رفع الستار عشية ، اليوم السبت ، بالمدرسة البوعنانية عن النسخة العاشرة من مهرجان فاس للثقافة الصوفية الذي يستمر حتى 21 أكتوبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتأخذ دورة هذه السنة التي تقام تحت شعار “الصوفية في لقاء حكم العالم.. طريق الصوفية بالمغرب نحو الهند”، الحضور إلى سفر في عوالم جغرافية وثقافية ورمزية، عبر فقرات تتوزع بين النقاشات الفكرية والغناء والشعر الصوفي.
وتوقف رئيس المهرجان فوزي الصقلي في حفل افتتاح الدورة الذي حضره والي جهة فاس-مكناس عامل عمالة فاس سعيد زنيبر وعدة شخصيات مغربية وأجنبية ، عند ثراء وغنى التراث الثقافي والفني والروحي للصوفية المتجذرة عبر التاريخ، والتي تشكل جوهر الحضارة الإسلامية.
وقال إن “هذا الكنه الثقافي والروحي للصوفية كان الخيط الناظم بين الديانات التوحيدية الثلاث التي تعايشت في الأندلس لمدة ثمانية قرون، والتي ورثتها منطقة المغرب العربي، لاسيما المملكة”.
ومن جهته، اعتبرت المحامية في المجال الإسلامي كونتري إيرواين أنه “في ظرفية تطغى عليها الفردانية، يظل المغرب بعاصمته العلمية فاس، فضاء روحيا بامتياز ورمزا للانفتاح”.
وتابعت أن الصوفية التي لقيت في المملكة أرضا خصبة، لها من القدرة ما يكفي لتشجيع الثقافة الروحية وإقامة مناطق عبور بين الشعوب والحضارات.
نفس الأفكار رددها الكاتب البريطاني أندريو هارفي الذي شدد على الحاجة الماسة “للانغماس في المصادر العميقة للدين للرد على المخاطر التي باتت تهدد البشرية”.
وحسب المتحدث، فإن الصوفية تحمل “هذا السلام الروحي والتعايش، إنها غذاء روحي ضروري لتخليص الإنسان من واقعه الحالي”، داعيا إلى العودة إلى تراث المتصوفة محيي الدين بن عربي وجلال الدين الرمي والحلاج، لتصفية الروح والابتعاد عن الماديات الطاغية في الوقت الحاضر.
وتغتني دورة هذه السنة بموائد مستديرة بمعدل لقاءين في اليوم الواحد بفضاء المدرسة البوعنانية في قلب المدينة العتيقة بفاس، تبحث في مختلف جوانب التصوف سلوكا ومنهجا وشعرا، يؤطرها باحثون وأكاديميون مغاربة وأجانب.
كما تحتضن حديقة جنان السبيل الأمسيات الفنية وحلقات الذكر بشكل يومي لفرق ومجموعات من المغرب والخارج، على أن تختتم الدورة بسهرة كبرى تقام بفضاء باب الماكينة التاريخي.
التعليقات مغلقة.