جمعيات من أمزميز تدق ناقوس الخطر : الأطفال ضحايا الزلزال في حاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية النفسية – حدث كم

جمعيات من أمزميز تدق ناقوس الخطر : الأطفال ضحايا الزلزال في حاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية النفسية

د. خديجة الكور فاعلة جمعوية: عبرت عدة جمعيات من أمزميز بمناسبة اللقاء التواصلي حول موضوع : “المجتمع المدني وتدبير تداعيات زلزال الأطلس : الواقع والآفاق” الذي نظمه ائتلاف اليوسفية للتنمية  وفعاليات جمعوية وطنية من الرباط بتعاون وتنسيق مع جماعات دائرة وباشوية أمزميز الكبير يوم السبت 28 أكتوبر 2023 بقاعة الاجتماعات بجماعة سيدي بدهاج، إقليم الحوز عن قلقها من بعض مظاهر الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تظهر ويتزايد عددها باستمرار خاصة لدى الأطفال والشباب والتي تتمثل في اضطرابات في النوم والتغذية والشعور بالخوف وعدم التركيز والعصبية الزائدة مما قد يؤثر سلبا على سير دراستهم واندماجهم في المجتمع لاحقا.

كما أثارت عدد من الفعاليات الجمعوية الانتباه إلى ظهور بعض سلوكات العنف لدى بعض الشباب وتعاطي الخمر والمخدرات ومظاهر التصدع الأسري في بعض مخيمات المنكوبين.

وبعد التنويه بمبادرات الدعم النفسي التي قامت بها المديرية الإقليمية للصحة وبعض الجمعيات والأطباء المختصون خاصة لفائدة الأطفال، طالبت الجمعيات بالإسراع إلى تكثيف الجهود بين مختلف الفاعلين واتخاد المبادرات الضرورية لمحاصرة مختلف أشكال التصدع النفسي والسلوكي والاجتماعي لكسب رهانات التأهيل والإعمار والتنمية.

كما طالبت الجمعيات بالقيام بمبادرات لتقوية قدراتهم في مجالات تقديم الرعاية والدعم النفسي الأولي خاصة لفائدة الأطفال الذي تقوم به اليوم بشكل تلقائي ودون دراية مسبقة بالطرق والوسائل الضرورية لتنظيم الإصغاء لآلام المنكوبين ومواساتهم.

وتجاوبا مع هذا النداء، نعتقد أنه لابد من مزيد من التعبئة من طرف مختلف القطاعات الوزارية المعنية، والمنظمات الدولية ذات الصلة بالصحة العقلية  والنفسية والأطباء المختصين في الأمراض العقلية والنفسية وجمعيات الأطباء النفسانيين و مؤسسات التعاون الوطني وفيدرالية الصحة العقلية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن والوحدات الطبية المتنقلة لضمان الرعاية والمصاحبة النفسية على المديين القريب والمتوسط لضحايا الزلزال بمختلف شرائحهم وفئاتهم (أطفال المدارس، الشباب وخاصة الذين تم نقلهم إلى الداخليات لمواصلة دراستهم بعيدا عن أسرهم، واليتامى المتكفل بهم وذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل وغيرهم).

كما ندعو وزارة التربية الوطنية والرياضة إلى إحداث خلايا لليقظة والتتبع النفسي بالمدارس ووضع برامج لتكوين المعلمين والأساتذة وتحسيسهم في مجال الرعاية النفسية، ووضع برامج لمحاصرة ظاهرة الهدر المدرسي والعنف الأسري وتعاطي المخدرات والوقاية من ظاهرة الانتحار.

كما يتوجب على الفاعلين العاملين في المجال الاجتماعي اتخاذ المبادرات التي تمكن من خلق فضاءات وآليات ومناسبات لتنظيم الإنصات لضحايا الزلزال للتعبير عن آلامهم ودعم إعادة إحياء العلاقات الاجتماعية بين المنكوبين والعودة إلى الحياة العادية وتوظيف كافة الوسائل (الرياضة، الثقافة والفن، اللعب) التي تساهم في إعطاء معنى إيجابي للحياة وإعادة الثقة في النفس وتجاوز الخوف والمصالحة مع المجال الذي أصبح يشكل مصدرا  للرعب.

إن أكبر رهان لبرنامج تأهيل وإعادة إعمار المناطق المنكوبة يتمثل في ترميم جروح الإنسان، وإعادة بناءه بما يضمن انخراطه مجددا في فعل التنمية  ويعزز ثقته في الحاضر والمستقبل.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.