زلزال الحوز.. لو لم يكن الملك؟! – حدث كم

زلزال الحوز.. لو لم يكن الملك؟!

“حدث” ومنذ اعتلاء عرش اسلافه الميامين، ان يطبق جلالة  الملك محمد السادس استراتيجيته في الحكم بخطى ثابتة ، دشنها اولا بكسب قلوب المغاربة جمعاء، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب، حيث تفقد حفظه الله، عبر التراب الوطني، الدواوير، ،البوادي، الحواضر، الجبال، السهول، والصحاري..!. ووقف على كل ما يجري في كل شبر من ارجاء البلاد، حتى اصبح يقال بانه “عرشه” على “السيارة”، من خلال التدشينات لمشاريع مختلفة، حسب احتياجات جميع المناطق ، وما المشاريع الكبرى التي تعد من اكبر المشاريع على مستوى القارة، ،الا دليل على ان لجلالته رؤيا استراتيجية وعبقرية محكمة تقدم هذا الوطن.

وهاهو اليوم ، وكعادة جلالته سباقا في مشاركة شعبه في السراء والضراء، كما حصل في زلزال اقليم الحسيمة سنة 2004، حيث عاد على عجل من زيارته الخاصة خارج ارض الوطن صباح يوم الذي عرف فيه اقليم الحوز والاقاليم المجاورة زلزالا قويا لم يسبق له مثيل في المغرب ، حيث بلغ 7 درجات فما فوق حسب مقياس سلم ريشتر، وفي الساعة الاخيرة من يوم  اﻟﺟﻣﻌﺔ 8 شتنبر،  وعقد جلالته يوم اﻟﺳﺑت 9 ﺷﺗﻧﺑر 2023 ، رفقة ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻣو اﻟﻣﻠﻛﻲ وﻟﻲ اﻟﻌﮭد اﻷﻣﯾر ﻣوﻻي اﻟﺣﺳن جلسة عمل  ﺑﺎﻟﻘﺻر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑﺎﻟرﺑﺎط، حضرها كل من : رئيس الحكومة ووزير الداخليةﻋﺑد اﻟواﻓﻲ ﻟﻔﺗﯾت ، ﺧﺎﻟد آﯾت اﻟطﺎﻟب وزﯾر اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، اﻟﻔرﯾق أول ﻣﺣﻣد ﺑرﯾظ اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻗﺎﺋد اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ، اﻟﻔرﯾق أول ﻣﺣﻣد هرﻣو، ﻗﺎﺋد اﻟدرك اﻟﻣﻠﻛﻲ، اﻟطﺑﯾب اﻟﻠواء ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎر، ﻣﻔﺗش ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، اﻟﻌﻣﯾد إﺣﺳﺎن ﻟطﻔﻲ اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ، ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﺣﻣوﺷﻲ، اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣن اﻟوطﻧﻲ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ، وﻣﺣﻣد اﻷزﻣﻲ، ﻣﻧﺳق ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن، ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ الذي يعيشه سكان المناطق المتضررة من  اﻟزﻟزال اﻟذي ﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ  ومادية كبيرة ﻓﻲ العديد من الاقاليم المجاورة.
وقد اﺳﺗﻌرض اﻟﻣﺳؤوﻟون اﻟﺣﺎﺿرون ، ﺑﯾن ﯾدي ﺻﺎﺣب اﻟﺟﻼﻟﺔ، ﺣﻔظه ﷲ، آﺧر اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻌﻣﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﯾم اﻟﻣﺗﺿررة، وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻌض اﻟمناطق اﻟﺗﻲ ﺗﻌذر اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ﻟﯾﻼ، واﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟوﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋم ﺑﮭﺎ، وذلك للشروع ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﻘﺎذ إﻻ عند مطلع النهار
.
وفي هذا الاطار اعطى جلالته تعليماته السامية لاتخاذ عدة اجراءات اولية واستعجالية منها:

– ﺗﻌزﯾز اﻟوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ ﻣن أﺟل ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ وإﺟﻼء اﻟﺟرﺣﻰ،
– ﺗزوﯾد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب،

– ﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن،

– اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
:
– اﻹﺣداث اﻟﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﯾن وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل
.
– اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ، ﺧﺻوﺻﺎ اﻟﯾﺗﺎﻣﻰ واﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ھﺷﺔ
.
– التكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال، لاسيما في ما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية
.
– ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﮭدف اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻔوري ﻟﻸﻧﺷطﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ
.
– ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب ﺑﮭدف ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
.
– اﻟﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن، ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻣﻛوﻧﺎﺗﮭﺎ، ﻣن أﺟل ﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم وﻣواﻛﺑﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة
.
– تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية (أدوية، خيام، أسرة، مواد غذائية ..) على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة كل أشكال الكوارث

