السعودية: تطويع التكنولوجيا الرقمية لتسهيل أداء مناسك الحج – حدث كم

السعودية: تطويع التكنولوجيا الرقمية لتسهيل أداء مناسك الحج

على بعد أيام قليلة من بدء أداء مناسك الحج للعام 1439 هـ، كثفت السلطات السعودية استعداداتها لاستقبال أزيد مليوني حاج من مختلف أصقاع العالم، وضمان إنجاح خططها في إدارة الحشود في واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم على الإطلاق.

وتراهن السعودية، ضمن خططها التشغيلية لتوفير منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات لتمكين ضيوف الرحمان من أداء فريضة الحج بانسيابية ويسر، على تطويع التطبيقات الذكية وفقا لأحدث تطورات تكنولوجيا الاتصال في هذا المجال.

وتأكيدا لهذا التوجه، قال وزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر بنتن، إن “استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظا خلال حج هذا العام، باستخدام تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج”، موضحا أنه “بحلول عام 2030، ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل.

وأشار إلى أن وزراته تخطط، وفق رؤية 2030، إلى استقبال 30 مليون معتمر سنويا، مضيفا أن بلاده “تحقق المزيد من التطورات الكبيرة التي تكلف 30 مليار دولار لاستضافة عدد متزايد من الحجاج كل عام لتعزيز المرافق والخدمات”.

وكان لافتا بدء السلطات السعودية هذا العام في تطبيق خدمة “المسار الإلكتروني” لحجاج الداخل ونظيره لحجاج الخارج، الذين يقدمان حزمة متكاملة من الخدمات كتراخيص الحج، والتأشيرات الإلكترونية، والحجز والسكن وغيرها، فضلا عن قرار اعتماد تكنولوجيا بصمة اليد للحجاج قبل وصولهم إلى أرض الحرمين.

وضمن استعداداتها لتسهيل حركة الحجيج في المشاعر المقدسة، خصصت وزارة الحج والعمرة السعودية عدة تطبيقات ذكية، أبرزها تطبيق “مناسكنا” الذي يقدم حزمة من الخدمات على الأجهزة الذكية، بسبع لغات هي العربية، والإنكليزية، والفرنسية، والأوردو، والتركية، والملايو، والبنغالية.

ويتضمن التطبيق أرقام الطوارئ التي قد يحتاجها الحاج خلال رحلته، إضافة إلى التواصل مع وزارة الحج والعمرة، وخدمة استقبال الرسائل التوعوية والإرشادية، إضافة إلى أوقات الصلاة، وتحديد اتجاه القبلة، وتحديد المساجد القريبة، وحالة الطقس، وتحويل العملات، وغيرها.

كما أطلقت وزارة الحج تطبيقا خاصا لقراءة الأساور الإلكترونية للحجاج، بهدف مساعدة ممثلي الوكالات المعتمدة في تحديد الحجاج الموجودين داخل المملكة أثناء أداء النسك. ويتيح التطبيق لممثلي الوكالات مسح الأساور الإلكترونية التي يرتديها الحجاج للحصول على المعلومات الشخصية الخاصة بهم وحزمة الخدمات المقدمة لهم.

من جهتها، أطلقت مؤسسة البريد السعودي تطبيق “محدد الحج والعمرة الملاحي” الخاص بالخرائط الرقمية لمنطقة المشاعر المقدسة والمدينة المنورة والتي تتضمن معلومات عن المباني والمنشآت ومخيمات المشاعر المقدسة والطرق والشوارع والأحياء وحدود المشاعر، والخدمات والمرافق العامة والمعالم.

ولإرشاد الحجاج بشأن مناسك الحج وآدابه، تم إطلاق عدد من التطبيقات أهمها تطبيق “مناسك الحج والعمرة” الذي يقدم شرحا مفصلا مكتوبا ومسموعا لجميع مناسك الحج، وتطبيق “المطوف للحج والعمرة” الذي يقدم عددا من الخدمات، أهمها دليل ذكي للخدمات والأماكن داخل الحرم.

وعلاوة على هذه المنظومة الذكية التي توفرها الوزارة وشركاؤها، التأم مبرمجون من أنحاء العالم قبل أيام في مدينة جدة للعمل على ابتكار حلول تكنولوجية متقدمة للعوائق التي قد تظهر في موسم الحج، وذلك ضمن مسابقة برمجة ماراطونية، تحت مسمى “هاكاثون الحج”، وصفت، وفق المنظمين، بأكبر حدث تقني في الشرق الأوسط.

وانكب مطورو ومصممو الحاسب الآلي وغيرهم في هذه المنافسة على تطوير البرمجيات في القطاعات المحيطة بموسم الحج وخدماته وتحدياته، بما في ذلك الأغذية والمشروبات، والصحة العامة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، والتحكم في حركة المرور، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات والمخلفات، والإسكان، وحلول التواصل.

وتوجت المسابقة التي اختتمت السبت الماضي بتقديم عدد من الابتكارات في مجال التطبيقات الذكية، من ابرزها تطبيق “ترجمان” الفائز بالمركز الأول، ويسعى إلى إنهاء مشاكل اللغة في الحج، بقيامه بعملية الترجمة للوحات الإرشادية بمجرد المسح الضوئي.

واحتل تطبيق “محفظة الحاج” المركز الثاني في المسابقة، ويقدم حلولا رقمية لتمكين الحجاج من الدفع عن طريق تطبيق دون الحاجة لحمل النقود أو البطاقات الائتمانية، فيما يقدم تطبيق “رؤى” الفائز بالمركز الثالث، مشروع موقع تواصل اجتماعي للحجاج لخدمة النصوص والصور والعروض المرئية.

وعلاوة على ذلك، صمم فريق نسائي من السعودية واليمن واريتريا تطبيقا يتيح للمسعفين سرعة الوصول الى الاشخاص الذي يحتاجون الى مساعدة طبية أكثر من الآخرين وذلك من خلال استخدام تكنولوجيا التعقب الجغرافي، فيما تمكن أربعة طلبة آخرين من برمجة تطبيق عبارة عن “مقود افتراضي” يساعد حامله على تحديد موقع اقربائه المفقودين، مستعينا بسوار يعمل بتقنية “البلوتوث”.

ومن خلال إدماجها للوسائل اللوجستية في خدمات تكنولوجيا الاتصال، تطمح السعودية إلى تعزيز منظومة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، في إطار تفعيل خطتها التطويرية “رؤية 2030” والتي تروم ضمن أهدافها استقطاب ستة ملايين حاج خلال موسم الحج، و30 مليون معتمر على مدى العام.

التعليقات مغلقة.