الكاتب الصحفي عبد الحميد جماهري:انتصارات المنتخب الوطني قدمت “صورة بليغة” عن التماسك الوطني – حدث كم

الكاتب الصحفي عبد الحميد جماهري:انتصارات المنتخب الوطني قدمت “صورة بليغة” عن التماسك الوطني

أكد الكاتب الصحفي، عبد الحميد جماهري، أن انتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم في الدور الأول لبطولة كأس العالم – قطر 2022، وما أعقبها من فرح واعتزاز للمغاربة، قدمت صورة بليغة عن التماسك الوطني.
وكتب السيد جماهري، في عمود “كسر الخاطر” لعدد يوم غد الثلاثاء من جريدة (الاتحاد الاشتراكي)، بعنوان “الفرح، الملكية والتماسك الوطني”، أن “الرايات وصور الملك والنشيد الوطني والأهازيج وانبهار العالم بهذا الشعب المسالم الجميل التعددي القادر على إثارة إعجابه، كلها كانت نموذجا بارزا لهذا التماسك الوطني”.
وأوضح أن هذه المناسبات الدولية تكون مناسبة لبروز شعارات هذا التماسك الوطني ورسائله ومضامينه التي تعرض على العالم، وليس فقط في حدود الفضاء الوطني الخاص، مسجلا أنه “عشنا في المغرب حدثا رياضيا حمل إلى العالم محتوى وطنيا يفوق الكرة والخريطة”.
وفي هذا، يضيف كاتب المقال، تصبح الرياضة “شيئا عموميا” مرتبطا بالوطن أكثر من الفريق بحد ذاته، إذ قد تلخصه العبارة التي تحيل على الدفاع عن القميص الوطني، لكنها تفوقه عندما “يشتعل الجسد ضمن رموز ثقافية وروحية عميقة”.
وتابع بالقول “كما قد يتصرف كل المغاربة كمدربين، ليس لأنهم كما اعتقدنا إلى عهد قريب، فضوليون على أمر له مختصوه وخبراؤه، بل لأنهم يعتبرون كلهم بأن من يمثلهم هو جزء من سيادتهم العاطفية الوطنية، وعندما ينظرون إلى الأمر (بنظارات) الوطنية فإنهم يعتبرون أنفسهم معنيين”.
وأبرز الكاتب أن المغاربة “يرفعون الراية الوطنية إلى جانب الصورة الملكية للتعبير عن تماسك وطني في الفرح وفي العناق وفي النشيد…”.
وفي هذا الصدد، لفت السيد جماهري إلى أن الفرح الوطني “عبأ مكونين من مكونات الأمة، هما مغاربة العالم، كقوة ضاربة في الفريق الوطني، كما في التعبير عن السرور المغربي، ومكون الأقاليم الصحراوية، التي انخرطت بنفس الروح والتلقائية السعيدة في التعبير عن التماسك الوطني”.
وأشار إلى أن “بعض الفرق تفرح بدون أن تنتبه إلى نظامها السياسي أو تربط بينه وبين شعورها الوطني”، مبرزا أن “الأمر مختلف كثيرا في المغرب، حيث العاطفة الوطنية لا تكتمل إلا بالعاطفة إزاء الملكية، لأن المغاربة بشهادة التاريخ وشهادة الآخرين يدركون أنها صانعة تماسكهم الوطني في كل اللحظات الجياشة، سواء أكانت فرحة رياضية أو لحظات التحدي الكبيرة”.
وشدد على أن الرياضة اليوم تساهم في بناء سردية وطنية عميقة، تعضد أو تستفيد من السردية الوطنية الكبرى، لافتا إلى أهمية تنبه بعض المفكرين المغاربة، في الظرفية الحالية، إلى هذا التماسك الوطني.
وفي هذا الإطار، استشهد كاتب المقال بأستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، عبد الله ساعف، الذي أكد أن “ما يميز الحالة المغربية بالمقارنة مع كافة البلدان هو هذا الاندماج الوطني القوي، وهو ما يفسر عدم وجود مشاكل في المغرب في ما يخص التعددية اللغوية والتعددية الثقافية، وحتى التعددية السياسية”.
كما أبرز إشادة كاتب الدولة في التجارة والاتصال الأسبق بالأرجنتين، غييرمو مورينو، بـ “دور الملكية في تحقيق التماسك الاجتماعي بالمغرب والحفاظ على الروح المغربية”، مشيرا إلى أن السياسي الأرجنتيني “اعتبر، في السياق ذاته، وهو يخاطب المغاربة من خلال قناة الأخبار (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “في المغرب لديكم ملك، والملك يحرص على أداء مهمة أساسية تتمثل في الحفاظ على التماسك الاجتماعي للشعب المغربي”.
وخلص السيد جماهري إلى القول “إننا نحفظ التماسك الوطني في الملكية التي تعد صمام الأمان، بل الخزان الحضاري لهذا التماسك الوطني الذي يبدع في كل لحظة من اللحظات شكلا مبهرا في التعبير عن نفسه؛ من المسيرة إلى التحديات الديبلوماسية مرورا بتوسيع الإشعاع الحضاري إلى التعبير البسيط عن منافسة رياضية”.

حدث/و.م.ع

التعليقات مغلقة.