خبراء  : المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان، أرضية مثلى للنهوض بالتعايش – حدث كم

خبراء  : المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان، أرضية مثلى للنهوض بالتعايش

أكد عدد من الخبراء المشاركين في فعاليات المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان الذي تستضيفه مدينة مراكش، أهمية هذا اللقاء غير المسبوق كأرضية مثلى للنهوض بقيم السلم والتعايش.

وأكدت مديرة تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، نهال سعد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “مؤتمر مراكش ترسخ بالفعل كمبادرة وحيدة نجحت في جمع البرلمانيين، والقادة الدينيين، وممثلي المجتمع المدني، والخبراء من أجل بحث السبل القمينة بجعل الحوار بين الأديان رافعة للنهوض بالسلم في عالمنا”.

وأبدت السيدة سعد في المقابل، أسفها لكون العالم “يعيش على وقع التقاطب، والتسييس والاستغلال الذي يطال الدين”، مؤكدة أن هذا اللقاء “غير المسبوق” يتقاطع ومهمة تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، والتي ترمي إلى تحسين الفهم والعلاقات بين الأمم والشعوب من ثقافات وديانات شتى، مع العمل على محاربة القوى التي تذكي التقاطب والتطرف.

ونوهت الخبيرة في هذا الاتجاه باختيار المغرب ” الذي يعتبر نموذجا في التعددية الثقافية والدينية لاحتضان هذا المؤتمر”، مستشهدة بالمنتدى العالمي التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي انعقد بفاس السنة الماضية، وشارك فيه أزيد من ألف مشارك موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة.

من جانبها أكدت السيدة فرناندا سان مارتن كاراسكو، مديرة الورشة العالمية للبرلمانيين من أجل حرية الدين أو المعتقد، أهمية هذا المؤتمر من أجل إرساء قنوات الفهم واعتماد أرضية للمناقشات والمبادلات بين كافة الأطراف المعنية بغية النهوض بالسلم والتعايش.

وكشفت مديرة الورشة العالمية للبرلمانيين من أجل حرية الدين أو المعتقد، وهي شبكة غير رسمية من 130 برلمانيا ومشرعا من العالم بأسره الملتزمين بالتصدي للاضطهاد الديني وللنهوض بحرية الدين والمعتقد، أن المؤتمر هو بمثابة خارطة طريق من أجل بناء مجتمعات أكثر سلما واندماجا.

وأبدت السيدة سان مارتن كاراسكو ارتياحها لاختيار المغرب لاحتضان هذا المؤتمر مبرزة أنه “ليس وليد الصدفة. بل كان المغرب دوما مهدا لثقافة التعايش، والتسامح، والسلم”، وأضافت أن “المملكة هي الإطار المواتي لاحتضان هذا الحدث غير المسبوق”.

من جهته، قال رئيس جمعية ميريسم إنترنشال، إنريكي مونتيس بيريز، إن هذا المؤتمر الرفيع المستوى يجمع سياسيين وقادة دينيين بغرض اعتماد سياسات عمومية تتوخى تعزيز الحوار بين الأديان من أجل بناء السلم والتعايش المساعدي ن على انبثاق مجتمعات منسجمة.

وأوضح السيد مونتيس بيريز، “نسلك سويا نفس الدرب من أجل بناء تحالف قوي بين هؤلاء الفاعلين بغية تطوير آليات مستدامة للحوار بين الديانات”، داعيا إلى ضمان ديمومة هذه المبادرة، والتي تنسجم مع أهداف جمعية ميريسم إنترنشال، لاسيما بشأن التعايش في إطار الاحترام وبناء السلم.

ويعرف المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان المنعقد بشراكة مع منظمة أديان من أجل السلام، وبدعم من تحالف الحضارات التابع لمنظمة الأمم المتحدة والرابطة المحمدية للعلماء، مشاركة رؤساء برلمانات وبرلمانيين وقادة دينيين وممثلين عن المجتمع المدني وخبراء للانخراط في حوار بناء وتبادل الممارسات الفضلى لمواجهة القضايا الرئيسية التي تعيق التعايش المستدام.

ويعكس هذا المحفل ذو البعد الدولي الذي يلتئم في المدينة الحمراء رافعا شعار “الحوار بين الأديان : التعاون من أجل مستقبل مشترك”، الأدوار المهمة والمتعددة التي تضطلع بها المؤسسة التشريعية الوطنية ممثلة بمجلسي النواب والمستشارين، والتي تنهل من تاريخ المملكة العريق والحافل بالأحداث والس ير والنماذج المضيئة في مجال التسامح الديني والعيش المشترك.

 

التعليقات مغلقة.