الصويرة وجهة متميزة تواصل انتعاشتها في المجال السياحي رغم بعض الصعوبات – حدث كم

الصويرة وجهة متميزة تواصل انتعاشتها في المجال السياحي رغم بعض الصعوبات

سمير لطفي: تواصل مدينة الصويرة، ومنذ سنوات، بفضل ما تزخر به من مؤهلات متنوعة سياحية وثقافية وتاريخية، انتعاشتها في المجال السياحي في سبيل ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية متميزة على الرغم من بعض الصعوبات التي تعيق هذه الدينامية.
ورغم الجهد الكبير الذي تم بذله لتمكين مدينة الرياح من مواصلة جذب الاعتراف العالمي بجمالها وأصالتها على غرار التصنيف الأخير للمدينة من قبل المجلة الأسترالية للأسفار “لونلي بلانيت” ضمن العشر الوجهات السياحية يفضل زيارتها سنة 2018 ، يظل التحدي متجليا في ضمان استمرارية هذه الدينامية خلال السنوات المقبلة وتجاوز بعض المشاكل للنهوض والرقي بالقطاع السياحي.
وحسب عدد من الفاعلين الجمعويين والمتتبعين للشأن المحلي، فإن بعض الصعوبات ذات الطابع الخارجي ترتبط بالظرفية العالمية الصعبة وتراجع بعض الأسواق المصدرة للسياح، وكذا المنافسة القوية من قبل بعض الوجهات الأخرى التي ترتكز سياستها التسويقية على تنويع العرض السياحي مع التشديد على الربط بين السعر والجودة.
وأكدوا أن القطاع السياحي يشكل قطب الرحى في الاقتصاد المحلي، حيث أن العديد من العائلات تعيش منه، مما يتطلب التعبئة من خلال اعتماد مقاربة تشاورية بغية محاربة بعض الممارسات التي تعيق تطور هذا المجال من قبيل القطاع غير المهيكل.
كما يتعين، حسب هؤلاء، ايلاء أهمية خاصة لتنويع العرض السياحي من خلال الإبداع لتطوير منتجات ملائمة وجذابة وتستجيب لتحديين متمثلين في ضرورة حماية الطابع التاريخي والأصيل للمدينة، وإبراز قيم الحداثة والانفتاح التي تميز هذه المدينة المغربية الساحلية.
ويقتضي الأمر، كذلك، بذل جهد إضافي لتعزيز ربط المدينة على المستوى العالمي بفتح خطوط جوية جديدة، وكذا على المستوى الوطني من خلال السهر على ربط المدينة بشبكة الطرق السيارة والسكك الحديدية الوطنية.
وسجلوا أن المدينة تعاني من عجز في التواصل الداخلي والترويج لها على الرغم من الجهود المبذولة في هذا السياق، مما يطرح ضرورة السهر على إعادة تنظيم القطاع السياحي عبر إيلاء مزيد من الأهمية للسياحة الايكولوجية والنهوض ب”علامة الصويرة” لجعل المدينة وجهة للإقامة الطويلة وليس فقط محطة للتوقف مبرمجة في إطار المدارات السياحية.
وتحظى مدينة الصويرة بمكانة متميزة ضمن قائمة الوجهات العالمية بفضل شهرتها وإشعاعها الكوني والدولي وطابعها الثقافي من خلال احتضانها لسلسلة من المهرجانات الكبرى وذلك بفضل انخراط جمعية الصويرة موغادور عبر برمجة شهرية لأنشطة منتقاة بعناية لتنشيط المدينة والمساهمة في النهوض بها والترويج لها.
كما يتعلق الأمر، بالعمل على تزويد المدينة بتجهيزات للترفيه، وتوفير تكوين جيد للعاملين بالقطاع لكون مدينة الصويرة في حاجة لمنتوج سياحي فريد من نوعه متكامل وجذاب يتسم بطابع التميز على المستوى الجهوي وكفيل باستقطاب مزيد من السياح.

