“جديةُ” ملك.. في طيها رسائل مشفرة وقوية لـ”الداخل.. والخارج !” – حدث كم

“جديةُ” ملك.. في طيها رسائل مشفرة وقوية لـ”الداخل.. والخارج !”

“حدث” وان ركز جلالة الملك محمد السادس، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على العرش، على كلمة “الجدية” حيث اعتبرها  حفظه الله  منهجا متكاملا، “تقتضي ربط ممارسة المسؤولية بالمحاسبة، وإشاعة قيم الحكامة والعمل والاستحقاق وتكافؤ الفرص ، وبالجدية يتم تخليق الحياة السياسية والإدارية والقضائية،  من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة “. يقول جلالة الملك.
والتركز في خطاب جلالته على الجدية بمفهومها الواسع، لها عدة دلالات ورسائل مشفرة لبعض المسؤولين الذين اسندت اليهم امانة تسيير شؤون البلاد والعباد، لان جلالته يعلم علم اليقين بان هناك من ينتهز الفرص لقضاء مصالحه الشخصية والعائلية، وتصفية الحسابات مع من لا يسايره في “رغباته
!”، وهذه التصرفات تسيئ الى ما يصبو اليه ملك البلاد لشعبه الوفي، حيث قال:”ان الجدية يجب أن تظل مذهبنا في الحياة والعمل، وأن تشمل جميع المجالات”. وبها  “مكن المغرب من إقامة دولة – أمة، تضرب جذورها في أعماق التاريخ”.

واذا كان العمل الجاد هو الاساس في كل شئ، فان جلالته استدل “بالشباب المغاربة وبالفريق الوطني المغربي في كرة القدم، الذي تسلح بالجد وبروح الوطنية، تمكن من ابهار العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني في كأس العالم ، وقدم أبناؤنا، بشهادة الجميع، وطنيا ودوليا، أجمل صور حب الوطن، والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر والاعتزاز، لدينا ولدى كل مكونات الشعب المغربي “.
وبنفس هذه الروح  ـ يقول جلالة الملك ـ ” كانت وراء قرارنا، بتقديم ملف ترشيح مشترك، مع أصدقائنا في إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي نتطلع ونعمل على أن تكون تاريخية، على جميع المستويات”، مبرزا بان “الترشيح غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم”، مشيرا إلى أن “المغاربة معروفون على الخصوص بالجدية والتفاني في العمل”.

كما نبه جلالته الشعب المغربي، بالقول: “ان ما يعرفه العالم، من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات ، وتداخل العديد من الأزمات، فإننا في أشد الحاجة إلى التشبث بالجدية، بمعناها المغربي الأصيل:
-أولا : في التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك؛

-ثانيا: في التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد؛

-ثالثا: في صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛

-رابعا: في مواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية”

وهذا التنبيه ايضا ، رسالة قوية لبعض المسؤولين الذين اضحو يقولون أي كلام  (…)، دون مراعاة الحدود وخاصة النقطة الاولى التي اشار اليها جلالة الملك.

وعلى مستوى الجوار، والدم، اللذين يجمعان بين  المغرب والجزائر، فقد اكد جلالة الملك وللمرة الثالثة في خطبه على ” ان خدمة الشعوب لا يقتصر فقط على القضايا الداخلية، وإنما نحرص أيضا على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار .
وخلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل
.
وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا
.
ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقي.”
. انتهى كلام جلالة الملك.

وهذا ما “حدث”، وفي انتظار ما يحدث، على” المنافقين” والذين في قلوبهم” مرض!” ان يتعضوا، وان ياخذوا الحكمة من اهلها، فلا يدوم الا الجد والمعقول والتاريخ .

 حدث كم

 

التعليقات مغلقة.