أكد مدير المخطط الأزرق التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة روبان ديغرون أن المغرب ، المنخرط بشكل كامل في جهود حماية البيئة تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يعد نموذجا للانتقال البيئي في المنطقة المتوسطية.
وقال السيد ديغرون، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ورشة حول الاقتصاد الدائري من تنظيم جمعية ” أفريكا 21 ” ، والتي تختتم فعالياتها اليوم الخميس بالعاصمة تونس، “بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تم قطع أشواط مهمة في مجال الانتقال البيئي مما سمح ببلورة سياسات بعيدة المدى مكنت من جعل المغرب نمودجا حقيقيا” في هذا المجال بالمنطقة .
وفي معرض إبرازه للجهود التي تبذلها المملكة من خلال مبادرات طموحة لرفع تحديات بيئية كالاجهاد المائي، والتغيرات المناخية، وتآكل السواحل، أكد مدير المخطط الأزرق أن “المغرب شريك موثوق للمخطط الأزرق يسير قدما على طريق الانتقال البيئي، ويمثل حالة مهمة تستحق التأمل في المنطقة المتوسطية”.
ويقود المخطط الأزرق، أحد أهم أجهزة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في منطقة المتوسط والتي تعمل على النهوض بالتعاون الإقليمي لكسب الرهانات البيئية ، مشروعا في شمال المملكة في إطار تعاون مثمر مع السلطات المغربية والجماعات الترابية والفاعلين المحليين لمواكبة السياسات العمومية عبر أدوات تقنية وتمويلية دولية .
وأضاف السيد ديغرون أن المغرب ووعيا منه بحجم التحديات البيئية، انخرط منذ ثلاث سنوات مدعوما بتمويل من الصندوق العالمي للبيئة، في مشروع يشرف عليه “المخطط الأزرق” لاعادة تهيئة المناطق الساحلية في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة على طول 400 كلم .
وحسب المتحدث فإن هذا المشروع استند أيضا على خبرات دولية “وخصوصا مع زملائنا في كرواتيا، من أجل مواكبة الفاعلين المحليين في وضع استراتيجية لتهيئة المناطق الساحلية ” منوها بانخراط الجماعات الترابية المغربية التي ما كان لهذا المشروع أن ينجز بدونها.
وبالنسبة لمدير ” المخطط الأزرق ” فإن هذه المبادرة ركزت على بلورة حلول ملموسة ملائمة تأخذ بعين الاعتبار مختلف سيناريوهات التطور ذات الصلة بالساحل عبر إحداث مناطق لتمدد المياه وإعادة تأهيل المناطق الرطبة وفي حالات معينة بناء متاريس لصد المياه.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأمر يتعلق بعمل دقيق للتخطيط التدريجي من أجل الحد من تأثيرات التغيرات المناخية مع الحرص على الدفع بحلول تستند على طبيعة المجال مضيفا أن ثمار هذا التعاون باتت محسوسة.
وعلى المستوى الاقليمي شدد مدير “المخطط الأزرق” على أهمية التدبير المندمج للمناطق الساحلية باعتباره المفهوم الذي تقوم عليه معاهدة برشلونة التي يطبقها المغرب بنجاح ، مشيرا إلى أنه “يتعين الاقتداء بالمقاربة المغربية من طرف البلدان المتوسطية الأخرى والتي لم ينخرط بعضها بعد في هذا المسار ” .
وفي مجال التعمير عبر السيد ديغرون عن ارتياحه للرؤية الواضحة ولمستوى التخطيط في المملكة المغربية مبرزا في هذا السياق الرصيد الكبير الذي راكمته المملكة في مجال التخطيط والدور الذي تلعبه بعض المؤسسات كالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط في تكوين كفاءات محلية .
التعليقات مغلقة.