وبعيدا عن هذه النواقص تشكل مدينة الصويرة فضاء للحميمية والانفتاح من خلال تمازج ناجح بين “الثقافة والبحر. 
وتتميز هذه المدينة الساحلية بغنى عمراني متميز وتنوع عقائدي وحضاري وثقافي متفرد ومناخ متسم بهبوب رياح على نحو شبه مستمر يغري عشاق الرياضات البحرية.
ويساهم ربط هذه المدينة بمراكش الوجهة السياحية العالمية، عبر الطريق السريع عبر شيشاوة وافتتاح العديد من الخطوط الجوية تصل الصويرة بمدن أوربية كبري كان آخرها الخط الجوي الرابط بين الصويرة ومدينة ليون، وافتتاح مؤخرا خط جوي بين الدار البيضاء والصويرة، للرفع من جاذبية هذه الوجهة الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي.
وعلى مستوى احتضان الأحداث والتظاهرات، أضحت الصويرة فضاء متميزا للقاء بين نجوم الثقافة والفن والموسيقى والأدب من خلال احتضانها للعديد من المهرجانات المرموقة العالمية من قبيل مهرجان كناوة وموسيقى العالم ومهرجان أندلسيات أطلسية ومهرجان ليالي التصوير الفوتوغرافي بالصويرة ومهرجان “الجاز تحت الأركان” وربيع موسيقى الأليزي.
كما تعززت هذه الإرادة في ضمان جعل مدينة الصويرة ضمن الوجهات السياحية المتميزة بإطلاق سنة 2009 للعديد من المشاريع المهيكلة من أجل تثمين التراث الثقافي والمعماري.
من جانب آخر، قامت السلطات العمومية بمجهود كبير من أجل تطوير بنية تحتية سياحية للاستقبال والإيواء حديثة، فضلا عن التأهيل الحضري للمدينة (إحداث فضاءات خضراء وتعزيز الإنارة العمومية). 
وبلغة الأرقام، فقد انتقل عدد مؤسسات الإيواء المصنفة من 48 وحدة سنة 2010 إلى 140 وحدة سنة 2017 بمعدل 191 في المائة، وينطبق الأمر على المطاعم المصنفة التي انتقلت من 8 سنة 2010 إلى 24 سنة 2017 (200 في المائة)، وفق إحصائيات للمديرية الإقليمية للسياحية بالصويرة. 
وبخصوص وكالات الأسفار المتواجدة بالمدينة، فتبلغ ثلاث وكالات حاليا في الوقت الذي لم تكن تتوفر فيه المدينة على أية وكالة سنة 2010، كما تجاوز عدد وكالات النقل السياحي 11 سنة 2010، ليصل إلى 22 وكالة سنة 2017 (100 قي المائة).
أما بالنسبة للمرشدين السياحيين فانتقل العدد من 22 مهنيا سنة 2010 إلى 29 سنة 2017 (32 في المائة).
وتضم مدينة الصويرة ثلاث وحدات فندقية من صنف خمسة نجوم بطاقة استيعابية تقدر ب952 سريرا (88ر15 في المائة) وفندقين من صنف نجمتين بأربعمائة سرير وفندقين من صنف ثلاث نجوم بحوالي 386 سريرا وخمسة فنادق من صنف نجمتين ب292 سريرا و37 فندقا من صنف نجمة واحدة (1074 سريرا).
وحسب ذات المصدر، تتوفر الصويرة على 69 دارا للضيافة (1779 سريرا) و7 إقامات فندقية (316 سريرا) وثلاث مآوي (73 سريرا) ومخيمين (561 سريرا) إلى جانب وحدات أخرى للإيواء بطاقة استيعابية إجمالية تقدر ب 5993 سريرا.
وتأتي دور الضيافة في المقدمة ب30 في المائة متبوعة بالخصوص بالفنادق من صنف نجمة واحدة ب18 في المائة والفنادق من صنف خمسة نجوم ب16 في المائة والمخيمات ب9 في المائة والفنادق من صنف أربع نجوم ب7 في للمائة.
وعرفت الطاقة الاستيعابية على مستوى الصويرة ارتفاعا منذ 2001 بتسجيل نمو جد مهم خلال الفترة الممتدة ما بين 2010 و2016 انتقلت من 4577 سريرا إلى 5993 سرير بزيادة 120 في المائة.
وخلال الأشهر العشر الأولى من السنة الجارية سجلت الصويرة ارتفاعا بنسبة زائد 9 في المائة في عدد ليالي المبيت المصرح بها مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016 وارتفاعا بنسبة 11 في المائة في عدد السياح الوافدين على المدينة. 
وسجل شهر نونبر الماضي لوحده ارتفاعا بنسبة 29 في المائة في ليالي المبيت و34 في المائة في عدد السياح الوافدين مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. 
ومن خلال كل هذه المعطيات يتجسد بالملموس أن الصويرة تتوفر على امكانات هائلة تتيح لها تحقيق مزيد من المنجزات الهامة في المستقبل ، وتسريع وتيرة المنجزات وخاصة من خلال التركيز أكثر على التواصل والترويج الجيد لهذه الوجهة.

ح/م

التعليقات مغلقة.