الاسبوع الاخضر ببرلين : التعاونيات النسائية دعامة أساسية للترويج للمنتوجات الفلاحية المحلية – حدث كم

الاسبوع الاخضر ببرلين : التعاونيات النسائية دعامة أساسية للترويج للمنتوجات الفلاحية المحلية

تيمجردين فاطمة: يشد انتباه الزائر للجناح المغربي في الاسبوع الاخضر الدولي المقام حاليا في برلين الحضور اللافت للنساء اللاتي يشاركن في المعرض كمسيرات لتعاونيات متخصصة في المنتوجات الفلاحية المجالية وكلهن إصرار على ترسيخ مكانة المنتوج المحلي والبحث عن منفذ له في الاسواق الخارجية.
وتراهن هؤلاء النساء، اللاتي تنحدر بعضن من أوساط قروية، على كون منتجاتهن بيولوجية خالية من المواد الحافظة، لاستقطاب المستهلكين والمهنيين في ألمانيا وباقي البلدان الاوروبية حيث تزايد الإقبال على هذا النوع من المنتوج في السنوات الاخيرة .
وقد أبانت المشاركات في المعرض، سواء كن رئيسات للتعاونيات او عضوات فيها عن كفاءتهن ليس فقط في التدبير والتسيير ولكن أيضا في الترويج لمنتوجات يرتبطن بها ارتباطا خاصا لانها نتاج بيئتهن المحلية فضلا عن كونها تشكل مصدر دخل لهن مما جعلهن يبدين شغفا وحماسا في الحفاظ على استمراريتها وتثمينها، من خلال استثمار خبرتهن والتكوينات التي استفدنا منها في هذا المجال. 
وأتيحت لهذه التعاونيات النسائية ضمن أزيد من 20 تعاونية ومجموعة النفع الاقتصادي المشاركة في المعرض، الشروط المناسبة لاثارة اهتمام الزوار من خلال جناح يمتد على أزيد من 620 متر مربع، صمم بشكل يعكس جمالية التراث المغربي من خلال جلسة شاي تقليدية وطقوس نقش الحناء ومطعم يقدم أطباقا من الطبخ المغربي في أجواء من الاهازيج الفلكلورية لفرقة أحواش.
وتؤكد عزيزة حيداة رئيسة تعاونية “أركان ميجي” بنواحي صويرة المتخصصة في انتاج زيت اركان للاكل والتجميل وجميع مشتقاتها من أملو والصابون التقليدي، ان نقطة قوة تعاونيتها هي منتوجاتها العضوية الخالية من المواد الكيماوية، مضيفة انها تمكنت من ابرام شراكة مع فرنسا وايطاليا والان تبحث عن اسواق جديدة في بلدان اوروبية اخرى.
وتضيف في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ان المعرض الذي يعد الاكبر من نوعه في العالم والمخصص للأغذية والفلاحة والبستنة، منحها فرصىة للتعريف بتعاونيتها التي تتوفر على جميع الشهادات المطلوبة من قبيل شهادة السلامة الصحية وشهادة المنشأ.
ولفتت الى أن من بين التحديات التي تواجه التعاونية المنافسة الكبيرة ومشكل البيع بالجملة الذي لا يدر أرباحا كبيرة، مضيفة “نبحث الان عن اسواق يمكن من خلالها ان نبيع منتوجات ملففة”.
أما تعاونية “الجود لانتاج وتسويق الكسكس” من مدينة بوجدور، والتي تشارك للمرة الثانية في المعرض فانها تضم 30 امراة ولا تشغل الا المطلقات والارامل من أجل مساعدتهن على مواجهة ظروفهن الصعبة، حسب رئيسة التعاونية خاية منيما .
لم تكن الجمعية التي تاسست عام 2008 تملك في البداية سوى مقرا صغيرا قامت بتجهيزه بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ثم قامت فيما بعد بتوسيعه بدعم من وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بعد ان تزايد الطلب على المنتوج في السوق المحلية.

