“دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي”.. شعار ملتقى قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية
انعقدت اليوم الخميس بالقاهرة أشغال ملتقى “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي”، الذي نظمته جامعة الدول العربية، ممثلة في قطاع الإعلام والاتصال، بتعاون مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي.
وسعى هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة نخبة من المسؤولين والإعلاميين والخبراء الأكاديميين، إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز مبادئ التعايش وترسيخ قيم الاحترام والانفتاح؛ بما ينسجم مع القيم الإنسانية والإسلامية، ويواكب المبادرات الدولية الرامية إلى ترسيخ ثقافة السلام ومواجهة خطاب الكراهية.
ويندرج اللقاء، الذي توخى التأكيد على أهمية الإعلام كوسيلة رئيسية لنشر قيم التسامح والسلام، وتعزيز الحوار بين الثقافات، ومجابهة التمييز والتطرف، في إطار نقاش موسع حول السبل الكفيلة بتعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح ومواجهة التحديات المعاصرة.
ويأتي هذا الملتقى في سياق حرص اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية على تفعيل الشراكة الإعلامية، ودعم الجهود المشتركة لتعزيز قيم السلم المجتمعي على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الاعلام والاتصال، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، إن اختيار موضوع “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي” يعكس تقاسم المنظمتين الإقليميتين التزامهما بمحاربة خطاب الكراهية ونبذ العنف والانغلاق انطلاقا من مبادئهما وانخراطهما في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في ضوء الإعلانات الحقوقية والبروتوكولات ذات الصلة وقرارات الجمعية العامة المتعلقة بتعزيز الحوار بين الأديان وتحديد يوم عالمي لمكافحة الكراهية، وصولا إلى اعتماد الجمعية العامة في 2023، بإجماع أعضائها الـ193، لقرار تاريخي بمبادرة من المملكة المغربية حول احترام الرموز الدينية وتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان والثقافات.
وأوضح أحمد رشيد خطابي أن “الإعلام مكون أساسي في منظومة حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيا لما له من دور فعال في تشكيل وعي وسلوكيات الأفراد والمجتمعات، ونشر ثقافة السلام والتسامح، واحترام التنوع الثقافي والديني والعرقي بما لا يتعارض مع تعاليمنا الروحية السمحة والمواثيق والقوانين الدولية”، مؤكدا أن التنوع الذي يتعين اعتباره مصدر ثراء لا سببا للمواجهة والتصادم والاقصاء، ونشر الصور النمطية التي تغذي الانقسام والتفرقة والتحريض ضد ما يسمى بالأقليات والفئات المهمشة.
ولفت إلى أن تأثير الإعلام في محاربة خطاب الكراهية يرتبط إلى حد بعيد بالانتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت تشكل فرصا لحرية التعبير ودمقرطة الحق في الاتصال، ولكنها كذلك تستغل كقنوات لتمرير خطابات الكراهية بما يتطلب الأمر التصدي لها بتعاون وثيق بين كافة الشركاء من مؤسسات حكومية وتشريعية ومدنية وتربوية واعلامية وقيادات دينية وفكرية وفق مقاربة شمولية يضطلع فيها الإعلام بدور حيوي.
وأكد حرص جامعة الدول العربية من خلال ميثاق الشرف الإعلامي في مادته الثامنة على” تعميق روح التسامح والتآخي والتعددية ونبذ كل دعاوي التحيز والتمييز والتعصب أيا كانت أشكالها وطنيا أو عرقيا أو مذهبيا أو دينيا والامتناع عن عرض أو إذاعة أو بث أو نشر أية مواد يمكن أن تشكل تحريضا على الكراهية أو التطرف أو العنف والإرهاب أو من شأنها الإساءة الى حقوق الآخرين أو سمعتهم أو معتقداتهم ورموزهم الدينية”.
ومن جانبه، أكد عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، على أهمية التسامح كقيمة راسخة في ضمير الأفراد والمجتمعات، مشددا على أن بناء مستقبل آمن ومزدهر للشعوب يعتمد على تحويل التعايش السلمي من شعار إلى ممارسة يومية تعبر عن الاحترام وقبول الآخر.
ودعا إلى العمل الجماعي بإرادة صادقة ورؤية استراتيجية لصناعة واقع جديد يتجاوز الانقسامات ويحتفي بالتنوع كقيمة مضافة تعزز الوحدة الإنسانية.
وشدد الليثي على مسؤولية الإعلام في إعادة صياغة الخطاب العام بما يعزز قيم الحوار، ويكسر الصور النمطية، ويزرع بذور الاحترام المتبادل.
ودعا إلى الاستثمار في التربية الإعلامية والتثقيفية، وتطوير مبادرات شجاعة ومبتكرة، منها إنتاج محتوى إعلامي مشترك بلغات متعددة يعبر عن ثقافة السلام، وإطلاق برامج تدريبية تفاعلية تستهدف الشباب وصناع المحتوى، بالإضافة إلى إقامة منصات حوارية مستدامة تجمع بين مختلف فئات المجتمع لتعزيز قيم التسامح.
حدث/ومع