فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار يناقش بأبيدجان أسس وإسهامات العقيدة الأشعرية – حدث كم

فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار يناقش بأبيدجان أسس وإسهامات العقيدة الأشعرية

افتتحت امس الخميس بأبيدجان، أشغال ملتقى علمي حول موضوع “العقيدة الأشعرية: الأسس والمزايا في مجال التعايش السلمي”، بمبادرة من فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار.

ويعد هذا الملتقى الذي يجمع حوالي 130 إماما ومرشدا دينيا، انطلاقة فعلية لسلسلة أنشطة فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار، الذي أكد رئيسه، الشيخ أبو بكر فوفانا، في كلمة بالمناسبة، أنها تكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى الوضع السائد حاليا في عدد من دول العالم حيث التطرف الديني يشكل تهديدا حقيقيا للسلم والاستقرار الدوليين.

وأضاف أن هذه الظاهرة غريبة تماما عن الإسلام الذي يمثل، في جوهره، دينا يدعو إلى التسامح والعيش المشترك، ويدعو كل مسلم، أينما وجد، إلى زرع المحبة والوئام بين الإنسان وأخيه.

وأشار الشيخ أبو بكر فوفانا إلى أن لقاء أبيدجان يسعى أيضا إلى أن يكون إطارا مناسبا لمحاربة كل ما يسير في الاتجاه المعاكس للوجه الحقيقي للإسلام، هذا الدين المتحرر من كل تعصب سلبي، معربا عن شكره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على جهوده الرامية للنهوض بالإسلام الوسطي والمعتدل.

وقال فوفانا في هذا الصدد إن إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يعتبر بمثابة “نعمة” لعلماء القارة، كما أن هناك عددا لا يحصى من المبادرات التي يقودها جلالة الملك إضافة إلى هذه المؤسسة، مثل معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، والذي بفضله استفاد مئات الأئمة الإيفواريين من منح دراسية لتعميق معارفهم وقدراتهم في الأمور الدينية.

وأضاف أن سلسلة الدروس الدينية التي يترأسها جلالة الملك بمناسبة شهر رمضان من كل سنة تشكل مثالا آخرا على الالتزام الموصول لجلالته.

وحسب الشيخ أبو بكر فوفانا، فإن هذا الالتزام الواضح من قبل جلالة الملك بالنهوض بإسلام منفتح على العالم، يساهم إلى حد كبير في ضمان معرفة أفضل ونشر واسع للقيم الجوهرية للإسلام.

ومن جهة أخرى، أشاد رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار، بالروابط المتميزة القائمة بين المغرب ومسلمي كوت ديفوار، “والتي يعزى الفضل فيها إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ومبادراته الجديرة بالثناء”.

من جانبه، أشار وزير الداخلية والأمن الإيفواري، سيديكي دياكيتي، إلى أنه بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية والأكاديمية والعسكرية للعلاقات بين المغرب وكوت ديفوار، فإن البلدين يحافظان أيضا ومنذ أمد بعيد على تعاونهما الديني.

وقال الوزير الإيفواري “يسرنا أن نحضر اليوم إطلاق أنشطة فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار، والتي تجسد استمرارية للجانب الديني لهذه العلاقات الاستثنائية التي تجمع بين البلدين”.

وفي ما يتعلق بعمل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أكد السيد دياكيتي أن هذه المؤسسة اعتمدت سلسلة من الأهداف النبيلة المنسجمة مع مبادئ العفو والتصالح والسلام والتضامن والتسامح وكرم التقاسم.

وقال “نحن مقتنعون أنه إذا تبنت الإنسانية هذه المبادئ المختلفة، فسوف نعيش بشكل أفضل، كإخوة وأخوات”، مضيفا أن حضور ممثلي الطوائف الدينية المختلفة لهذا الملتقى يجسد ببساطة “الغراس النافع التي حطت المؤسسة في كوت ديفوار لتغرسه، والذي سيجد فيها أرضا خصبة، من أجل أن ينبت ويعطي ثماره”.

من جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، السيد محمد رفقي، أن إحداث هذه المؤسسة “لا علاقة له مطلقا بأي ظرف استثنائي وخاص ولا ينطلق بتاتا من فكرة عرضية ومرتجلة”، مؤكدا أن الأمر يتعلق بتجسيد لعمل عميق، مدعوم برأس مال غني ومتراكم في سياق علاقات المملكة بأكثر من ثلاثين دولة إفريقية.

وأضاف أن الأمر يتعلق أيضا بمشروع يندرج “في إطار استمرارية التراكم التاريخي والالتزام المتجدد في ممارسة المسؤولية السامية التي يضطلع بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تعزيز هذه العلاقات، لا سيما في كل ما يتعلق بصون العقيدة والعبادة الذي تضطلع به مؤسسة إمارة المؤمنين.

وأكد السيد رفقي أن المؤسسة تتطلع، من بين أهداف أخرى، إلى تبني أي مبادرة تسمح بدمج القيم الدينية للتسامح في أي إصلاح لأية عملية تنموية في إفريقيا، سواء على مستوى القارة ككل، أو على مستوى كل بلد فيها.

ويتعلق الأمر أيضا بتنشيط العمل الفكري والعلمي والثقافي في ما يتعلق بالدين الإسلامي، وترسيخ العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بالدول الإفريقية والحرص على تطويرها.

كما تلتزم المؤسسة بضمان إعادة إحياء التراث الثقافي الإسلامي الإفريقي المشترك ، وجعله معروفا ونشره وحفظه وصونه.

وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، على الخصوص، سفير المغرب في كوت ديفوار، السيد عبد المالك كتاني، وكبار الشخصيات والزعماء الدينيين والعديد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في كوت ديفوار، وممثلو منظمات دولية.

وتتمحور العديد من الجلسات الموضوعية خلال هذه الندوة حول “دور العقيدة الأشعرية في مجال التعايش السلمي وتأثيرها في محاربة التطرف”، و”الإمام الأشعري ومراحل حياته الفقهية” و”تاريخ العقيدة الأشعرية، تطورها وآرائها الأساسية “.

ماب/حدث

التعليقات مغلقة.