الحبيب المالكي: المؤتمر الـ27 للاتحاد البرلماني العربي ينعقد في سياق دولي يتسم بتعقيداته وتطوراته المتسارعة – حدث كم

الحبيب المالكي: المؤتمر الـ27 للاتحاد البرلماني العربي ينعقد في سياق دولي يتسم بتعقيداته وتطوراته المتسارعة

أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي، ورئيس مجلس النواب، السيد الحبيب المالكي، أن المؤتمر ال27 للاتحاد، ينعقد في سياق دولي يتسم بتعقيداته وتطوراته المتسارعة.

وأضاف السيد المالكي في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر ال27 للاتحاد البرلماني العربي، اليوم الخميس بالقاهرة، أن هذه التطورات المتسارعة “لا تحمل إلى ساحتنا العربية سوى المزيد من التعقيد والمصاعب والمخاطر، بل وتجعل وضعنا العربي يبعث في الكثير من مظاهره على الأسف، ويكاد يحول أمتنا العربية إلى شبه أمة متحفية عاجزة عن الإسهام في صناعة القرار العالمي أو على الأقل التأثير في صناعته وتوجهاته”.

وقال رئيس الاتحاد في هذا الصدد، “إننا نكاد نكون عاجزين أيضا عن الإمساك بعناصر التشخيص السليم لأوضاعنا ولآفاقنا كعرب أشقاء نقتسم الألم نفسه، والأ مل نفسه، وذلك لأن المفاهيم الحالية التي نستعملها في التحليل والفهم أصبحت عاجزة عن إدراك واقعنا الحقيقي بل أصبحت متجاوزة وتحجب الرؤية”.

وشدد على أن الواقع الملموس الذي “نعيشه جميعا داخل الجغرافيا العربية يكذب كل ما نقوله، إذ نفتقد عموما للحد الأدنى من الالتزام بما يتم الإ علان عنه في عجز واضح عن أخذ زمام المبادرة، والتحكم في مجرى الأحداث، والوقوف في وجه المؤامرات الخارجية التي باتت تستهدف كيان أمتنا العربية، ومخططات التقسيم التي تتهدد عددا من الأقطار العربية الـموحدة”.

وذكر السيد المالكي بأن مظاهر النقص بارزة في مسارات التنمية والبناء الديموقراطي، وهناك “تعثرات في أنظمتنا التعليمية والتربوية، في حقل المعرفة والبحث العلمي، كما أن هناك عثرات حقيقية على مستوى إشاعة ثقافة النوع وإنصاف النساء، وإيلاء الاعتبار اللائق الملموس والجدي لتطلعات واهتمامات الشباب”.

وأشار إلى أنه “مازال مطروحا علينا أن نقرأ، بدقة وموضوعية، التطورات التي عاشتها ولاتزال منطقتنا العربية خلال العشر سنوات الأخيرة، وما أظهرته بالخصوص من فجوة بين الإمكانات المتاحة والسياسات المتبعة”.

وفي هذا السياق، ذكر السيد المالكي بأن العجز التنموي في الوطن العربي مثير للقلق، والمقلق أكثر أن يتلازم التعثر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي مع أنواع من ضعف الإشراك السياسي وتدخلات الخارج “غير المقبولة”، وهذا “ما يضاعف من أسباب الصراع المجتمعي في عدد من أقطارنا، ويفجر استقرارها، ويمس بأمنها وأمانها، ويعمق اليأس في نفوس أبنائها وبناتها”.

لكن في المقابل، يؤكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي “ينبغي طمأنة المواطن العربي وجعله يشعر بأن مشاريع التنمية التي يخطط لها نابعة من إرادته ومتجاوبة مع آفاق انتظاره”، مشيرا إلى وجود آليات مؤسسية حقيقية، يفترض أن لها شرعيتها ومصداقيتها، تتيح لهذا المواطن أن يساهم فيها”.

