ندوة المحاضرين الفنيين بـ”الفيفا” في الدوحة: أشغال مكثفة وتفاعل خصب وحضور مغربي متميز – حدث كم

ندوة المحاضرين الفنيين بـ”الفيفا” في الدوحة: أشغال مكثفة وتفاعل خصب وحضور مغربي متميز

زهور السايح: أوراش فنية مكثفة وجلسات تقنية متخصصة، احتضنتها الدوحة على مدى أربعة أيام (ما بين 30 يناير وثاني فبراير)، تفاعل فيها أكثر من مائة خبير ممثلا لأزيد من 30 اتحادا، ضمن ندوة المحاضرين الفنيين للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، حيث بدا حضور المغرب من خلال الخبير المغربي جمال الدين لحرش، وبرأي الملاحظين، “متميزا وذي قيمة مضافة حقيقية”.
الرهان كان كبيرا، والموعد رئيسي في اجندة (الفيفا)، وفنيو اللقاء والمتخصصون يدركون أهمية مخرجاته على المستقبل الفني والتقني للعبة، في ظل ما ينتظرها من استحقاقات عالمية كبرى، وما يحيط بها من انتظارات متعددة الأوجه فنيا وتقنيا وتنظيميا واقتصاديا.
يؤكد الخبير المغربي لدى الفيفا، السيد جمال الدين لحرش، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بالدوحة، أن الندوة شكلت فرصة لتبادل معرفي وتقني متعدد الرؤى باتجاه توحيد رؤية واستراتيجية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتطوير اللعبة، فالمسألة تقنية وفنية للغاية وتبتغي خلق أرضية مشتركة وموحدة للنهوض باللعبة على مستوى العالم، في ورش كبير من المفروض أن لا يستثني أحدا. 
وأوضح المتحدث أن تتبع الخيط المؤدي الى مفردات هذا التطوير وبناء التقائية بين مختلف الرؤى والتوجهات تم من خلال تفاعل المشاركين في مجموعة من الورشات الموضوعاتية التي تناولت “كرة القدم القاعدية” و”كرة القدم للفئات العمرية” و”كرة القدم النسوية” و”مهام المدراء التقنيين” و”مهام المحاضرين الدوليين”، لافتا الى أن التوصيات، التي وصفها ب”المهمة”، صبت في سياق النهوض بـ”ميتودولوجيا” وبيداغوجيا التكوين وأيضا تدبير الشأن الكروي.
وكانت كواليس هذا اللقاء والمداخلات الافتتاحية، بحسب ما أتيح منها للصحافة، قد لفتت الى أن الندوة ستتناول بالنقاش الهيكل التنظيمي للاتحاد الدولي، وستدرس من بين مشاريع الاتحاد الموجهة للتطبيق مشروع تطوير كرة القدم في العالم كله، وهو مشروع استغرق الاعداد له أكثر من سنة.
وعن مداخلته، خلال هذه الندوة، أشار السيد لحرش، الذي التحق كمحاضر لدى الفيفا منذ 2008، الى أن الأمر تعلق ببسط حصيلة تجربة عشر سنوات، موضحا أنها تضمنت تشخيصا علميا دقيقا لكل مراحل العمل التكويني للفئات الصغرى، وتطرقت لأساليب وضع الأهداف والاستراتيجيات لتطوير تكوين المدربين والمحاضرين التابعين لاتحادات كرة القدم، وما يستتبع ذلك من تطوير للهياكل والأنظمة والأهداف التنظيمية، ومن توفير للإمكانات المادية والبشرية.
وفي جواب عما قد يلحظه، كخبير ولاعب سابق ومدرب، من اختلالات لدى بعض الأندية الكروية الوطنية، في مجال التكوين الذي يمثل أحد المحاور المستهدفة لتطوير اللعبة، أكد السيد لحرش أن الأمر يعود في مجمله الى عدم إيلاء هذه الأندية العناية الكافية لتكوين الفئات الصغرى وفق برامج تكوين، تكون من حيث أدواتها ومناهجها ومخصصاتها المالية، قمينة بتأهيل لاعبين قادرين على تحمل متطلبات المستوى العالي.

