زمن المطارق .. نصيب منها تصيب حماس.. واسرائيل.. ! – حدث كم

زمن المطارق .. نصيب منها تصيب حماس.. واسرائيل.. !

يوم آخر يضاف إلى المجزرة الإسرائيلية ضد غزة.. وتقول صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، في مقال للدبلوماسي الإسرائيلي ألن بينكاس، الخطأ يعود إلى نتنياهو، لأنه أضعف فريق المستشارين العسكريين، من حوله بسبب مصالحه السياسية..

صحف أخرى إسرائيلية، ذهبت أبعد من ذلك، وطالبت بإقالة نتانياهو.. فالرجل أحاط حكومته الترقيعية بأحزاب يمينية متطرفة، وما وقع لإسرائيل هو نتيجة لاختراقاتهم للأقصى، وللقتل الممنهج الذين يقومون به في أكثر من مكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة..  

فيما ذهبت صحف أخرى إلى القول، إن ما وقع في إسرائيل، يعود إلى وجود خيانة، إما من جهة العسكر الإسرائيلي، أو المخابرات الإسرائيلية أو جهات أخرى مع حماس..

 صحيفة “معارف” الإسرائيلية، كتبت، “إنهم باعوا إسرائيل..”، لكن المد الإعلامي ضد الشعب الفلسطيني،يقول بصريح العبارة، إن هجوم حماس على إسرائيل، دفع نتنياهو إلى خلع سرواله.. لكن واقع الحرب في إسرائيل، وردود فعلها الهمجية في غزة، تؤكد أن الجيش الإسرائيلي شوهد عاريا بدون سراويل.. وحتى بدون ملابسه الداخلية.. وإلى حدود هذه الساعة، ما زال نتنياهو يبحث عن سراويل ثانية، وعن ضمادات أخرى لجرحاه من الجنود، وعن مبررات دراماتيكية لقتل الضحايا الإسرائيليين، وقد يتجاوز عددهم الألف قتيل..

وعلى طريقة التعاطي مع ضربات الزلازل، وليس هزائم الحرب، راح نتنياهو ينتزع من الأحزاب المشكلة لحكومته، القبول بتشكيل “حكومة طوارئ قومية للحرب”.. ضدا على، انتقادات بن غانس زعيم المعارضة الإسرائيلية، وأيضا للجم انتقادات أحزاب اليمين المتطرف، الدين يطالبونه بالرد الدموي والوحشي على غزة، دون استشارة مسبقة من رؤساء الدول الغربية..

زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، رد على نتنياهو، ” قم بما شئت، لأن الوقت لا يسمح لمناقشتكم، فالشعب الإسرائيلي، يستمع في هذا الوقت للناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي..”، وهذا ما تقوله أحزاب أخرى يمينية متطرفة..

 والحال أن نتنياهو يسعى فقط لضمان إجماع سياسي وحزبي للحرب الهمجية التي بدأ تدشينها في غزة، وفي مواقع أخرى فلسطينية، وقد يؤدي ذلك إلى قتل الأسرى الإسرائيليين، وانتزاعه حكومة قومية للحرب، هي بمثابة صك على بياض، من كل الأحزاب السياسية الإسرائيلية، لإعلان الحرب الشاملة على الفلسطينيين، حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين..

ولأن “.. كل ما يقوم به نتنياهو يأتي متأخرا وعلى ظهر السلحفاة”، والكلام لإيتمار بن غفير، في تصريح لقناة تلفزية إسرائيلية، الذي انتهى إلى القول أن” العنف والقوة أهم من العدالة السياسية والإنسانية في غزة”.. لا، بل هناك أكثر من محلل سياسي إسرائيلي، يصرخ، ” إن دولة إسرائيل أصبحت أمام الفلسطينيين، أصغر من كيان.. لم تعد قوة إقليمية، إن وجودها على المحك، مسألة وجود وبقاء، فإما أن تكون أو أن لا تكون.”..