كما يتعين علينا، يضيف السيد المالكي أن نجدد مفاهيمنا، ونوحد خطابنا، ونقتسم الرؤية نفسها إلى مستقبلنا ومصيرنا”، مبرزا أن المنطلق يفرض أن “نصون أولا فضاءات التواصل والحوار الشعبية والرسمية مثل هذا الفضاء البرلماني العربي”.

وفي هذا الصدد، دعا إلى النظر إلى حصيلة ما ينجز داخل هذا الاتحاد البرلماني ب”منظور سياسي في ظل أوضاعنا الراهنة، ومن تقديرنا لأهمية تحقيق الحد الأ دنى المشترك في غياب أو محدودية ثقافة وحدوية، وغياب استراتيجية عربية واضحة لمجابهة تحديات وأسبقيات القرن الواحد والعشرين، وبالخصوص متطلبات المعركة المصيرية العربية دفاعا عن فلسطين وشعبنا العربي الفلسطيني وحقوقه الثابتة المشروعة في استقلاله الوطني وبناء دولته الوطنية وعاصمتها مدينة القدس”.

وضمن مهام الاتحاد المستقبلية، يضيف السيد المالكي، ينبغي مواصلة العمل المشترك وتقوية التنسيق، وتنويع قنوات التواصل، وذلك بجعل “لقاءاتنا ومؤتمراتنا منتظمة، واتخاذ مبادرات أخرى لتنظيم ندوات ولقاءات حول مختلف إشكاليات الساعة، وذلك لكي لايظل لقاؤنا يتم فقط عند الضرورة القصوى”.

ويتعين أيضا، يؤكد رئيس الاتحاد، إصلاح هياكل هذه المنظمة، وتحقيق فكرة إنشاء معهد عربي للتكوين البرلماني ومؤسسات وهياكل أخرى موازية لضمان المزيد من أسباب تقوية الحضور البرلماني العربي وسلطته الأدبية والأخلاقية في التشريع وفي صناعة القرار العربي. من جهة اخرى، أعرب السيد المالكي عن إدانته لظاهرة الإرهاب بكل أشكالها ومظاهرها التي تستهدف الأمة العربية ومقوماتها وأسس استقرارها وأمنها.

كما ندد بالعمليات الإرهابية “الآثمة” التي استهدفت مصر والبحرين والمملكة العربية السعودية وكذا ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي في ذكرى يوم الأرض ال42 من قتل لأبناء الشعب الفلسطيني في حلقة جديدة من إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني الأعزل.

من جهته، حذر رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال في كلمة بالمناسبة، من المخططات الدولية التي تستهدف الأمن القومي العربي ومن مخاطر الإرهاب الذي يستهدف المنطقة العربية، داعيا الى وضع خارطة طريق وترسيخ جهود الاتحاد البرلماني العربي لزيادة تأثيره في احداث التكامل ومواجهة التحديات التي تستهدف دول المنطقة.

كما نبه عبد العال إلى وجود تحديات هائلة تحتاج المزيد من العمل والجهود الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية، مطالبا بترسيخ الجهود لتطوير عمل الاتحاد البرلماني العربي وزيادة تأثيره في احداث التكامل وصياغة استراتيجية برلمانية موحدة دفاعا عن القضايا العربية وفي قلبها قضية فلسطين القضية المركزية للعرب.

ويبحث رؤساء البرلمانات والمجالس العربية المشاركة في المؤتمر خلال جلسة عمل الوضع العربي الراهن، تعقبها اجتماعات لجان الشؤون المالية والاقتصادية، وشؤون المرأة والطفولة، والشؤون السياسية والعلاقات البرلمانية.

وسيتم خلال هذا الاجتماع، تعيين نائب رئيس المؤتمر، وأمين سر المؤتمر، من جانب الرئيس، وفق أحكام المادة 10 من النظام الداخلي للاتحاد، يلي ذلك اعتماد تقرير الرئاسة والأمانة العامة، ومناقشة تقريري الدورتين 22 و23 للجنة التنفيذية للاتحاد للمصادقة عليهما.

ومع/حدث

التعليقات مغلقة.