حزب “البام” بين “التراكتور” نموذج 2008.. و “التريبورتور” 2024 ..! – حدث كم

حزب “البام” بين “التراكتور” نموذج 2008.. و “التريبورتور” 2024 ..!

حدث وان نزل السيد فؤاد عالي الهمة من كرسي الوزير المنتدب في الداخلية الى الساحة السياسية ، أسابيع قبل انتخابات 2007  المتعلقة بمجلس النواب، لمحاولة ارجاع الثقة للمواطنين في السياسة والسياسيين، بعدما أشارت الدراسات المنجزة إلى أن نسبة العزوف  ستفوق 70 في المائة ، ولم تنفع معهم حملة “عيوش 2007 دابا”، حيث خاض غمار الانتخابات على مستوى اقليم الرحامنة، حيث حصد لائحة باكملها 3 مقاعد على راسها فؤاد عالي الهمة، رفقة فتيحة العيادي، وحميد نرجيس.

وللدخول الى البرلمان خلال الدورة التشريعية 2007،”جمع محصول ” خمسة احزاب من خلال اجتماعات ماراطونية باحد النوادي بسلا، مع زعمائها ، وعرابي المشروع ، منهم عبد الله القادري، نجيب الوزاني، احمد العلمي، علي بلحاج، ومحمد بنحمو، فيما تم التخلي عن شكير اشهبار وعبد الله ازماني، فتم التوافق على تشكيل فريق برلماني مشترك يتكون من 36 مقعدا في مجلس النواب، برئاسة البروفسور نجيب الوزاني تحت اسم”الاصالة والمعاصرة” بدون رمز، والمنسق العام حسن بنعدي قبل المؤتمر التأسيسي، بعدما تم التخلي عن عبد الله القادري الذي كان مرشحا للرئاسة، وبعدها التجأ الى القضاء وهذه قصة اخرى.

وبعد الدخول البرلماني، في اكتوبر 2007 تم تأسيس”حركة لكل الديمقراطيين” يوم17 يناير 2008، شعارها …الايمان بالثوابت الوطنية المغربية مرجعا، وتنتصر للقيم الديمقراطية منهجا، وتعتز بمقومات الهوية الوطنية،  برئاسة احمد اخشيشن، وفي عضويتها فؤاد عالي الهمة، عزيز اخنوش، رشيد الطالبي العلمي، محمد الشيخ بيد الله ، حسن بنعدي،محمد الكحص، صلاح الوديع، و 12 عضوا بناطق رسمي البشير الزناكي، ولا يمكن ان تصير حزبا ، حسب “المؤسس

ويوم 20 فبراير2009 ،  تقرر عقد مؤتمر تاسيسي لحزب الاصالة والمعاصرة”القانوني”، أُختير له من الرموز الجرار، في اشارة الى انه  قادر على الحرث في القرى والحواضر، في الجبال والانهار، ليحصد في الاخير الاخضر واليابس في الانتخابات الجماعية لسنة 2009، ويحتل المرتبة الاولى على مستوى الجماعات الترابية، اضافة الى رئاسة مجلس المستشارين ليصبح”غولا حقيقيا ” وقوة ضاربة في السياسة ، يخيف جميع الاحزاب السياسية العريقة والتقليدية ،وخاصة منهم حزب العدالة والتنمية.

و اختيار “الجرار” رمزًا ليس عبثا او شيئ من هذا القبيل، بل هو رمز القوة لازاحة كل ما يمكن ان يعرقل طريقه للوصول الى المراتب الاولى في الانتخابات  التشريعية التي كانت مقررة سنة 2012، لكن تلك السنة لسوء الحظ او الصدف، الحزب تأسس في يوم 20 فبراير 2009 ، و ووجه بطوفان حركة 20 فبراير 2011  دحرجتة الى الوراء شيئا ما،  وخاض انتخابات سابقة لاوانها طبقا لدستور 2011 و دحنبر2011 تحت يافظة “ج 8” للخروج من الموجة الى بر الامان، فاستطاع ان يتخطى العقبات  ويفوز بالمرتبة الرابعة ليتربع على كرسي المعارضة في مجلس النواب.

فاسترجع القوة مرة اخرى ليخوض الانتخابات الجماعية 2015 والبرلمانية 2016، ليحصد مقاعد الجماعات، والبرلمان حيث تصدر المرتبة الثانية في مجلس النواب، واختار المعارضة لحكومة سعد الدين العثماني، بعدما تمكن رفقة ثلاثة احزاب من فرملة عبد الاله ابن كيران وازاحته من رئاسة الحكومة بعد 6 اشهر من “البلوكاج الحكومي“.

وفي انتحابات 2021 حافظ على نفس المرتبة بقيادة عبد اللطيف وهبي، الذي خلق الجدل قبل الاصطفاف في التحالف الثلاثي برئاسة عزيز اخنوش، واصبح “بارشوكا” لرئيس الحكومة، الذي كان ينتقده بشدة قبل تربعه على كرسي وزارة العدل ، ويحسب له الف حساب، في ظل ارتكان نزار بركة بعيدا عن البوليميك السياسي .

لكن مرة اخرى تزامن عقد المؤتمر الخامس، مع “موجة اسكوبار الصحراء” التي اغرقت قياديين بارزين في “وحله” وادى بهما الى عكاشة في انتظار المحاكمة، الامر الذي اربك الحزب، والمؤتمر الذي نتج عنه ازاحة وهبي و “الجرار” معا..  واستبدالهما بـ”تريبورتور” أي الدراجة النارية بثلاث عجلات، وقيادة جماعية “ثلاثية” تتكون من اطر بارزة على راسهم المرأة الحديدية فاطمة الزهراء المنصوري كمنسقة عامة، والرأي هنا ليس تنقيصا من “القيادة” بالزمر..  بل مقارنة  بـ”القوة” !

والسؤال المطروح لدى المتتبعين لشان “البام” : هل استبدال “الجرار” بـ”التريبورتور” أي الامانة العامة بالقيادة “الثلاثية”، ارتباك في الاستعداد للمؤتمر في ظل “الموجة” التي ضربت الحزب بدون سابق اشعار، ام “تاكتيك” سياسي “لاخراج الشعرة من العجينة” كما يقال، الى ان تتضح الرؤيا كما حصل في انتخابات 2011 والاستعداد بطريقة مغايرة لانتختابات 2026؟.

في انتظار ذلك يبقى الرابح الاكبر هو حزب الحمامة، التي كانت تحشى من ان يدوسها الجرار في أي وقت أو حين؟

التعليقات مغلقة.