 وطبعا فإن إسرائيل لن تزول، فهناك القوى الغربية، التي ستعيد لها سلامتها، وستدق لها الأوتاد ثانية، ستحميها وستلوذ عنها، ولن تبقي من يهددها، أو يضمر لها الزوال والاختفاء..

وإلا كيف نفسر السرعة القصوى التي استجابت لها أمريكا وغير أميركا، بمد نتنياهو بالسلاح والمال، والبوارج البحرية الأمريكية وطائرات “اف ـ 35″، التي وصلت إلى سواحل غزة، إضافة إلى التسويق الإعلامي الكبير والخارق لمشاهد القتلى والضحايا الإسرائيليين..

والمعنى السياسي لذلك، أن أمريكا لن تتخلى عن إسرائيل، ولن تسمح ببطر يدها اليمنى في المنطقة، فإسرائيل تعد قوة انتذاب سياسي وعسكري لواشنطن في الشرق الأوسط.. وعليها أن تبقى على هذا الدور الاستراتيجي، الآن وغدا.. لا، بل إن المسألة أبلغ لأميركا من حربها في أوكرانيا ضد روسيا..

هناك، أميركيا تدير حربها بالتقسيط، وتبيع أسلحتها بأضعاف ثمنها، ما دامت أوكرانيا هي من سيؤدى الثمن، سواء اليوم أو بعد سنوات.. لكن في إسرائيل، ستكون مضطرة لمضاعفة مساعداتها المالية السنوية لإسرائيل والبالغة ثلاثة ونصف مليار دولار سنويا، لن يتم استعادتها، لكن هناك إجماع من الكونغرس الأمريكي على مد إسرائيل بها، درءا لضياعها واختفائها، أمام استفاقة وضراوة الشعب الفلسطيني.. وتحديدا أمام الجبهة الفلسطينية التي لم تشخ ولم تمت بعد قرابة قرن من الصراع مع إسرائيل.. خلافا لكل الجبهات العسكرية التي رعتها أمريكا، في العديد من المناطق ودول العالم، على امتداد القرن الماضي، والتي تختفي سريعا وبدون رجعة..

أمريكا خائفة من كسر شوكة إسرائيل، درعها العسكري الواقي في المنطقة.. وإسرائيل خائفة بعد فشل

المشروع التلمودي لتحقيق “إسرائيل الكبرى”، الذي طالما شكل برنامج عمل الحكومات 37 الإسرائيلية.. والدول الغربية خائفة أيضا، لأن كل تلكؤ أو تأخير في الإجهاز على الشعب الفلسطيني، سيؤدي إلى اتساع رقعة الحرب، التي ستأتي على إسرائيل، وسيصل شياطها إلى الكثير من الأنظمة العربية في المنطقة.. إضافة إلى خوف إيران، التي تحاول أن تبقي على الصراع في حدود التغلب عليه، وعلى مقاس حاجياتها ومصالحها السياسية في المنطقة..

وعلى الجميع أن يكتفي، بمشهد الجنود الإسرائيليون، وهم يخلعون ملابسهم الداخلية أمام الكاميرات.. المشهد مريب، ويشكل نقطة ضعف القوى الغربية، وليس إسرائيل فقط، لكن يمكن معالجة ذلك بضربة قاتلة للشعب الفلسطيني.. لأن إفناء الشعب الفلسطيني، أقل خسارة بالنسبة لهم من ضياع كل المنطقة..

يقول ايتمار بن غفير، الفلسطينيون أعلنوا القيامة من جانب واحد.. إسرائيل ستضعهم أمام يوم الحساب..

سؤال دراماتيكي ماكر، ينم عن مجازر حرب مقبلة ضد الشعب الفلسطيني.. سؤال وجودي دموي متطرف.. تحيا به إسرائيل.. يحقق مجازر ضد الشعب الفلسطيني.. أو يذهب بكل المنطقة إلى الجحيم ..

مصطفى الزارعي

 

 

التعليقات مغلقة.