أكدت وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، أن عريضة المطالبة بالاستقلال، التي يحتفل المغرب في 11 يناير الجاري بالذكرى الـ 72 لتقديمها، شكلت محطة تاريخية تحمل دلالات عميقة في مسار الكفاح من أجل الاستقلال.
وأوضحت الوكالة، أن العريضة التي قدمتها، لسلطات الحمايةالفرنسية، نخبة من الوطنيين الذين ينتمون لمختلف الشرائح الاجتماعية والمهنية بتنسيق وثيق مع جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، تؤسس ” لمرحلة حاسمة في مسار العمل الوطني بعد انحسار المقاومة المسلحة في منتصف الثلاثينات بسبب التحالفات العسكرية واستهداف المدنيين بأسلحة مدمرة”.
وأبرزت (بنا)، في تقرير إخباري، أن العريضة، التي قدمت وثيقة مماثلة لها في منطقة النفوذ الإسباني، جاءت في سياق دولي جديد تميز على الخصوص بنهاية الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها المغرب بجانب الحلفاء وصعود “الجبهة لشعبية” في فرنسا، وضمن أوضاع داخلية شابتها عدم الاستجابة لمقترحات القوى الوطنية للحيلولة دون طمس الهوية الثقافية واللغوية المغربية والحد من نظام الحكم المباشر المتعارض مع مقتضيات معاهدة الحماية، وذلك سواء في مناطق النفوذ الفرنسي أو الإسباني.
وذكرت الوكالة، بتأكيد عريضة 11 يناير 1944، على أن المغرب الذي حافظ على سيادته طوال قرون” يطالب باحترام سيادته وشرعيته وإجراء اتصالات دولية بشأن تحقيق استقلاله وخاصة في ضوء الموقف الأمريكي الداعم خلال لقاء أنفا الذي جمع ملك البلاد بحضور ولي عهده مع الرئيس روزفلت، وأخيرا استشراف نظام تشاوري ديمقراطي لبناء المغرب الموحد المستقل”.
وأشارت وكالة الأنباء البحرينية إلى أن السلطات الاستعمارية رفضت جملة وتفصيلا هذه العريضة وأقدمت على اعتقال شخصيات قيادية وإعلان الأحكام العرفية إثر مواجهات عارمة مهدت ” لثورة الملك والشعب” وبزوغ عهد الحرية و الاستقلال.
وخلص التقرير إلى التأكيد على أن عريضة الاستقلال ستظل منحوتة في ذاكرة المغاربة جيلا بعد جيل، حيث “تعد تجسيدا آخر للتلاحم بين الشعب المغربي والمؤسسة الملكية، ومبعث إلهام لإعطاء زخم متجدد للإصلاحات التنموية التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والإرادة السامية لجلالته لتوطيد السيادة الترابية الشاملة للمملكة وترسيخ سيادة الحق والقانون في إطار ديمقراطي تعددي تشاركي ومتضامن”.
و.م.ع/حدث كم
التعليقات مغلقة.