حوالي ألف شابة وشاب من مختلف القارات يلتئمون بمراكش في إطار مؤتمر”المستقبل الذي نريد، نموذج المغرب للأمم المتحدة “ – حدث كم

حوالي ألف شابة وشاب من مختلف القارات يلتئمون بمراكش في إطار مؤتمر”المستقبل الذي نريد، نموذج المغرب للأمم المتحدة “

يلتئم بمدينة مراكش حوالي ألف شاب من 83 بلدا من مختلف القارات، في إطار أشغال مؤتمر” المستقبل الذي نريد، نموذج المغرب للأمم المتحدة ” المبادرة العالمية للقادة الشباب، التي انطلقت، امس الجمعة، حول موضوع “الشباب والقيادة من أجل التنمية المستدامة”.

ويهدف هذا المؤتمر، المنظم الى غاية 27 نونبر الجاري، بمبادرة من المجلس العالمي للشباب والدبلوماسية، وهو منظمة غير حكومية تعليمية عالمية يوجد مقرها في نيويورك، بدعم من الأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية، وهي منظمة غير حكومية تابعة لإدارة الأمم المتحدة للاتصال العالمي، وجمعية الأمم المتحدة بالمغرب، إلى إشراك الشباب من جميع ربوع العالم في القرارات التي تتخذ على مستوى الدولة في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة، فضلا عن تركيز المؤتمرين، خلال هذا الملتقى، على أهمية أصوات الشباب من مختلف الآفاق حول فهم وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030، وذلك على جميع مستويات عملية صنع القرار.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى المشاركين، عبر تقنية التناظر المرئي، والتي أثنى من خلاها على اهتمام هؤلاء الشباب المشاركين في المؤتمر بالقضايا الراهنة، التي تتعلق، أساسا، بالأزمة المناخية والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، مؤكدا أن التحديات العالمية تتطلب حلولا عالمية أكثر من أي وقت مضى.

وأبرز السيد غوتيريس أن الأمم المتحدة تعد المنصة العالمية للعمل المشترك، بينما تمثل أهداف التنمية المستدامة خارطة الطريق لتعزيز الكرامة والسلام والازدهار للجميع على كوكب ينعم بالأمن والسلام، مؤكدا أن “أصواتكم ضرورية لتعزيز التفاهم والتسامح وبناء عالم أفضل”. من جهته، أوضح رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد عبد الله شاهد، في كلمة له عبر التقنية ذاتها، أن مشاركة هذه الثلة من الشباب في المؤتمر تكتسي أهمية كبيرة، لكونهم سيتمكنون في الأيام المقبلة من اكتساب القدرات والمهارات الضرورية من أجل المساهمة في التغيير الجوهري الذي يحتاجه العالم بشدة.

وأشار الى أنه خصص مدة رئاسته لاعادة تعزيز العلاقات الكائنة بين منظمة الأمم المتحدة والمجتمع المدني، مشيرا الى أن هذا المؤتمر يندرج في إطار هذا التوجه. أما الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل، السيدة إيمانويلا ديل ري، فثمنت المسار الذي تم اختياره من قبل هؤلاء الشباب لاكتساب المهارات، واصفة هذه المبادرة بأنها “شجاعة”، ومن شأنها العمل على المساهمة بشكل فعال في حل القضايا الهامة التي تواجهها شعوب العالم، كالاستدامة والتنقل وحقوق الإنسان وتغير المناخ وخلق الفرص للأجيال الصاعدة.

ومن جهة أخرى، أبرز المدير التنفيذي للأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية، والأمين العام لجمعية الأمم المتحدة بالمغرب، السيد عبد الرحمان شبيب، في تصريح لقناة”إم 24″ الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤتمر، الذي يعد الأول من نوعه بإفريقيا، يروم تقريب الشباب من مصادر اتخاذ القرار، بالاضافة الى تعزيز كفاءاتهم، مضيفا أن حوالي ألف شاب وشابة من 83 بلدا يشاركون في هذا الملتقى الدولي، الذي يشهد مشاركة افريقية مهمة. وأضاف أن مؤتمر مراكش يروم، بالأساس، إبراز الجهود التي يقوم بها المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتشجيع الشباب على الاهتمام والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرا الى أن المؤتمر، الذي يشارك فيه، أيضا، عدد من السفراء وممثلو مؤسسات وطنية ودولية، يسعى الى وضع الشباب في المقام الأول لمواجهة ومناقشة وتقديم الحلول التي تمثل أصواتهم.

من جانبها أبرزت سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية المعتمدة لدى المملكة المغربية، السيدة جمانة غنيمات، في تصريح مماثل، أن هذه التظاهرة المهمة تعرف مشاركة مئات الشباب من مختلف دول العالم، من أجل البحث عن الأمل والمستقبل، مضيفة أن هذا الملتقى يشكل مناسبة لمناقشة المستقبل الذي يريده هؤلاء الشباب وللأجيال المقبلة، وكيف يكونون جزءا في صناع القرار.

 وأضافت السيدة غنيمات أن الشباب يتحلون بطاقة كبيرة التي ستمكنهم من المشاركة على أمل أن يكونوا فاعلين حقيقيين في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية.

وتميز اليوم الأول للمؤتمر بتنظيم عدة ورشات عمل تناولت مواضيع مختلفة، من بينها “تحديات تحقيق التعليم للجميع”، و”القيادة في الشؤون الدولية .. نموذج المغرب”، و”مكافحة تغير المناخ”، و”تعزيز اندماج العمال المهاجرين”، و”الاستثمار في إفريقيا .. التحديات والفرص”، و”الصحراء المغربية .. الماضي والحاضر والمستقبل”. وفي هذا السياق، قال السيد محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي، وهو أيضا من مؤسسي فرع الأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية في المغرب، وعضو لجنتها العلمية، في تصريح ل”إم 24″، إن “هذا المؤتمر يكتسي أهمية استثنائية لأنه نموذج للربط الطويل الأمد بين الدبلوماسية الأوروبية والدبلوماسية المغربية، وخاصة بخصوص الشباب”، مضيفا أن “هذه المحاولات هدفها الأساسي هو تجسير العلاقات بين الشباب والأجيال السابقة من أجل بناء مستقبل أفضل للدبلوماسية المغربية”.

 وأشار الى أنه “منذ إنشاء هذه المؤسسة والأعمال الخيرة تتوالى في هذا المجال، فهناك تنقل كبير لكثير من الشبان المغاربة الى مقر الأمم المتحدة من أجل التعرف على المؤسسات، ومناقشة القضايا المهمة في المجال الدبلوماسي، حيث يحصلون، بعد هذا التكوين، على شهادات من الأكاديمية الدبلوماسية الايطالية التي تتبنى هذا المشروع، الذي له آفاق مثمرة جدا بالنسبة للمستقبل”. وتطمح المبادرة العالمية للقادة الشباب إلى جمع الأجيال القادمة من الشباب الرائد من جميع أقطار العالم، حيث ستتاح لهم الفرصة لاكتساب خبرة مباشرة في العلاقات الدولية، وكذلك استخلاص حلول ناجعة وقرارات ذات جودة عالية، وتقديمها بعد ذلك للجهات المعنية، كالمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، للنظر فيها.

ح/م

التعليقات مغلقة.