وتضيف منيما أن التعاونية تمكنت في الاخير من انشاء مصنع في مدينة الداخلة بفضل مساعدة مخطط المغرب الاخضر، مشيرة الى ان التعاونية حصلت على شهادة السلامة الصحية.
وأكدت انه في المغرب ليس لديها مشكل في التسويق حيث تبيع منتوجها في الاسواق الكبرى والسوق التضامني لمؤسسة محمد الخامس للتضامن لكنها الان تطمح الى الولوج الى الاسواق الخارجية. 
وبالنسبة لتعاونية “تونزا تصدير وتعليب الزيتون” من شيشاوة بجهة مراكش اسفي، فان الهدف حسب رئيستها “فتح باب للتسويق من نوع آخر، البحث عن زبون يقدر المنتوج لانه طبيعي من التربة الى الانتاج”.
وأبرزت أن التعاونية التي تضم 115 امراة قروية، تحترم معايير الجودة المعمول بها دوليا. 
اما تعاونية “جنان الريف” المختصة في تجفيف التين والاعشاب الطبية والعطرية من منطقة وزان، فانها تسير من قبل السيد عزيز راليوني لكنه من أجل التعريف بالمنتوج خلال فعاليات المعرض، استعان بعضوة في التعاونية تتقن الانجليزية للقيام بجولة في المعرض للتعرف على شركات يمكن ادخال التين في منتوجاتها للتواصل معها من اجل ابرام شراكات. 
وأشار الى أن التعاونية تاسست من قبل مجموعة من الشباب حاملي الشهادات بهدف ادماج المراة القروية وتثمين المنتوج حيث لم تكن هناك أي تعاونية على صعيد الجهة. 
وأضاف ان التعاونية تقوم بانتاج 40 طنا من التين المجفف كل عام وتتطلع الى الوصول الى 120 طنا بداية من الموسم المقبل، مشير الى ان سلسلة الانتاج خالية من المواد الكيماوية
والى جانب التعاونيات، تشارك في المعرض مجموعات النفع الاقتصادي من بينها “واحات فكيك” التي تضم ثماني تعاونيات و650 فلاحا وتختص في بيع وتسويق وتثمين التمور. 
وقال عباس مصطفى نائب رئيس أن المجموعة التي تشارك في المعرض للمرة الاولى تسعى الى تشجيع الطلب المحلي على التمور المحلية، مشيرا الى ان وزارة الفلاحة تسعى الى تحقيق الاكتفاء الذاتي والعمل على تصدير التمور من خلال اعتمادها سياسة جديدة .
يشار الى أن المشاركة المغربيية، المنظمة من قبل المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات تحت اشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تندرج في إطار تفعيل الاستراتيجية القطاعية للفلاحة “مخطط المغرب الأخضر”، ولا سيما في ما يتعلق بتنمية الصادرات الزراعية.
وتروم استراتيجية «مخطط المغرب الأخضر» التي تم اعتمادها في أبريل 2008،إعطاء دفعة جديدة للاقتصاد المتعلق بالقطاع الفلاحي من خلال دعامتين أساسيتين تتمثلان في فلاحة ذات قيمة مضافة قوية والفلاحة التضامنية.
كما تتوخى هذه السياسة الجديدة تثمين الإمكانات الفلاحية برمتها من أجل جعل القطاع الفلاحي المحرك الرئيس لتنمية الاقتصاد الوطني.
ويعرف الاسبوع الاخضر الذي تتواصل فعالياته الى غاية 28 يناير، مشاركة أكثر من 1600 عارض من نحو 60 بلدا، ويتردد عليه ما يقرب من 400 الف زائر.
وتتميز فعاليات المعرض بتنظيم 300 من الندوات والمؤتمرات واللقاءات أبرزها المنتدى العالمي العاشر للأغذية والزراعة، الذي من المتوقع أن يحضره أكثر من 70 من وزراء الفلاحة وممثلون رئيسيون لقطاع الأعمال الزراعية التجارية العالمية. 

ح/م/الصورة من الارشيف

التعليقات مغلقة.