الوطني للسلامة الطرقية برسم سنة 2022 لانتقاء أحسن المبادرات المتعلقة بالسلامة الطرقية.

وجاء حصول منصة ” ديب نيوز “، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على المرتبة الأولى خلال أمسية خاصة حول الوقاية من حوادث السير لسنة 2022 بثتها القناة الثانية (دوزيم) للاحتفاء بالمتأهلين في المسابقة الوطنية للسلامة الطرقية في فئات التربية الطرقية، والعمل الجمعوي والتجارب الرائدة، والسلامة الطرقية داخل المقاولات والأوساط المهنية، والاختراع والابتكار، والأعمال الفنية الموسيقية، والتواصل والتحسيس.

حدث/ومع

التعليقات مغلقة.