وسجل الخبير المغربي، الذي شغل منصب مدير تقني وطني مشرف على تكوين المدربين بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن هذه الأخيرة كانت قدمت جملة حلول لتجاوز هذا الخلل، بدءا من توحيد الرؤية لسياسة كروية تشمل جميع العصب والأندية والمؤسسات التعليمية ووزارة الشباب والرياضة، من اجل تطوير كرة القدم من فئة البراعم والناشئين والشبان وكرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة وصولا الى الفرق الكبرى. 
وذكر لحرش، الذي تحمل أيضا ولمدة عشر سنوات مسؤولية المدير التقني المساعد للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن الأمر من الناحية العملية يتعلق بتحقيق ثلاثة أهداف تتمثل في “العناية بكرة القدم القاعدية” و”تكوين المنتخبات الجهوية والوطنية بجميع فئاتها”، و”الاهتمام بالبحث العلمي”، و”تدعيم مراكز التكوين.
وأضاف أن الجامعة سطرت، في إطار تنفيذ هذه الأهداف، إنجاز أربعة مراكز لتكوين اللاعبين اقل من 15 و17 و19 سنة ذكور وإناث، مشددا على الدور الفاعل الذي سيكون لهذه المراكز في تأهيل وتهيئة اللاعب المغربي ليكون في مستوى تمثيل المغرب على الوجه الأكمل في التظاهرات القارية والعالمية، فضلا عما يمكن أن يكون لتوفير منشآت الاستقبال من دور فاعل، على المستويين المتوسط والبعيد، في الرفع من مستوى المنتوج الكروي الوطني.
تخرج لحرش من المعهد الملكي لتكوين الأطر، وتابع دراسات عليا من مستوى السلك الثالث في الفيزيولوجيا الرياضية وعلوم الحياة والصحة، وأيضا في اختصاص كرة القدم من جامعتي باريس وليل الى جانب تخصص التدبير والتسويق الرياضي من جامعة انديانا بوليس الامريكية. 
وقام ، انطلاقا من هذه المؤهلات وبما اكتسبه من خبرة ميدانية، بأعمال التدريب بعد خوضه غمار اللعب ضمن فرق “حسنية اكادير” و”اتحاد تواركة” ونادي “انتاني وسكهال الفرنسي”، الى جانب مهامه كمحاضر معتمد لدى الفيفا بكل من رام الله وغزة ومدينة الخليل وموريتانيا ومالي والسنغال والمملكة العربية السعودية وقطر ودجيبوتي وكوت ديفوار والغابون وغيرها، فضلا عن تأطيره لجملة من الدورات التكوينية على المستوى الوطني.
ومن المنتظر أن تحتضن الدوحة، التي نال تنظيمها لهذا اللقاء الإشادة من قبل جل المشاركين، خلال هذا الشهر ثلاثة لقاءات مهمة أخرى على مستوى الفيفا ؛ وهي “ورشة عمل الحكام المختارين لبطولة كأس العالم 2018 ” (ابتداء من اليوم الاثنين الى تاسع فبراير الجاري)، و”ورشة عمل الحكمات المرشحات لبطولة كأس العالم للسيدات 2019″ (ما بين 12 و16 فبراير الجاري)، و”ورشة محاضري الحكام” (ما بين 19 و23 فبراير الجاري).
وبهذا الخصوص، حرص المنظمون على التأكيد أنها “المرة الأولى في تاريخ (الفيفا) التي يتم فيها إقامة مثل هذا العدد من الدورات الخاصة بالحكام في دولة واحدة وفي عام واحد “.
ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها الدوحة دورات خاصة بحكام (الفيفا)، إذ سبق لها أن احتضنت دورات تدريبية لحكام مونديال البرازيل في 2014 . 

ح/م

التعليقات مغلقة.