وساطة سعودية شبه رسمية بين المغرب والجزائر لخفض التوتر والتصعيد بين البلدين…؟! – حدث كم

وساطة سعودية شبه رسمية بين المغرب والجزائر لخفض التوتر والتصعيد بين البلدين…؟!

استقبال فوق العادة خصه قصر المرادية بالجزائر لوزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود يوم الخميس 19ماي الجاري ، حيث التقى المسؤول السعودي بالعديد من القادة السياسين وصناع القرار الجزائرين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية عبد المجيد  تبون الذي ناقش معه عدد من القضايا والملفات ذات الطبيعة الحساسة المرتبطة أساسا بالوطن العربي ، وذلك بحضور وزير الخارجية رمضان العمامرة ومدير مجلس الوزراء برئاسة الجمهورية عبد العزيز خلاف ومحمد علي بوغازي سفير الجزائر بالعاصمة الرياض.

واستنادا الى بعض التسريبات، رشحت معلومات موثوقة  خلف الابواب الموصدة للقاء الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون وضيفه رئيس الدبلوماسية السعودية الامير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود ، أن اللقاء لم يخلو من إثارت ملف العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر ، وما يثيره من قلق ومخاوف حقيقية للعرب ولدول الجوار وغيرهم في ضوء ارتفاع منسوب التصعيد بين البلدين .

إذ تحدث التسريبات  عن وساطة ” سعودية ” شبه رسمية بين المغرب والجزائر، اقترح من خلالها وزير الخارجية السعودي خارطة طريق محددة المعالم ، تروم بناء جسور ثقة صادقة بين الدولتين ، ونبذ  كل أشكال التوتر ،والتأسيس لمصالحة حقيقية ودائمة تسمح بعودة العلاقات الدبلوماسية بكل روافدها الى وضعها الطبيعي بين البلدين الجارين. وتؤكد التسريبات المتحدث عنها على أن مظامين خارطة الطريقة التي تم إقتراحها من طرف حكام  المملكة العربية السعودية، ترتكز أساسا على تدابير خفض التصعيد وإطلاق حوار صريح وشفاف تحت الرعاية السعودية ، والعمل على نبذ كافة أنواع الإستفزاز اللفظي وكذا العدوان الدبلوماسي والإعلامي .

وفي  السياق ذاته اشترطت الجزائر ضمن نقاط خارطة   “التسوية” توقف المغرب عن استقبال ودعم قادة ” حركة ماك” القبايلية التي يوجد قادتها فوق التراب الفرنسي ـ زعيم الحركة فرحات مهني ـ  وكذا ببعض الدول الاوروبية، والتي تطالب بالانفصال عن النظام الجزائري، في حين اشترط المسؤول السعودي على صناع القرار بالجزائر التعهد بتخفيف المناخ الجيو- سياسي حول نزاع الصحراء .الامر الذي استجاب له قادة الجزائر على أساس الإلتزام فقط بقرارات الامم المتحدة لحل الصراع الذي عمر طويلا. وبشأن إعادة العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية وما تعتبره الجزائر تحالف بين البلدين يهدد أمنها ، وعد وزير الخارجية السعودي حكام الجزائر بتقديم ضمانات تؤكد إلتزام المغرب وإسرائيل بعدم اللجوء الى التحالفات العسكرية لشن هجمات على أمن جيرانهم المباشرين. الى ذلك سبق للمملكة العربية السعودية أن طرحت فكرة ” الوساطة” بين المغرب والجزائر لحل القضايا التاريخية والآنية العالقة بين الجانبين ، وتهدئة الاوضاع بالمنطقة المغاربية .

لكن حكام قصر المرادية رفضوا بشدة المبادرة السعودية في تقدير خاطأ لقراءة الاوضاع الجيواستراتيجية بالمنطقة المغاربية والاورمتوسطية والقارية التي تحول من خلالها المغرب الى رقم صعب جدا في كل هذه المعادلات الجيو- سياسية .

 وتسعى المملكة العربية السعودية الى تهدئة الاوضاع بين المغرب والجزائر بعد أن تزايدت المخاوف وارتفعت حدة العداء الجزائري ضد المغرب بشكل لافت ومقلق للغاية، وما ترتب عنها من قرارات جزائرية كلها تصب في التصعيد غير المحسوب العواقب. بالإضافة الى رغبة السعودية في عقد قمة عربية بالجزائر شهر نوبير المقبل من السنة الجارية، قمة تكون خالية من التوترات والإستفزازات المنتهية الى نسف الجهود العربية وشق الصف العربي. فهل اسوعب حكام الجزائر هذه المرة الرسالة…أم أن الامر قد ينطوي على ملابسات مناورة من نوع آخر..!

م.ب/ح

التعليقات مغلقة.