مصطفى الكثيري: معركة الدشيرة محطة تاريخية كبرى في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الوحدة الترابية واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة – حدث كم

مصطفى الكثيري: معركة الدشيرة محطة تاريخية كبرى في مسار الكفاح الوطني من أجل استكمال الوحدة الترابية واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة

قال المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري إن معركة الدشيرة تعد محطة تاريخية كبرى في مسار الكفاح الوطني من اجل استكمال الوحدة الترابية واسترجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة، وصفحة مشرقة في النضال الوطني ضد الوجود الاستعماري.

وأضاف السيد الكثيري في كلمة له خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بمناسبة تخليد الذكرى 61 لمعركة الدشيرة و ال 43 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة ان هذا الحدث التاريخي يخلد لأروع صور الشجاعة والشهامة والبطولة التي برهن عنها أبناء الصحراء المغربية ضمن طلائع أبطال جيش التحرير ملحقين خلال هذه الموقعة الغراء هزيمة كبرى بقوات الاحتلال الأجنبي المدعمة بأحدث العتاد الحربي والطائرات الحربية.

وذكر ان معركة الدشيرة التي دامت 12 ساعة، كانت أول رد فعلي بالضفة الشمالية الشرقية لوادي الساقية الحمراء ، بعد أيام قليلة من استقبال جلالة المغفور له محمد الخامس لوفد من القبائل الصحراوية المغربية بمحاميد الغزلان سنة 1958، حيث دعاها في خطابه التاريخي الى ضرورة التحرك لتحرير الصحراء المغربية، مقدما جلالته كل الدعم للمجاهدين والوطنيين بهذه الربوع، شارك فيها الى جانب أبناء القبائل الصحراوية مجاهدون من شمال المملكة من مدن الدار البيضاء وفاس والخميسات والأطلس المتوسط والريف والصحراء الشرقية وغيرها بقيادة المجاهد صالح بن عسو.

وجدد السيد الكثيري التأكيد على ان أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد هاتين الذكرتين المجيدتين، ستظل صامدة ومستعدة لمواصلة السير قدما على درب الملاحم والمكارم لصيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية، وبذل كل التضحيات في سبيلها، متوخية إبراز ما تزخر به من قيم ومثل عليا ومعاني سامية لتوعية وتنوير الناشئة والأجيال الجديدة بأقباسها في مسيرات الحاضر والمستقبل، إعلاء لصروح المغرب الجديد، وتعزيزا لمكانته المتألقة وأدواره الرائدة بين الأمم والشعوب.

وقال إن “أبناء الاقاليم الجنوبية قدموا جسيم التضحيات في مناهضة الوجود الاستعماري الذي جثم بثقله على التراب الوطني وقسم البلاد الى مناطق نفوذ موزعة بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال والجنوب فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي”، مشيرا الى أن “ذلك جعل مهمة تحرير التراب الوطني صعبة وعسيرة بذل العرش والشعب خلالها تضحيات كبيرة في غمرة كفاح متواصل طويل الأمد ومتعدد الأشكال لتحقيق الحرية والخلاص من الاستعمار”.

وابرز ان الشعب المغربي وفي طليعته أبناء المناطق الجنوبية المسترجعة، واصل مسيرة النضال البطولي من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية المقدسة، مجسدين مواقفهم الراسخة وارتباطهم بمغربيتهم، إيمانا ببيعة الرضى والرضوان التي تربطهم بملوك الدولة العلوية الشريفة، رافضين لكل المؤامرات التي تحاك ضد وحدة المغرب الترابية.

وتواصلت هذه الملحمة النضالية في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه بكل عزم وإيمان وإصرار، وتكللت باسترجــاع مدينة سيدي افني سنة 1969، وبالمسيرة الخضراء المظفرة، مسيرة فتح الغراء في 6 نونبر 1975 التي جسدت عبقرية ملك استطاع بأسلوب حضاري فريد يرتكز على قوة الإيمان بالحق، استرجاع الساقية والوادي الى حضن الوطن ، وارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون في 28 فبراير 1976 ، ثم اقليم وادي الذهب إلى الوطن يوم 14 غشت 1979، مؤذنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية .

ويواصل المغرب اليوم صيانة الوحدة الترابية للبلاد ومسيرته التنموية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وانخراط كافة فئات الشعب المغربي في مسلسل التنمية الشاملة والمستدامة وإعلاء صروح الديمقراطية وتثبيت مغربية الأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية .

واكد السيد الكثيري، أن أسرة المقاومة وجيش التحرير، وهي تخلد بإكبار وإجلال الذكرى 60 لمعركة الدشيرة الخالدة والذكرى 42 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة، لتجدد موقفها الثابت من قضية الوحدة الترابية للمملكة، وتعلن استعداد أفرادها لاسترخاص الغالي والنفيس في سبيل تثبيت السيادة الوطنية بالأقاليم الجنوبية المسترجعة، ومواصلة الجهود والمساعي لتحقيق الأهداف المنشودة والمقاصد المرجوة في بناء وطن واحد موحد الأركان، قوي البنيان ينعم فيه أبناؤه بالحرية والعزة والكرامة.

وثمن المندوب السامي للمقاومة واعضاء جيش التحرير عاليا المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة الوطنية، مبرزا أن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي ويعتبره المراقبون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية، والذي يسعى خصوم الوحدة الترابية للمغرب لتأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء كانت مغربية وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وعرف هذا المهرجان الخطابي الذي احتضنه قصر المؤتمرات بالعيون بحضور والي جهة العيون الساقية الحمراء عامل اقليم العيون السيد عبد السلام بكرات، وعدد من المنتخبين، والاعيان والمقاومين ، توشيح صفوة من اسرة المقاومة وجيش التحرير باوسمة ملكية شريفة ، وتكريم ثلة من قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير ، وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة في سياق العناية الموصولة بالفئات الاجتماعية من ذوي الاحتياجات ومن هم في حالة العسر المادي.

ح/م

التعليقات مغلقة.