كما اعلن حفظه الله عن ﺣداد وطﻧﻲ ﻟﻣدة ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم، ﻣﻊ ﺗﻧﻛﯾس اﻷﻋﻼم اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓوق ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ، اضافة الى اعطاء جلالة الملك  اميرالمؤمنين اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟوزﯾر اﻷوﻗﺎف واﻟﺷؤون اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻐﺎﺋب، ﺑﻣﺟﻣوع ﻣﺳﺎﺟد اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺗرﺣﻣﺎ ﻋﻠﻰ أرواح ﺿﺣﺎﯾﺎ ھذه اﻟﻛﺎرﺛﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
.
وأﻋرب ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻣﻠك، أﯾﺿﺎ، ﻋن ﺧﺎﻟص ﺗﺷﻛرات اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺷﻘﯾﻘﺔ واﻟﺻدﯾﻘﺔ، اﻟﺗﻲ ﻋﺑرت ﻋن ﺗﺿﺎﻣﻧﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺷﻌب اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟظرف، واﻟﺗﻲ ﻋﺑرت اﻟﻌدﯾد ﻣﻧﮭﺎ ﻋن اﺳﺗﻌدادھﺎ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ھذه اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ
.

ولتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، والذي كان موضوع تعليمات ملكية خلال جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك يوم 9 شتنبر 2023، ترأس مرة اخرى جلالته،  يوم 14 شتنبر 2023 بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل ثانية  لوضع آخر اللمسات لتعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، خصوصا من أجل اتخاذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة من هذه الكارثة الطبيعية ذات الآثار غير المسبوقة، وذلك في أقرب الآجال، ومن خلال ببرامج تم تقديمها بين يدي جلالة الملك والتي تم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها بتعليمات ملكية سامية، همت حوالي 50 ألف مسكن انهارت كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة، اضافة الى برنامج استعجالي للإيواء المؤقت في عين المكان وفضاءات استقبال مهيأة تتوفر على كل المرافق الضرورية، مع منح مساعدة استعجالية بقيمة 30000 درهم للأسر المعنية ، والتكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا بدون موارد.

كما اعطى جلالته التعليمات للسلطات المختصة لتقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
وقد استدعي الى اجتماع العمل الثاني ،رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش، ومستشار صاحب الجلالة السيد فؤاد عالي الهمة، ووزير الداخلية السيد عبد الوافي لفتيت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق، ووزيرة الاقتصاد والمالية السيدة نادية فتاح، ووزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، والوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية السيد فوزي لقجع، والفريق أول محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية
.

وثالث مبادراته السامية على هامش هذا الحدث الاليم، هي زيارته لمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش لتفقد الحالة الصحية للمصابين ضحايا الزلزال، حيث زار مصلحتي الإنعاش والاستشفاء مستفسرا جلالته عن الوضع الصحي للمصابين وكذا عن الخدمات المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية المعبأة لضحايا الكارثة الطبيعية الكبرى.
وفي الاخير تفضل صاحب الجلالة فتبرع بالدم، وهي التفاتة كريمة تجسد العناية الملكية السامية وتعبر عن تضامن جلالته الكامل وعطفه على الضحايا والعائلات المكلومة، وبعدها ساهم في الصندوق المخصص لاعادة الاعمار بمبلغ مليار درهم، أي “100 مليار سنتيم”.

وهذه العناية الملكية اعطت زخما وقوة لجميع المغاربة، في الداخل والخارج ليساهموا بكل ما اوتي لهم من مال وكل ما تتطلبه الحياة، لمساعدة اخوانهم المتضررين من الزلزال الذي يعد الاول من نوعه من حيث قوة الهزة الارضية، وما نتج عنه من خسائر في الارواح والممتلكات، وبعده اكادير والحسيمة.

وبتلاحم هذا الشعب الوفي مع الملك، واخوانهم في وسط المغرب، اعطى للعالم درسا يكتب بمداد الفخر والاعتزاز في تاربخ المغاربة، كما كتب عن المسيرة الخضراء، وتحديات اخرى لا يمكن سردها في هذا الركن، وبدوري اومن بان “من لا يعرف المغاربة .. لا يعرف المغرب”، ومن لا يرى مكانته دوليا في القرن 21 لا يعرف عبقرية وحكمة واستراتيجية جلالة الملك محمد السادس في رعاية هذه الامة بعد الله.

وهذا ما حدث، وفي انتظار ما سيحدث، اتمنى ان يكون هذا درسا وعبرة لمن لا يعتبر، والرحمة والمغفرة لشهداء الزلزال، والشفاء العاجل للمصابين.

 

التعليقات مغلقة.